راديو

رئيس مجلس الإدارة
منال أيوب

رئيس التحرير
محمد الاصمعي

نسخة تجريبية

هل يساهم لقاء السبسي والغنوشي في رسم معادلات جديدة في المشهد التونسي ؟

التقى الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي، أمس، رئيس حركة النهضة الإسلامية راشد الغنوشي، بعيداً عن الأضواء في الاستراحة الصيفية للرئيس السبسي في مدينة الحمامات السياحية.

وكشفت حركة النهضة الإسلامية تفاصيل اللقاء، في بيان مقتضب؛ حيث أكدت أنّ لقاء الحمامات "جرى في جوّ من التفاهم حول أوضاع البلاد السياسية والاجتماعية"؛ حيث أكد الغنوشي خلاله على "أهمية سياسة التوافق، خاصة بين حركتي النهضة ونداء تونس".

وأضافت الحركة "فصل الصيف يُمثل فرصة لاستئناف الحوار على كل المستويات للتوصل إلى توافقات بشأن الخيارات السياسية والاجتماعية والثقافية، واعتبار ألا وجود لبديل عن التوافق من أجل حماية التجربة الديمقراطية الفتية بعيداً عن القطيعة والاستقطاب".

وبحسب بيان حركة النهضة الإسلامية، وفق ما نقلت صحيفة "العرب" اللندنية؛ فإنّ الرئيس السبسي، دعا خلال هذا اللقاء إلى "وجوب أن تتحمّل كل الأطراف مسؤولياتها في معالجة الأوضاع الاقتصادية الصعبة".

ويرى مراقبون، أنّ هذا اللقاء الذي يأتي بعد أسابيع من شبه قطيعة بين حركتي نداء والنهضة، اللذين لم يلتقيا منذ تعليق اجتماعات المعنيين بوثيقة "قرطاج 2″، في نهاية أيار (مايو) الماضي، لا يُعيد إلى الأذهان اجتماع باريس الذي جرى في آب (أغسطس) من العام 2013، الذي أسس لما بات يعرف في تونس بـ "التوافق بين حركتي نداء تونس والنهضة الإسلامية" فقط، وإنما يُلقي أيضاً بمخاوف جديدة لدى البعض من الفاعلين السياسيين.

وتتمثل هذه المخاوف في إمكانية وقف الجهود المبذولة لإنهاء التوافق الذي يُوصف بـ "المغشوش"، والحيلولة دون تشكل جبهة سياسية عريضة لمواجهة تغول حركة النهضة الإسلامية، وتمددها في مختلف مفاصل الدولة والبلاد.

وبرزت خلال الأيام القليلة الماضية، تحركات سياسية لافتة لتشكيل جبهة سياسية جديدة لإعادة التوازن في البلاد، وبالتالي التصدي لهيمنة حركة النهضة على المشهد السياسي وعلى مفاصل مراكز القرار.

لكن تلك الجهود ما تزال تراوح مكانها بالنظر إلى تشتت القوى الوطنية الديمقراطية، وانقسامها على وقع تعدد الحسابات السياسية التي يغلب عليها الطابع الخلافي الحاد.

وعدّ مراقبون، أنّ لقاء الحمامات يندرج في سياق المشاورات، المعلنة وغير المعلنة، التي يجريها الرئيس السبسي بهدف ترتيب فترة مع بعد رحيل رئيس الحكومة يوسف الشاهد، أكثر منها إنهاء بقاء الشاهد رئيساً للحكومة.

ولم يستبعد أن يكون الرئيس السبسي قد أبلغ الغنوشي بأنه شرع في اتخاذ الإجراءات المناسبة للفترة المقبلة، باعتبار أنّ رحيل الشاهد أصبح مسألة وقت لا أكثر، لافتاً في الوقت نفسه إلى أنه "يُفهم من وراء سطور بيان حركة النهضة الإسلامية أنّ الغنوشي قرر التخلي عن الشاهد إثر هذا اللقاء".

ومع ذلك، يتواصل الجدل، وتزداد التكهنات ما لم تخرج الرئاسة التونسية عن صمتها، لتوضح ما تم خلال هذا اللقاء، الذي لا شكّ في أنه ساهم في تغيير قواعد الاشتباك السياسي في ظلّ عملية خلط لأوراق باتجاه رسم معادلات جديدة، لم ولن تشبه أبداً تلك السائدة حالياً.

 

نقلا عن موقع حفريات

Login

Welcome! Login in to your account

Remember me Lost your password?

Don't have account. Register

Lost Password

Register