وزارة الداخلية والشعب المصري
بقلم : عبد الله جمعة
هل نحن في الطريق الصحيح ؟
المفهوم السائد بين كثير من المواطنين أن البوليس هو يد الردع العام في المجتمع ومن هذا الفهم انطلق الخيال ليصور رجال الشرطة المصرية كعصا غليظة تبث الخوف والرعب في قلوب المواطنين .. إن مثل هذا المفهوم خاطئ تماما فليس هذا هو الدور الحقيقي للشرطة أو رجال البوليس ؛ إن رجال الشرطة دورهم الرئيس هو تأمين المجتمع وبث الأمن في نفوس المواطنين ولكن ولأسباب كثيرة لم يكن هذا الإحساس يمس مشاعر المواطنين المصريين ربما لأن معظم المواطنين المصريين منشغلون بحياتهم اليومية وقلما يتعرضون للتعامل المباشر مع رجال الأمن ومن ثم اقتصر تعامل رجال الأمن على التعامل مع الفئات الخارجة عن القانون فترسخ لفترة غير قصيرة من الزمن مفهوم الوجه القاسي لدى رجل الأمن .. أو ربما لأن رجال الأمن أنفسهم كانوا منشغلين بتأدية أعمالهم الأمنية دون أن يضعوا في أذهانهم أن هناك دور للاحتكاك الاجتماعي بالمواطنين لإشعارهم بهذا الدور ..
ولكن المؤكد أننا في الوقت الراهن نعيش حالة من التلاحم الشديد بين الجهاز الأمني وبين المواطن المصري وقد تجلى هذا الدور بعد ثورة الثلاثين من يونيو حيث اتضح جليا لدى الجمهور مدى الرغبة عند رجال الأمن في التلاحم مع الجماهير والاقتراب منهم لإبراز الدور التطميني في نفوس تلك الجماهير
ولكن الأكثر روعة أن نجد من بين رجال الشرطة رجل شاعر يمتلك الحس الشعري المرهف والقدرة على الاقتراب بصورة مباشرة من الجماهير بوازع فني ورغبة في إيصال هذا الفن للجمهور كشاعر لا كرجل أمن .. إنه العميد ناجي أنس . مدير العلاقات العامة بمديرية أمن الإسكندرية ..
فمنذ وضع هذا الرجل يده في الساحة الأدبية والفنية وبدأ في إظهار مواهبها الفنية وقد بدأت المفاهيم القديمة لرجل الشرطة تتغير تغيرا جذريا في نفوس الجماهير , ولكن ناجي أنس لم يوقف دوره في التفاعل الجماهيري على مجرد كونه شاعرا يلتقي بالجماهير في المحافل الأدبية ليلقي عليهم أشعاره الرائعة من غزل لشعر وطني يوقظ الحماسة في النفوس ويلهب المشاعر الوطنية وإنما أدرك بوعيه العميق أن دوره يتعدى كل هذا حيث يستلزم أن يمد يده للموهبين من صغار الشباب في المراحل التعليمية المختلفة فبدأ رحلة تعامل مباشر مع موهوبي وزارة التربية والتعليم من الطلاب والطالبات في مختلف الأعمار حتى قرر أن يتبنى بعض تلك المواهب الشابة الفتية ودعمهم فنيا بعمل ديوان شعري لهم يجمع بين أشعارهم كمادة أساسية وأشعاره كدعم فن لهم فجاء هذا الديوان
وكانت أفكار الشاعر ناجي أنس قد تلاقت مع أفكار أحد أهم رجال التعليم بالإسكندرية وهو الدكتور / سمير النيلي . مدير عام إدارة غرب التعليمية والذي كان قد تنبه لدور الأدب أيضا في تكوين السلوك الفكري والنفسي للطلاب فشرع في تكوين فريق الأدب العربي الذي يتبنى المواهب الأدبية عامة والشعري خاصة وأسند تدريب هذا الفريق لي شخصيا .. فاجتمع الرجلان على ضرورة تبني هذا المواهب الشابة في مطبوع يجمعهم فتعهد الشاعر العميد ناجي أنس بطباعة ديوان شعري في إصدار رسمي يجمع أشعار هؤلاء الموهوبين فجاء هذا الكتاب الرائع الذي بين يديكم
إنني لفخور كل الفخر أن مررت بهذه التجربة مع هذين الرجلين العملاقين الذين أدركا أن الوطن في حاجة إلى البناء الفكري والنفسي وأن أبناءنا في حاجة ملحة لمن يحتضن أفكارهم ويحسن توجيهها إلى ما يفيد الوطن ويرفعه
إن هذه الكتاب – كما أعلن – الشاعر العميد ناجي أنس لهو الجزء الأول من سلسلة إصدارات وعد بها حتى يشمل كل الموهوبين في جميع أنحاء مدينة الثغر فهنيئا لنا بجهاز شرطتنا العظيم الذي يدرك بقوة أن دوره ليس فقط ردع المجرمين وإنما هو احتضان أبناء لوطن الوهومبين