ورحلت شاهندة مقلد.. ولدت في المنوفية.. ناضلت ضد الإقطاع.. استشهد شقيقها في "الاستنزاف"..وتوفي ابنها الأصغر في ظروف غامضة
رحلت، اليوم الخميس، الكاتبة المصرية شاهندة مقلد، عضو المجلس القومى لحقوق الإنسان، عن عمر يناهز 78 سنة بعد صراع طويل مع المرض.
ولدت مقلد في قرية كمشيش بمحافظة المنوفية، واجتازت مشوارا طويلا بدأته من قريتها التى كانت تحت نير الإقطاع وكفاحها مع زوجها صلاح حسين، ثم استكملت حياتها بمفردها عندما قام الإقطاع باغتيال زوجها ليصبح اسمه منيرا في قائمة شهداء كمشيش.
خاضت شاهندة وزوجها صراعا مريرا مع بقايا الإقطاع في مصر والذي لم تقض عليه إصلاحات الرئيس جمال عبد الناصر وتوزيع الأراضي على الفلاحين المحرومين من ملكية الأرض.
وقفت شاهندة مقلد إلى جانب هذه الإصلاحات وسياسة عبد الناصر عموما، وركزت في صراعها مع الإقطاع على أسرة صلاح الفقي الذي يشترك اسمه مع اسم زوجها ورفيقها صلاح حسين.
وتطوّرت المواجهة بين أنصار الفلاحين والإقطاعيين حيث انتهت بمقتل صلاح حسين في عام 1966، فتوعدت بمواصلة نضال زوجها من أجل الفلاحين.
وبعد رحيل زوجها، كتب عليها أن تخوض الصراع بمفردها وتربي أبناءها الثلاثة في الوقت نفسه، بإمكانيات مالية بسيطة وفي ظل ظروف صعبة وسلطة جائرة كانت غالباً ما تخضعها إلى الإقامة الجبرية أو السجن فى بعض الأحيان.
اتخذت حياة مقلد منحى أكثر مأساوية من ذي قبل، بعد استشهاد شقيقها في حرب الاستنزاف بين مصر وإسرائيل عام 1970، ومقتل ابنها الأصغر في ظروف غامضة بالعاصمة الروسية موسكو حيث كان يقيم هناك.
أبرز أقوالها فى ثورة 25 يناير: "الثورة ليست إلا بداية جديدة في طريق لن ينتهي" وكانت هذه المقولة تعبر عن تجربتها السياسية التي تمتد إلى خمسة عقود وعن قناعتها بأن هذه الثورة ستولد الرجل أو المرأة المناسبة التي يختارها الشعب لقيادة مصر الحرة والمتحررة، وظلت تناضل فى سبيل تحقيق ذلك حتى اللحظة الأخيرة فى حياتها.