راديو

رئيس مجلس الإدارة
منال أيوب

رئيس التحرير
محمد الاصمعي

نسخة تجريبية

والدة وعائلة بن لادن: «شعرنا بالخجل من فعلته وكان منبوذًا منا»

بعد مضي ما يقرب من 17 عاما على تفجيرات 11 سبتمبر، وتحديدا في 3 أغسطس عام 2018م، وافقت عائلة أسامة بن لادن على إجراء حوار مع جريدة "الجارديان" البريطانية، للتحدث بشأن ابنهم أسامة، وكيف تحول من الشاب الخجول المتفوق، إلى الجهادي زعيم القاعدة مفجّر البرجين.

 

لإجراء هذا الحوار، اضطر الصحفي مارتن شلوف، الحصول على موافقة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، لأنه، وبالرغم من أن عائلة بن لادن من أكثر العائلات نفوذا في المملكة العربية السعودية، إلا أن تحركاتهم كلها كانت ومازالت إلى هذه اللحظة تحت مراقبة السلطات السعودية، هذا بجانب رفض العائلة للتحدث عن أسامة، لما واجهته من أزمات بعد تنفيذ الهجوم الإرهابي على برجيّ التجارة العالميين.

 

يقول مارتن في بداية الحوار، إن السلطات السعودية ساعدت على إقناع العائلة لإتمام هذا الحوار، للتوضيح العالمي بأن أسامة كان منبوذا من العائلة، وأن ما فعله بالتخطيط والتنفيذ لتفجيرات 11 سبتمبر كان فعلا فرديا، وأنه ليس عميلا للمملكة العربية السعودية، وأن المملكة لم تدعمه بأي شكل من الأشكال، وقد أكد مارتن أن الحوار حضره ممثلا من الحكومة السعودية كمراقب.

 

قابل مارتن عائلة بن لادن في قصرهم بجدة، التي كانت ومازالت موطنا لعشيرة بن لادن بأكملها، فهم عن طريق شركاتهم للمقاولات، استطاعوا المساهمة في بناء السعودية الحديثة، وهم من أكثر العائلات ثراء بالمملكة إلى الآن.

 

وعلى الرغم من ذلك، لم تبدأ السيدة علياء غانم حياتها بالسعودية، فهي من أصل سوري، حيث ولدت في سوريا لعائلة علوية شيعية، وسافرت إلى السعودية في منتصف خمسينيات القرن الماضي، وتزوجت والد أسامة، فولد أسامة بالرياض عام 1957م.

 

حصلت السيدة علياء على الطلاق، عندما أصبح أسامة بعمر الثالثة، لتتزوج بعدها من محمد العطاس الذي كان يعمل وقتها إداريا في شركات بن لادن، التي كانت على وشك أن تصبح إمبراطورية، والذي قام بتربية أسامة وكان والدا صالحا له، وأشارت غانم -خلال الحوار- إلى أن والد أسامة لديه 54 طفلا آخرين من 11 زوجة على الأقل.

 

وصفت الثمانينية علياء غانم، ابنها أسامة بـ"الحبيب الذي ضل الطريق"، حيث أكدت أن حياتها كانت صعبة لأن ابنها الحبيب كان بعيدا عنها، فهو كان طفلا جيدا، ويحبها كثيرا، مشيرة إلى أن زوجها محمد العطاس، الذي قام بتربيته، كان أبا جيدا له، وعامله مثل ابنه تماما.

 

قالت غانم إن ابنها البكري أسامة كان صبيا خجولا ومتفوقا دراسيا، موضحة أنه أصبح شخصية قوية ومندفعة في أوائل العشرينات من عمره، عندما بدأ في دراسة الاقتصاد بجامعة الملك عبدالعزيز بجدة، حيث أكدت أن الناس في الجامعة قاموا بتغيير ابنها، فأصبح مختلفا وكأنه شخصا آخر، أصبح متطرفا.

 

تقول غانم، "لقد كان ابني طفلا وشابا جيدا حتى تعرف في الجامعة على عبدالله عزام، عضو جماعة الإخوان المسلمين، الذي تم نفيه من السعودية بعد ذلك، لكنه أصبح مرشده الروحي، لقد قامت هذه الجماعة بعمل غسيل مخ لابني، وبعدما حصلوا على التمويل اللازم لما قالوا عليه إنه سيخدم قضيتهم، طلبت منه الابتعاد عنهم أكثر من مرة، "لكنه لم يقل لي أبدا ماذا كان يفعل معهم، لأنه يحبني كثيرا".

 

وهنا تدخل شقيق أسامة، حسن العطاس، ليروي مرحلة الثمانينات في حياة شقيقه، حيث أكد أنه سافر لأفغانستان ليحارب الاحتلال الروسي، وكان الجميع في أفغانستان يحترمه، كما أوضح أن العائلة بأكملها كانت تشعر بالفخر به وقتها، وحتى الحكومة السعودية كانت تعامله بكل احترام، إلى أن تحوّل وأصبح أسامة الجهادي.

 

أكد حسن أنه كان فخورا بشقيقه الأكبر الذي قام بتعليمه أشياء كثيرة في الحياة، لكنه ليس فخورا بالرجل الذي أصبح عليه، مشيرا إلى أنه أصبح نجما مشهورا، وكأن له مسرح عالمي يظهر على خشبته كل ليلة، لكن كل هذا من أجل لا شيء في النهاية.

 

أوضح حسن أن أسامة كان طفلا وشابا مستقيما، يحب الدراسة كثيرا، وعندما كبر قام بإنفاق كل ماله الذي قام بتجميعه من حياته المهنية في أفغانستان، متسللا إلى هناك باسم العائلة، وكأنه ذاهب للعمل باسم شركاتهم هناك.

 

وبسؤاله عمّا إذا كان أحد أفراد العائلة، وخاصة والدته، كان يشعر بأن أسامة سيصبح من الجهاديين، أجاب حسن: "لم يخطر ببال أحد هذا التفكير على الإطلاق، وعندما علمنا بذلك أصبحنا في شدة الغضب، لم نرد لذلك أن يحدث، لماذا أهدر كل شيء بهذا الشكل؟".

 

قالت العائلة إنهم رأوا أسامة لآخر مرة في عام 1999م بأفغانستان، حيث قاموا بزيارته في هذا العام مرتين بالمنطقة التي كان يعيش بها في قندهار، حيث فرض سيطرته على هذا المكان بعدما استطاع أن يحصل عليه من الروس، وقد أشارت العائلة إلى أنه كان سعيدا جدا برؤيتهم، وكان يصطحبهم في جولات لرؤية المكان يوميا، بجانب إنه كان يعد لهم الولائم على الدوام.

 

يقول الصحفي مارتن شلوف، إن والدة أسامة السيدة علياء غانم، ذهبت للحصول على استراحة قصيرة في منتصف الحوار، فاستغل شقيق أسامة هذه الاستراحة في قول إن غانم تعيش في حالة إنكار لما تحوّل إليه أسامة، لأنها والدته وتحبه كثيرا، موضحا أنها مازالت تذكره كابنها، لأنها رأت فقط الجزء الطيب منه، لكنها لم تعترف أو ترى الجانب الجهادي، فهي مازالت تقوم بإلقاء اللوم على من حوله الذين قاموا بإغواؤه لتنفيذ الهجمات الإرهابية ولا ترى أنه هو من خطط لها ونفذها.

 

يقول حسن: "لقد علمنا جميعا من خلال التقارير الأولية التي نشرتها نيويورك عن هجمات 11 سبتمبر، أن أسامة هو الفاعل، قبل أن يمر 48 ساعة، قلنا من أصغر فرد لأكبر فرد في العائلة، إن الفاعل هو بالتأكيد أسامة، وشعرنا بالخجل منه، وعلمنا أننا سنواجه تبعات الموقف، وسنتعرض جميعنا لعواقب وخيمة، فسافر جميع أفراد العائلة سريعا من مصر وسوريا ولبنان، وتجمعنا في منازلنا بالسعودية، وتم حظرنا من السفر على الفور".

 

أكد حسن أن السلطات السعودية كانت تحاول أن تجمع جميع أفراد الأسرة في نفس المكان، وقامت باستجوابهم، ومنعت البعض من المغادرة لأي مكان حتى داخل المملكة، مشيرا إلى أنه وبعد مرور ما يقرب من عقدين من الزمان على هجمات 11 سبتمبر، مازالت الأسرة تتحرك بحرية نسبية حذرة داخل المملكة وخارجها، والبعض لا يتحرك إلا داخل المملكة العربية السعودية فقط.

 

أوضحت السيدة علياء غانم أن السلطات السعودية سمحت لزوجتيّ أسامة اللتان كانتا معه في أبوت أباد عندما قتل على يد القوات الأمريكية، بالسفر إلى السعودية مع أطفالهم، مشيرة إلى أنها تتحدث معهم دائما، خاصة أنهم يسكنون بجانبها، وبالرغم من أنهم يتحركون بكل حرية داخل السعودية، إلا أنهم ممنوعون من مغادرة المملكة

Login

Welcome! Login in to your account

Remember me Lost your password?

Don't have account. Register

Lost Password

Register