والدة شهيد الإسكندرية لـ "زهرة التحرير": الإخوان قتلوا "ضنايا".. واستشهاد ابني فخر وشرف
كتبت: إيمان عمرو
أم تري ابنها يحتضر أمام عينيها وتقف عاجزة أمامه تنتظر أن يلفظ أنفاسه الأخيرة بين لحظة وأخري, إنه لأمر صعب علي الأمهات ,خاصة وإنها لاتعلم لماذا قٌتل وما هو الذنب الذي ارتكبة , قصة مؤلمة تلك التي تعرضت لها الأم " نسرين إسماعيل " والدة الشهيد إسلام عيسي 22 عام الذي تتمتع بحب الناس وحسن الخلق وكان مسالماً لأبعد الحدود ,عمل بشرم الشيخ منذ عامين مثله مثل أي شاب مصري يسعي إلي تكوين نفسه وتخفيف الأعباء عن والدة ويوفر متطلبات الحياة, كان يحصل علي إجازة لمدة أسبوع كل شهرين , إلا أن قدره ساق به للقدوم إلي الإسكندرية ليلقي مصرعه علي أيدي أنصار الرئيس السابق وجماعته خلال أحداث سيدي بشر .
ماذا عن اللحظات الأخيرة في حياة الشهيد إسلام ؟
في يوم استشهاده قررنا الذهاب جميعا لزيارة ابنتي ,وخرجت لشراء بعض المستلزمات في حوالي الساعه 3 , في ذلك الوقت بادر إسلام بالاتصال بي واخبرني بضرورة العودة سريعا إلي المنزل حيث أن أنصار جماعة الإخوان في شارع المشير يطلقون الأعيرة النارية والخرطوش علي المواطنين بالشوارع بطريقه مكثفه وعشوائية الأمر الذي أدي إلي وقوع إصابات وقتلي , فما كان مني إلا الاستجابة لطلبه ورجعت مسرعه إلي البيت وقابلته أسفل المنزل وهو في حالة انهيار تام لما شاهدة وسمعه متسائلا :" لماذا الإخوان يا أمي يقوموا بقتل الناس " مستنكرا قيام احد أنصار الجماعة بإلقاء احد الأفراد من اعلي سطح احدي العمارات المجاورة لنا.
ماذا حدث بعد ذلك ؟
أثناء وقوع تلك الأحداث نما إلي علمنا قدوم مسيرة من أنصار الجماعة قادمة إلي الشارع , وقتها قرراهالي المنطقة تشكيل لجان شعبية من شباب المنطقه لتأمين الحي وأهله وبالفعل تم توزيع الشباب ومن بينهم ابني "اسلام "علي المداخل والشوارع الجانبية وأمام العمارات تحسبا للظروف التي من الممكن أن تتطور في أي وقت , وقبل استشهاده بساعتين حرص إسلام علي مصافحة الجميع وكأنه يودع الناس قبل استشهاده .
ثم شاهدت المسيرة تمر من امامي وكان في مقدمتها النساء والأطفال ويهتفون " سلميه سلميه " وقتها شعر أهل الحي بالأمان ولم نتوقع إطلاقا تحول المسيرة وسلميتها لتشهد أحداث عنف وهجوم من قبل أنصار الجماعة خاصة وان المسيرة كان يتقدمها النساء والأطفال, ثم بعد دقائق قليله تحول الحال تماما وبعد مرور السيدات والأطفال قام أنصار الجماعة بإطلاق الخرطوش العشوائي علي الأهالي , بالإضافة إلي أنهم كانوا يحملون المقاريط والأسلحة ويوجهون الضرب للمواطنين مباشرة , مما دفع الناس إلي الهرولة بعيدا عن مكان الاشتباكات وسادت حاله من الهلع والخوف والصراخ بين صفوف الأهالي.
كيف استشهد إسلام ؟
في ذروة تلك الأحداث جري إسلام مسرعا نحو بيتنا – حسب ما قال لي صديقه محمد احد المصابين الذي كان يلازمه – " جري اسلام نحو المنزل وشاهد احد انصارالاخوان وهو يكعبله فوقع اسلام علي الآرض و في نفس اللحظة صوب ناحيته الخرطوش في جنبه ليسبح في بركه من الدماء وجاء صديق له وجرة إلي مكان آخر ثم حملة ثلاثة من أصدقائه إلي مكان آمن بجانب سوبر ماركت ووضعوه علي الرصيف وحينها رأيت المشهد كاملا وقلت لمن كان يقف بجانبي انه اسلام . فقال لي لا لا , قلت له انه إسلام وهرولت مسرعه نحوة وأخذته في حضني والدماء تسيل منه وامتلأت يدي وملابسي كلها بدم اسلام , ثم جاءت الاسعاف ونقلته الي مستشفي الميري وحينما وصلنا للمستشفي علي الفور قام الأطباء بتوصيل الأجهزة الطبية في محاوله منهم لإنقاذه وإسعافه , ثم تم نقله الي غرفه العمليات وكان ينزف نزيفا شديدا , وقتها أدار وجهه لي وقال كلمه ماما وكآنه يلقي نظرة الوداع وينطق باسمي لآخر مرة , ثم بعدها نطق الشهاده وظل رافع أصبعه بالشهادة حتي قابل ربه بعد أذان المغرب بدقيقه " واحتسبه عند الله من الشهداء".
وماذا عن تقرير الأطباء ؟
أكدت جميع تقارير الأطباء أن الخرطوش تم تصويبه من مسافة قريبة جدا تجاه الكلي , كما أشارت التقارير أيضا إلي أنه تم وضع السلاح علي جسده بالفعل مما جعل الخرطوش ينفجر في أحشائه ليؤدى إلى انفجار الكلي والجهاز التناسلي والرئة خاتمةً حديثها عن حالة الفقيد بقولها الدامع: " حسبي الله ونعم الوكيل فيهم وفي من قتل ابني ".
هل قمتم بتحرير محضر بالواقعة وإبلاغ الجهات المسئولة ؟
بالفعل تم تحرير محضر بالمستشفي , كما توجه والده فورا بعد وفاته إلي القسم وحرر محضرا بقتله ,واستدعت النيابة صديق إسلام المصاب كشاهد علي قتله وما زالت الإجراءات الجنائية وتحقيقات النيابة مستمرة.
ماذا تقولين للرئيس السابق وأنصاره؟
كل دقيقه أتوجه بالدعاء إلي الله وأقول "حسبي الله ونعم الوكيل في الإخوان وفي من قتل ابني وأقوم بالدعاء كل يوم قائلة " يارب يحرق قلب مرسي علي أولاده زي ما حرقوا قلوبنا علي أولادنا" , كما أنني فخورة كوني أم الشهيد وفخورة به رغم أن فراقه صعب إلا أنني أعلم منزلته , وأصبح بيني وبين الإخوان الدم ,لافتة إلي أن الذين قتلوا في ثورة يناير أقل بكثير ممن قتلوا في عهد مرسي .