هل يحرك «الإخوان» إعلام الغرب لزعزعة الاستقرار في المنطقة العربية؟.. تقرير
لم تكن قصة «زبيدة» الأولى ولن تكون الأخيرة؛ هي سيناريوهات متكررة، ورؤى تقترب حد التطابق، بين جماعة الإخوان الإرهابية، والإعلام الغربي؛ حكايات الإخوان تسُوق على نطاق واسع، وتعطي لها المؤسسات الإعلامية الدولية، مساحات من الاهتمام، والنقل الحرفي، بما يعطي انطباعات مؤكدة، أن هناك تطابقا، إما في وجهات النظر، أو هناك هيمنة إعلامية، واستغلال سياسي من طرف للآخر.
أموال طائلة
الدكتور حسام الحداد، الباحث بالمركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات، يرى أن تغلغل الإخوان الإرهابية، داخل مؤسسات صنع القرار في الأوساط الاجتماعية والميديا الغربية، بسبب لجوئها إلى الجامعات، المنتشرة في دول الغرب، خاصة تلك التي يتواجد بين طلابها جاليات عربية وإسلامية، ويوضح أنها رصدت أموالًا طائلة، بهدف تشكيل عدد من اللجان الإدارية، تكون مهمتها التنسيق مع بعض الجامعات البريطانية والأمريكية، من أجل عقد ندوات ومؤتمرات للوفود الإخوانية.
ويؤكد «الحداد»، أن هناك ثلاثة تشكيلات دولية، الائتلاف العالمي للحقوق والحريات، والائتلاف المصري الأمريكي من أجل الشرعية، والائتلاف العالمي للمصريين في الخارج من أجل الديمقراطية، وجميعها برايه تسعى إلى هدف واحد، هو التحريض ضد الحكومات العربية، التي صدت المشروع الإخواني المدمر في المنطقة، ومنعته من تحقيق أهدافه الوصولية، وتدمير الشعوب العربية.
ويضيف: استخدمت الإخوان عددًا من مراكز الأبحاث الأمريكية، لما لها من علاقات قوية ببعض الجامعات الأمريكية والأوروبية، واشترت بعض القائمين عليها من أجل الوصول إلى الأهداف المرجوة، واستخدمت المال السياسي، في توجيه بعض الكتاب والباحثين العاملين، في المؤسسات الإعلامية والمراكز البحثية.
التنظيم الدولي كلمة السر
يقول إبراهيم ربيع، الباحث في شئون الجماعات الإسلامية، إن جماعة الإخوان الإرهابية، تسيطر على الرأي العام الدولي، ووسائل الإعلام العالمية من خلال أذرع التنظيم الدولي في الغرب، ويشير إلى أن الجماعة، تعتمد على منظمات سرطانية في الخارج، على رأسها المعهد العالمي للفكر الإسلامي، ومنظمة كير، واتحاد المنظمات الإسلامية في أوروبا.
ويؤكد الباحث في شئون الجماعات الإسلامية، أن الإخوان تدفع ملايين الدولارات لتشكيل الرأي العام الأوروبي، وتوجيه وسائل الإعلام تجاه القضايا التي تتبناها، مضيفا: هذا الأمر ظهر بشكل واضح في قضية زبيدة، التي نشرت هيئة الإذاعة البريطانية بي بي سي قصة مفبركة عنها، وترفض تصويبها من هيئة الاستعلامات المصرية حتى الآن.
القضايا تفرض نفسها
بينما يسير سامح عيد، الباحث في شئون الجماعات الإسلامية، في سياق مختلف قليلا، مؤكدا إن جماعة الإخوان الإرهابية، موجودة منذ زمن طويل، وسط المؤسسات الإعلامية الدولية، ولها علاقات قوية، منذ أيام وجودها في مربع المعارضة أيام نظام مبارك، موضحا أن التنظيم الدولي للجماعة، كان يتولى مسئولية التنسيق، بحكم وجود رجاله في الخارج.
ويتابع "عيد": قضايا الحريات في مصر تفرض نفسها على وسائل الإعلام الدولية، والإخوان ليسوا بالقوة التي تجعلهم يفرضون تصوراتهم على تلك المؤسسات مردفا: هم موجودون مثل العلمانيين واليسار، وباقي طوائف المعارضة، ولكن بحكم أنهم الأكثر عددًا داخل السجون الآن، فيستحوذون على نسبة أكبر من الاهتمام.
واختتم: قد يكون هناك تضخيم وتحيز، لكن في النهاية، الإعلام الدولي يسلط الضوء على مشكلات وأزمات، سبق للمصريين المهتمين بالحريات، والعمل العام التحدث فيها كثيرًا، ودون مواربة.
في نفس السياق، يؤكد طارق البشبيشي، الباحث في شئون الجماعات الإسلامية، أن جماعة الإخوان الإرهابية، ليست لها أي سيطرة على وسائل الإعلام، أو وكالات الأنباء العالمية، فقط يوجد توافق في المصالح.
ويوضح البشبيشي، أن ثورة 30 يونيو، كانت غير مريحة للقوى الغربية، سواء أمريكا وبريطانيا وألمانيا وغيرها من القوى، ويشير إلى أن وسائل الإعلام تحركها أجهزة مخابرات تلك الدول، والسيناريو السياسي التي سارت عليه الثورة، كان على غير رغبة تلك القوى النافذة في العالم، فبدأت في مهاجمة مصر وتشويهها والضغط عليها بملفات حقوق الإنسان والإعلام.
ويضيف: الإخوان تآمروا على الثورة التي أطاحت بهم، وكما نعلم خاضت الدولة صراعا كبيرا ضد تنظيمهم السري، الذي جنح للعنف والإرهاب والخيانة، وهم وفروا لتلك الوسائل الإعلامية مثل الـbbc مواد ملفقة، نقلتها عنهم، وسائل الإعلام الغربية، التي وجدت فيها ضالتها لتشويه مصر، والضغط عليها كي تغير توجهاتها العسكرية والسياسي، مردفا: القصة من الأساس لعبة مصالح بين الإخوان وتلك المؤسسات، وكل منهما يستفيد من الآخر.