هل يزور السيسي قطر في جولته الخليجية؟!
رصدت وسائل الإعلام العالمية، على مدار الأيام الماضية، تفاصيل جولة الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، في بعض دول الخليج، وتجاهلت وسائل الإعلام بشكل واضح، إمكانية زيارة السيسي لقطر في الفترة الماضية.
يستعد الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي لاستئناف جولة خليجية الأسبوع المقبل تشمل الكويت والبحرين بعدما أنهى أمس زيارة الى الإمارات العربية المتحدة، وزيارة قبلها الى الرياض أواخر الشهر الماضي.
ووفقاً لمصادر مصرية مطلعة تحدثت إلى الصحافة الخليجية فإن زيارات السيسي إلى الخليج تهدف، بالإضافة إلى تعزيز العلاقات الثنائية، «رفع مستوى التنسيق والتعاون العربي لمحاولة التوصل إلى حلول لأزمات المنطقة، إضافة إلى التعاون في جهود »، مشيراً إلى «توجه عربي عام مدعوم دولياً لاستعادة الحضور العربي في مواجهة التدخلات الإيرانية»، لافتاً الى «الفراغ الذي حدث في المنطقة واستغلته قوى خارجية» وأن «القاهرة تسعى إلى استعادة الحضور العربي وأن يكون الحديث إلى القوى الدولية بلسان عربي موحد». ولاحظ المصدر «توجهاً دولياً لإنهاء الصراعات في المنطقة ويجب أن يكون للدول العربية ذات الثقل كلمة نافذة وهذا لن يحدث إلا بتعزيز التنسيق والتعاون».
وكان السيسي اجتمع أول من أمس لدى وصوله أبو ظبي مع ولي عهد أبو ظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة في الإمارات محمد بن زايد، الذي أكد أن مصر وشعبها «يتمتعان بمكانة خاصة لدى دولة الإمارات وشعبها، مؤكداً «موقف بلاده الثابت بمساندة مصر على المستويات كافة بهدف تحقيق تطلعات الشعب المصري نحو الاستقرار والتنمية»، ورأى أن استقرار مصر هو «استقرار للمنطقة برمتها لما تشكله من عمق استراتيجي وتاريخي للعالم العربي»، وأعرب عن تطلعه لأن تساهم زيارة السيسي إلى الإمارات في «تعزيز أطر التعاون الثنائي القائمة بين البلدين ودفعها نحو آفاق أرحب بما يلبي تطلعات الشعبين الشقيقين»، مشيراً إلى أن هذه الزيارة «تعكس حيوية العلاقات بين البلدين وتجسد حرص القيادتين على التواصل والتنسيق المستمرين لما فيه خير البلدين والدول العربية».
وأكد الشيخ محمد بن زايد أن المرحلة الراهنة التي تمر بها المنطقة تتطلب تعزيز التعاون والتضامن العربيين بما يمكن الأمة العربية من الحفاظ على أمن واستقرار دولها ومواجهة التحديات المشتركة القائمة والتي يأتي في مقدمها الخطر المتنامي لظاهرة الإرهاب والتطرف وتدخلات بعض القوى الخارجية للعبث بأمن دول المنطقة واستقرارها.
وأشار إلى موقف دولة الإمارات العربية المتحدة الثابت في العمل على دعم ركائز الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم من خلال التعاون الإيجابي مع الأطراف الدولية والإقليمية الفاعلة والمؤثرة وفي مقدمها مصر.
من جانبه، أكد السيسي اعتزاز مصر بروابط الأخوة وعلاقات التعاون التي تربطها بالإمارات، معرباً عن التقدير لمواقف الإمارات الداعمة لإرادة الشعب المصري. كما لفت الى أهمية مواصلة العمل على تطوير العلاقات الثنائية بين البلدين على كافة الأصعدة، ونبه إلى أن المرحلة الراهنة «تفرض تحديات كبيرة على الدول العربية كافة، ما يستلزم تضافر جميع الجهود العربية لتعزيز الأمن القومي العربي».
ووفقاً لبيان رئاسي مصري فإن السيسي عرض خلال الاجتماع المشاريع التنموية الجاري تنفيذها في مصر، لا سيما مشاريع إنشاء المدن الجديدة ومشاريع البنية الأساسية في مجالات الطاقة والنقل. وأشار الناطق باسم الرئاسة المصرية السفير علاء يوسف إلى إقامة «معرض عقارات مصر» في دبي الذي ينطلق اليوم (الجمعة)، وما يوفره من إمكانية للتعريف بالفرص الاستثمارية المتنوعة خاصة في المدن الجديدة.
من جانبه، نوه محمد بن زايد بالدور الذي تقوم به مصر في دعم الجهود الرامية إلى تحقيق الاستقرار في المنطقة، وإيجاد حلول ناجزة للأزمات التي تشهدها، فضلاً عن جهودها الكبيرة في مكافحة الإرهاب والتطرف اللذين يستهدفان أمن واستقرار مصر والمنطقة برمتها، مجدداً عزاء الإمارات للشعب المصري في ضحايا العمليات الإرهابية الأخيرة التي استهدفت المواطنين الآمنين في دور عبادتهم، ومؤكداً ثقته في قدرة الشعب المصري على مواجهة هذه الأعمال الجبانة، والتصدي لكل المخططات والأعمال الظلامية التي تستهدف الإضرار بنسيجه وتماسكه ووحدته.
وذكر يوسف أنه تم خلال المحادثات استعراض مستجدات الوضع الإقليمي في ضوء الأزمات التي تشهدها سورية واليمن وليبيا، والتحديات التي تواجه الأمة العربية وعلى رأسها خطر الإرهاب، وتدخل بعض القوى الخارجية للعبث بأمن واستقرار الدول العربية، مشيراً الى تطابق رؤى البلدين في شأن ضرورة تكثيف العمل العربي المشترك والجهود الدولية بهدف التوصل لحلول سياسية لتلك الأزمات كافة، على النحو الذي يحفظ وحدة أراضيها ويصون سلامتها الإقليمية ومؤسساتها الوطنية، وبما ينهي المعاناة الإنسانية لشعوبها ويحقق مصالحها العليا.
وقال بيان إماراتي عقب اللقاء إن الجانبين استعرضا عدداً من القضايا العربية، بينها الأزمات التي تشهدها سورية واليمن وليبيا ومستوى التنسيق والتشاور العربي لمواجهة هذه الأزمات وغيرها من التحديات التي تواجه المنطقة، إضافة إلى أخطار الإرهاب والتنظيمات التابعة له التي تشكل تهديداً لأمن واستقرار وتنمية بلدان المنطقة والعالم.