هل سيتم تأجيل الانتخابات الرئاسية الأمريكية ؟ تقرير واشنطن بوست يجيب
عندما فاز الرئيس الأمريكى، دونالد ترامب، فى انتخابات 2016، كانت مفاجأة للجميع، فاستطلاعات الرأى السابقة كانت تشير جميعها إلى تفوق منافسته هيلارى كلينتون، ورغم أنه خسر التصويت الشعبى ليفوز بأصوات المجتمع الانتخابى، لكن هذا لم يعنى أن نسبة التأييد التى حصل عليه كانت بسيطة، بل كان للرئيس قاعدة أنصار كبيرة، فيما أطلق عليه "الأغلبية الصامتة".
ورغم تلميحه لتأجيل الانتخابات، فى تغريدة مثيرة للجدل مساء الخميس، إلا أن ترامب لا يزال يعول على هذه الأغلبية مرة أخرى. حيث قالت صحيفة "واشنطن بوست"، إن ترامب الذى تشير استطلاعات الرأى إلى تراجعه بشكل كبير أمام منافسه الديمقراطى مع تبقى 95 يوما حتى الانتخابات، يعتمد على ظاهرة مشكوك فيها لتحدى الحكمة التقليدية والفوز بإعادة الانتخاب، وهى ناخب ترامب الخفى.
فقد كرر الرئيس الأمريكى، مرارا فكرة أن الأغلبية الصامتة من الأمريكيين يتوقع أن يظهروا بشكل جماعى يوم الانتخاب ليصدم القائمون على الاستطلاعات ويساعده على تكرار انتصاره.
فقد طورت حملته عروض شرائح مطولة تهدف إلى دحض الاستطلاعات العامة والتنبؤ بتزايد الدعم غير المتوقع الذى سيدفع ترامب أمام منافسه بايدن فى نوفمبر.
ومع تفوق بايدن وحصوله على نسبة 50% من التأييد فى استطلاعات فى الدول المتأرجحة بعد أربع سنوات من معاناة كلينتون للوصول إلى هذا الرقم، فإن ترامب سيحتاج إلى ما أكثر من زيادة فى الدعم الخفى للفوز فى نوفمبر، بحسب ما يقول ديفيد واسيرمان، مدير "اتثرير كوك السياسى" غير الحزبى.
ويضيف أنه يتوقع أن ظاهرة ناخب ترامب الخجول ستكون أقل تأثيرا مما كانت فى عام 2016، فلا شك أن 2020 بها صورة مختلفة تماما عما كانت عام 2016، فتقدم بايدن يشمل الولايات المهمة وهو أكثر استقرارا عما كانت عليه كلينتون فى 2016.
وتظهر استطلاعات الرأى تراجعا فى الدعم للرئيس ترامب بسبب العلامات السيئة التى حصل عليها من الناخبين بشأن إدارته لاستجابة الحكومة لوباء كورونا الذى قتل أكثر من 150 ألف أمريكى ودمر الولايات المتحدة، وخلق بيئة انتخابية مختلفة تماما عما كانت فى 2016.
لكن ترامب لا يزال ينكر الأرقام التى تظهر أنه يخسر على الصعيد الوطنى فى عدد من الولايات التى فاز بها قبل أربعة سنوات. وزعم دون دليل أنه هناك مؤامرة واسعة بين القائمين على استطلاعات الرأى لقمع أنصاره.
وقال ترامب للصحفيين يوم الإثنين: "هناك الكثير من استطلاعات القمع، واستطلاعات الزائفة مثلما لدينا أخبار زائفة. أعنى أنه شئ مروع عندما تنظر إليه". وقبلها بيوم كتب على تويتر "الأغلبية الصامتة ستتحدث فى نوفمبر".
وتقول واشنطن بوست، إن فكرة الناخب الصامت أو الخفى، التى تواجدت على هامش البحث السياسى واستطلاعات الرأى على مدار سنوات، حظيت باهتمام متجدد بعد انتصار ترامب فى 2016. وفى حين أن الاستطلاعات الوطنية كانت دقيقة إلى حد كبير فى التنبؤ بخسارته التصويت الشعبى أمام كلينتون إلى أن استطلاعات الولايات فى الولايات المتأرجحة لم تحسب بشكل دقيق مستوى الدعم له.
وحقق ترامب انتصارات بصعوبة فى ولايات مثل ميتشيجان وويسكونسن وبنسلفانيا بعدما أظهرت استطلاعات الرأى تراجعه خلف كلينتون، مما جعل بعض الباحثين يستنتجون أن عددا كبيرا من الناخبين قد أيدوه سرا بعدما أخبروا القائمون على استطلاعات الرأى بشئ مخالف.