هل تدفع القاهرة واشنطن لردع الدول الداعمة للإرهاب في المنطقة؟! تقرير
بعد الحوادث الإرهابية الأخيرة، التي حاولت زعزعت أمن الوطن واستقراره، أدان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وبشكل واضح، الدول التي تدعم الإرهاب في المنطقة، وتسألت وسائل الإعلام العربية، هل يدعو السيسي الولايات المتحدة لردع تلك الدول وبشكل واضح.
استغل الرئيس عبدالفتاح السيسي حضور وزير الدفاع الأميركي جيمس ماتيس أمس، ودعاه إلى «توجيه رسالة حاسمة» إلى دول تدعم الإرهاب، من دون أن يسميها، كما عوّل على عودة الحضور الأميركي إلى المنطقة لحل الأزمات المتفاقمة، والمساعدة في مكافحة التنظيمات الإرهابية.
واتهم الرئيس المصري في أعقاب تفجير كنيستي الاسكندرية وطنطا مطلع الأسبوع الماضي، دولاً لم يسمها بتمويل التنظيمات الإرهابية في بلاده ودعمها، مطالباً المجتمع الدولي بـ «معاقبة» تلك الدول.
وكان ماتيس وصل إلى القاهرة صباح أمس قادماً من الرياض. وكان في استقباله وزير الدفاع المصري صدقي صبحي، قبل أن يتوجه الوزيران إلى قصر الاتحادية الرئاسي حيث عقد الوزير الأميركي مع الرئيس المصري جلسة محادثات حضرها من الجانب الأميركي نائب مستشار الأمن القومي الأميركي للشؤون الاستراتيجية دينا باول، بالإضافة إلى السفير الأميركي في القاهرة ستيفن بيكروفت.
وطالب خلالها السيسي بـ «تكثيف الجهود الدولية لتجفيف منابع الإرهاب»، كما دعا إلى «توجيه رسالة حاسمة إلى الدول التي تدعم الإرهاب بضرورة إيقاف تمويل التنظيمات الإرهابية أو مدها بالسلاح والمقاتلين».
وأوضح الناطق باسم الرئاسة السفير علاء يوسف أن السيسي رحب بوزير الدفاع في زيارته الأولى للقاهرة، معرباً عن تطلعه لـ «استكمال البحث في سبل تعزيز التعاون العسكري القائم بين البلدين، وذلك بعد اللقاء البناء الذي عقده السيسي مع ماتيس في البنتاغون على هامش زيارته واشنطن مطلع الشهر.
وأكد السيسي خلال اللقاء قوة العلاقات المصرية- الأميركية وما تتميز به من طابع استراتيجي، وصمودها أمام الكثير من التحديات الصعبة خلال السنوات الماضية، مؤكداً حرص مصر على أن تشهد العلاقات الثنائية «انطلاقة قوية في ظل الإدارة الأميركية الجديدة».
ونقل البيان الرئاسي عن الوزير الأميركي تأكيده تطلع بلاده لـ «تعزيز العلاقات الثنائية مع مصر خلال المرحلة المقبلة في المجالات المختلفة، بما يُمكّن الدولتين من مجابهة التحديات الاستثنائية التي تمر بها منطقة الشرق الأوسط والعالم»، وأكد ماتيس قوة التعاون العسكري القائم بين البلدين والعلاقات الخاصة التي تربط بين وزارتي الدفاع المصرية والأميركية، مشدداً على حرص بلاده على تفعيل هذه العلاقات ودفعها نحو آفاق أوسع.
وأوضح ماتيس خلال اللقاء، وفقاً للبيان المصري، أهمية دور مصر المحوري في الشرق الأوسط، مشيداً بجهودها في مجال مكافحة الإرهاب، ومواقفها في دعم الاستقرار في المنطقة وتسوية أزماتها، مؤكداً دعم الولايات المتحدة الكامل الجهود المصرية في هذا الاتجاه.
وأوضح السفير يوسف أنه تم خلال اللقاء استعراض أوجه التعاون العسكري والأمني بين البلدين ومناقشة سبل تعزيزه وتطويره خلال الفترة المقبلة، خصوصاً في ضوء الوضع الإقليمي المتأزم الذي يتطلب تضافر الجهود الدولية من أجل استعادة الأمن والاستقرار. وتم أيضاً التباحث في التحديات الإقليمية والدولية، خصوصاً مكافحة الإرهاب، إذ تم تناول ظاهرة الإرهاب من جوانبها المختلفة، سواء العسكرية أو الأيديولوجية.
وعقب المحادثات، توجه ماتيس إلى مقر وزارة الدفاع المصرية في كوبري القبة (شرق القاهرة) برفقة نظيره المصري حيث أجريت للضيف مراسم استقبال رسمية وعزف السلام الوطني للبلدين، وعقد الجانبان لقاء تناول تطورات الأوضاع على الساحتين الإقليمية والدولية وانعكاساتها على الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط، كما تم البحث في العلاقات الثنائية في المجال العسكري، ودعم علاقات الشراكة الاستراتيجية التي تربط البلدين.
وأكد صبحي اعتزازه بالعلاقات المتميزة على صعيد التعاون العسكري مع الولايات المتحدة في العديد من المجالات، مشيراً إلى أهمية تعزيز التنسيق والتشاور من أجل الدفع قدماً بجهود إرساء دعائم الأمن والاستقرار في المنطقة، وتوحيد الجهود الدولية الرامية للقضاء على التطرف والإرهاب والتصدي لأخطاره وتهديداته الممتدة على الصعيدين الإقليمي والدولي.
من جانبه، أكد ماتيس دعم بلاده الجهود التي تبذلها مصر في مواجهة الإرهاب والتطرف وتقديره المساعي المصرية الرامية إلى تحقيق السلام والاستقرار في الشرق الأوسط.
وزار وزير الدفاع الأميركي النصب التذكاري للجندي المجهول في حي مدينة نصر (شرق القاهرة)، ووضع أكاليل الزهور على القبر وقبر الرئيس الراحل أنور السادات، قبل أن يودعه قائد الجيش المصري في اختتام زيارته.
وبالتزامن، اجتمع رئيس البرلمان المصري علي عبدالعال أمس ومستشار الرئيس الأميركي نيك إيرز، وأشار إلى أن العلاقات بين البلدين «استراتيجية»، مؤكداً أن مصر تخوض حربها في مواجهة الإرهاب بمفردها نيابة عن العالم، كما تقوم بمكافحة الهجرة غير الشرعية لأوروبا، وتستضيف على رغم ظروفها الاقتصادية الصعبة نحو 5 ملايين وافد من دول مجاورة تشهد حروباً وصراعات.
وأوضح عبدالعال أن مصر تقوم بإصلاحات اقتصادية غاية في الأهمية، ومجلس النواب (البرلمان) بصدد إصدار قانون للاستثمار يهدف إلى تحسين البيئة الاستثمارية ويقدم حوافز للمستثمرين. ونقل البيان تقدير إيرز للجهود الدؤوبة التي تقوم بها الدولة المصرية في دعم قيم المواطنة وتكريسها، وكذلك مواجهة الإرهاب، مشيداً بالمواجهة المصرية الفاعلة للإرهاب، ومؤكداً استراتيجية العلاقات وأهميتها للبلدين.