هل حقق حوار عماد الدين أديب مع الإرهابي أهدافه؟.. تقرير
انفرد الإعلامى عماد الدين أديب، بحوار خاص مع عبدالرحيم المسمارى، المتهم الليبى الجنسية فى حادث الواحات الأخير، الذى راح ضحيته عشرات من رجال الشرطة، فى برنامجه الجديد «انفراد»، المذاع عبر فضائية «الحياة».
وأثار الحوار الجدل فى الأوساط الإعلامية، فالبعض اعتبره هادئًا وصريحًا ومثمرًا ومحققًا للهدف المرجو منه، وآخرون اعتبروه سقطة مهنية للإعلامى الكبير.
رصدت وسائل الإعلام هذه التعليقات التى تنوعت بين مؤيد ومعارض…
أشاد الدكتور حسن عماد مكاوى، عميد كلية الإعلام جامعة القاهرة سابقًا، بالحوار وتحقيقه للدور المرغوب منه، حيث قارن بين أفكار الإرهابيين المغلوطة وتغييب عقولهم، وعرضه كنموذج لكل الإرهابيين، لأن المعركة فكرية فى الأساس أكثر من كونها أمنية، ولا بد لكل مؤسسات الدولة من أن تشارك فى دحض هذه الأفكار المغلوطة.
واعتبر «مكاوى»، فى تصريحاته الصحفية، أن الحوار كان مثمرًا؛ لأنه أوصل إلى الجمهور أبعادًا جديدة لهذا النوع من القضايا، وكان مثالًا جيدًا لعرض الفكرة والفكرة المضادة، وهو ما نحتاج إلى رؤيته فى الإعلام خلال الفترة المقبلة.
وعن عرض الحوار فى فضائية خاصة بدلًا من الفضائيات القومية، قال إن هناك تهميش للتلفزيون الرسمي منذ فترة طويلة، فالدولة لا تعطي الإعلام الرسمي القدر الذي يستحقه، سواء الصحف القومية أو اتحاد الإذاعة والتلفزيون السابق، رغم أنها الوسائل الأكثر أهمية ويجب مساندتها ونجعلها تعود لوضعها الطبيعى.
فيما رفض الإعلامى محمد الدسوقى رشدى، فى بداية حديثه ، التعليق على الحوار، كونه موجودًا فى نفس المجال، إلا أنه قال إن ما يمكن التعليق به على هذا الحوار هو: «أتمنى أن يقوم الإعلام بدوره فى معركتنا ضد الإرهاب مثلما يقوم كل عسكرى وضابط بدوره فى معركته ضد الإرهاب على الجبهة».
أما الدكتور جمال حماد، الإذاعى بشبكة «صوت العرب» ومدير إدارة البرامج الثقافية سابقًا، فأبدى انبهاره بطريقة حوار الإعلامى عماد الدين أديب، وأن الحوار كان محايدًا متميزًا فى التعامل مع الإرهابى وكأنه يقدم له أخطاءه بشكل غير مباشر ومباشر، فلم يكن محققًا بقدر ما كان محاورًا، فقدم درسًا للإعلاميين فى تناول الحوار الهادئ الخالى من العنف والاستفزاز، فنجح فى استخراج المعلومات من الإرهابى بشكل هادئ من خلال مواجهته بالحجج لا الندية معه.
وأضاف حماد، فى تصريحاته، أن أديب كان ملمًّا بالموضوع جيدًا، ولديه أدواته، ومدركًا للنقطة التى يريد الوصول إليها، فكان مباشرًا وواضحًا فى حديثه.
بينما وجه الإعلامي محمود خليل، النقد إلى حوار أديب، فكتب متهكمًا: «من الممكن أن يكون حوار الإعلامى عماد الدين أديب مع إرهابى الواحات أقوى بكثير مما شاهدناه، ولكن عماد الدين أديب تعامل معه بهدوء».
وتابع خليل، عبر صفحته الشخصية على «فيسبوك»، أنه كواحد ممن يمتهنون الإعلام، فإن الحوار يعد سبقًا إعلاميًّا، لكن بالنسبة للمشاهد العادى «أشعر أنى أمام صورة درامية.. الإرهابى ظهر أمام جموع الشعب المصرى كشاب مؤمن بأفكاره ومعتقداته، ومؤمن بأن الحكومة وجيشها وشرطتها كافرة وقتلهم واجب»، متسائلًا: «هل حقق الحوار مع الإرهابى أهدافه؟ هل نجح الحوار فى كسر حاجز الخوف؟».