والكاظمين الغيظ!
بقلم: العميد محمد سمير
قد تضطرك الظروف فى أحداث الحياة اليومية أن تتعرض لرذاذ جهل فكرى، أو بذاءة لفظية، أو فظاظة سلوكية، من بعض السفهاء، وبالتأكيد فى مثل هذه المواقف التى تحتاج إلى حلم شديد، ورباطة جأش عميقة، وثبات انفعالى لا نظير له، يكون من الضرورى أن تستدعى فورًا مخزونك الحضارى الراقى الذى يعينك على ردة فعل تتسق مع قيمك ومبادئك وأخلاقك التى تقتدى فيها بالأنبياء والصالحين، ونصيحتى المخلصة لك إذا تعرضت لذلك فى أى وقت أن تتذكر فورًا الآية الكريمة التى وردت فى سورة آل عمران:
«والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين»،
وأن تتذكر أيضا الحديث الشريف الذى ورد على لسان رسولنا الكريم:
"ما من جرعة أعظم أجرًا عند الله من جرعة غيظ كظمها عبد ابتغاء وجه الله".
هذا فضلًا عما ورد من أقوال الإمام الشافعى، طيب الله ثراه، فى كيفية التعامل مع السفهاء حيث يقول:
يخاطبنى السفيه بكل قبح.. فأكره أن أكون له مجيبا
يزيد سفاهة فأزيد حلمًا.. كعود زاده الإحراق طيبا
ويقول أيضًا:
إذا نطق السفيه فلا تجبه.. فخير من إجابته السكوت
إن كلمته فرجت عنه.. وإن خليته كمدًا يموت
كما يضيف:
أَعرِض عَنِ الجاهِلِ السَفيهِ.. فَكُلُّ ما قالَ فَهُوَ فيهِ
ما ضَرَّ بَحرَ الفُراتُ يَومًا.. إن خاضَ بَعضُ الكِلابِ فيهِ
ويقول الشاعر السورى "جهاد جحا" فى نفس ذات الشأن:
وإِذَا السَّـفِيْهُ أَسَاءَ يوماً أوْ هَـجَا
فارْبأ بِنَفْسِـكَ أَنْ تَكُـوْنَ مُـجِيْبَا
إِنَّ الـجَهالـةَ والوَقَاحَــةَ طَـبْعُـهُ
وَأَخُـو السَّـــــفَاهَةِ لا يَكُوْنُ أَدِيْبَا
نَـزِّهْ لِسَـــــــانَكَ عَنْ إِجَــابَةِ مِثْلِــهِ
فبذاك يَصْلَى في الضُّلوع لـهيْبَا
مهمــا أَسَـــــــاءَ فُـقُلْ سَــــلَاماً إنهُ
كعصًا عـليـــــه تَـكسَّــــرت تأديْبَا
اللهم قنا جميعًا شر الوقوع فى الفتن، وأنر بصائرنا إلى كل ما تحبه وترضاه، وأعنا على كظم الغيظ والتسامح واجعله ابتغاءً لمرضاتك، إنك سميع مجيب الدعاء.
نقلًا عن : فيتو