هل تسعى إسرائيل لإستغلال أزمة قطر مع الدول المُقاطعة؟..تقرير
لاتزال الأزمة القطرية مستمرة بعد قطع الدول العربية علاقتها الدبلوماسية معها وإغلاق المنافذ الثلاث الجوية والبرية والبحرية, حيث أشارت مصادر إلى أن إسرائيل تعمل على استغلال خلاف قطر مع الدول المُقاطعة للدفع بما تسميه تعاونا مشتركا ضد طهران.
المصالح القطرية الإسرائيلية
ورغم المصالح القطرية الإسرائيلية فإن ذلك لن يمنع تل أبيب من الوقوف ضد قطر حال رفضت الانفصال عن إيران.
إسرائيل دولة تجيد فن إشعال الفتن، ومن مصلحتها أن تدخل طهران حربًا تشغلها في نفسها بعيدًا عن إسرائيل ويا حبذا لو كانت موجهة ضد العرب.
فكرة تحقق هذه الحرب تكون من خلال تمسك قطر بالعلاقات الإيرانية نكاية في الخليج الذي ينظر لطهران نفس نظرة إسرائيل حتى وإن كانت الأخيرة تختلف عن الخليج بعض الشيء في إجراء علاقات اقتصادية مع الجانب الإيراني.
قطر في هذه الحالة ستدخل معادلة أصعب من الأزمة التي تمر بها لأنها تعاند العرب وتصر على اتخاذ موقف مناهض للوحدة العربية وهنا تستغل إسرائيل الموقف نحو التصعيد فحرب إيرانية عربية بين طهران والخليج فرصة عظيمة للاحتلال، وحرب عربية عربية تشمل قطر والخليج خدمة جليلة للاحتلال، وفي كل الأحوال إسرائيل الرابح الأول من كل الأزمات.
ويحيي الإيرانيون، اليوم الجمعة، ما يسمى بـ"يوم القدس العالمي" الذي أطلقه المرشد الإيراني السابق آية الله الخميني، في أعقاب الثورة الدينية.
الهدف المعلن
اليوم أثار حفيظة وسائل الإعلام الإسرائيلية التي أكدت أن الهدف المعلن لهذا اليوم هو دعوة المسلمين للتضامن مع الفلسطينيين والقدس، إلا أنه في الباطن يوم دعوة للمسلمين للتضامن مع إيران وثورتها الدينية على حساب الفلسطينيين، وأداة لمقارعة الدول السنية وعلى رأسها السعودية، لتتجلى الخطوات الإسرائيلية التي تهدف إلى إثارة غضب السعودية وبحكم أنها زعيمة الخليج فإنها قد تكون صاحبة قرار الحرب التي ستخرج قطر منها فاقدة أبرز الداعمين لها في أزمتها.
وقالت التقارير العبرية اليوم الجمعة، أن إيران حددت أن يكون يوم القدس في الجمعة الأخيرة من شهر رمضان، في محاولة لتربط بين المناسبة الدينية وبين طموحاتها السياسية في المنطقة.
وأضافت أن حركة حماس وحركة الجهاد الإسلامي، اللتين ترحبان بالدعم الإيراني بعد شح قنوات الدعم العربية، أصدرتا أمس الخميس، بيانين للتذكير بالمناسبة وفيهما دعوة "لنصرة فلسطين وشعبها المقاوم وتعزيز صموده على أرضه"، وغيرهما لم تحظ نداءات إيران على اهتمام كبير من قبل الفلسطينيين.
وأشار موقع "همكور" الإسرائيلي إلى أن واحدة من مظاهر "يوم القدس" التي تتردد كل سنة هي حرق أعلام إسرائيل والولايات المتحدة في إيران، وعواصم عربية وأجنبية تتضامن مع إيران وحزب الله.
وأدرجت إيران في يوم الاحتفالات المخصص للقدس، نشاطات للاحتفال بمنظمة حزب الله، وترفع أعلام المنظمة التي تتعهد بتحرير الأقصى رغم أنها مشغولة في الراهن في سوريا واليمن وتنتظر "الوقت المناسب" لتحرير القدس".
حرق العلم السعودي
وتابع أن من المشاهد التي دخلت على يوم القدس العالمي هو حرق العلم السعودي، وإضافة عائلة "آل سعود" إلى قائمة القوات التي تعاديها إيران، وتربطها بيوم القدس.
ونوه بأنه لو كانت نوايا إيران من رعاية ما يسمى "يوم القدس العالمي" في الماضي غير واضحة، فهي اليوم لا تخفى عن عاقل، فوجود إيران وحزب الله في سوريا واليمن تدل على أن أولويات المشروع الإيراني في المنطقة لا تمت بصلة إلى القدس، وإنما همه نشر ثورته الدينية وحماية الأماكن المقدسة الخاصة بـ الشيعة أكثر من الأقصى.
وأضاف الموقع أن الطريق الأقصر لحشد التعاطف العربي مع مخططات لا تخدم الفلسطينيين حقيقة هو "مقارعة" إسرائيل، حسب تعبير المرشد الأعلى، وخلق الوهم بأن إيران وحزب الله هما من سيحرران القدس.
ومن هنا تتجلى نية إسرائيل لإشعال فتيل الحرب الذي ستتعاظم حال إصرار قطر ورفضها الابتعاد عن إيران.