راديو

رئيس مجلس الإدارة
منال أيوب

رئيس التحرير
محمد الاصمعي

نسخة تجريبية

وجدي غنيم.. الإرهابي المتطوع بالفتوى رغما عن الجميع «بروفايل»

يتحدث وهو يعقد جبينه غاضبا، موجها سبابه إلى قادة تونس مستعديا ومحرضًا عليهم أبنائها؛ يتخيل وجدي غنيم الإخوانى الستينى الموتور، أن ألوف الزومبي سيخرجون رافعين راياته، وكأنهم أفراس النهر الباليه في أوبرا القاهرة، أو على الأقل سيصمتون وفق نظرية أدب القرود التي يتمنى أن يتيمم بها أتباعه، إذا ما شطح كالعادة عن الموضوعية واختار التطرف منهجا في فتاويه التي يرمى بها يمينا ويسارا، مكفرا كل مخالف لما يعتقده وهو المدجّج بكل أسلحة القبح.

اصطدم غنيم بـ"تونس" التي لم ترضى عبر تاريخها أن تكون قراراتها التحررية مسرحا للمهرجين، فعاجلته بضربة حتما ستقصم ظهره وتحيله إلى هجرة جبرية خارج تركيا، ليستكمل هوايته المفضلة في الطرد مرغما خارج كافة البلاد التي لجأ إليها هربا من موطنه الأصلي «مصر».

هو وجدي عبد الحميد محمد غنيم، الولود في 8 فبراير 1951 بالإسكندرية، وأحد الذين يتطوعون بالفتوى ــ رغما عن الجميع ــ وسبق أن لفظته جماعته الإخوان المسلمين، وأنكرت عضويته بها عندما طالها رذاذ فتاويه الفاضحة، وبعد رحيلها عن الحكم وعزل الرئيس الأسبق محمد مرسي، وجد «غنيم» الساحة سانحة لترويح أفكاره الداعشية بامتياز، ولم يفت في روحه إدراجه على القائمة السوداء التي ضمت مؤخرا 59 إرهابيًا و12 كيانًا إثر قطع العلاقات مع الدوحة، فضلا عن هروبه من تنفيذ حكم بالإعدام صادر عن محكمة جنايات القاهرة أبريل 2017.

في مصر جرى اعتقال وجدى غنيم 8 مرات بداية من عام 1981، نهاية بعام 1998، وعندما خرج منها، لم تبخل عليه دول العالم بالاعتقال في أمريكا وكندا وسويسرا وإنجلترا وجنوب أفريقيا واليمن، كما طُرد من قطر عقب اتفاق الرياض في 2014، ورغم ذلك لم يترك حدثا إرهابيا في العالم أجمع يكون طرفه متطرف من يمين الدواعش إلى يسار بوكو حرام والقاعدة إلا وأعطى له صك الشرعية واستدعى ما يؤيده من القرآن والسنة وسير الأوليين.

وكعادة «غنيم» في الاستباق إلى الشر، كان أول صنم يُجدع أنفه من متطرفي الإسلاميين، بعد حديث الرئيس التونسى الباجي قائد السبسي، مؤيدا من المفتي عثمان بطيخ، والإسلاميان عبد الفتاح مورو، النائب الأول لرئيس مجلس نواب الشعب، ورئيس حركة النهضة راشد الغنوشي، بسبب دعوة الباجى إلى المساواة في الميراث وإباحة جواز المسلمة بغير المسلم، وهو الأمر الذي تنظره قطاعات المجتمع التونسى بشكل متحضر وراق، بما لا يروق لغنيم الذي قام بتكفير الرئيس التونسي، ومجلس النواب، وكل من له قلب ينبض في تونس، بما لا يساير هواه في نظرته الضيقة للدين والحياة.

استدعاء الخارجية التونسية للسفير التركي، وتعبير الأخير عن انزعاجه من تصريحات وجدى غنيم مرحلة أولى لتطفيشه من تركيا، وهي الدولة الأقوى حاليا في الدفاع عن الإسلاميين، ولا يوجد غيرها يستطيع تحمل إغضاب دول التحالف العربى، التي ستضغط حتما لتسليمه إلى مصر وتنفيذ الأحكام القضائية بحقه، بعدما بات غنيم ومن هم على شاكلته أكبر كذبة جعلتنا ندرك الحقيقة في لحظة تعرى.

Login

Welcome! Login in to your account

Remember me Lost your password?

Don't have account. Register

Lost Password

Register