وزير الخارجية يلتقي بنظيره الكيني لبحث سبل التعاون بين القاهرة ونيروبي
أعرب وزير الخارجية الكيني الفريد موتوا عن شكره لوزير الخارجية سامح شكري، معبرا عن سعادته بوجوده اليوم في مصر وعلى حسن الضيافة وكذلك رؤية المشهد بصفة عامة.
وأضاف أنه عندما ننظر إلى الخريطة نجد أن مصر هي رأس الأمر وفي الطليعة دائما وبالتالي فإن العلاقات الطيية البلدين أمر حيوي ورئيسي.
وأشار إلى أن المحادثة الهاتفية بين الرئيس عبدالفتاح السيسي ونظيره الكيني ويليام روتو، تناولت العديد من القضايا، مؤكدا على أن مصر وكينيا تربطهما صداقة ونرغب فى تطويرها الآن من أجل تحقيق آمال وطموحات الشعبين.
وقال وزير الخارجية الكيني إن مصر ترتبط بعلاقات استراتيجية مع الدول الأفريقية، ونتطلع دوما إلى استخدام أفضل لتلك الموارد المائية من خلال الحوار المشترك، فكل بلد ومواطن يدرك جيدا أهمية هذا الأمر وكذلك يعرف جيدا أهمية استخدام المياه.
وأضاف أنه في كينيا علي سبيل المثال هناك أوجه للتعاون المشترك من أجل أن نؤكد على فكرة الاستخدام الأمثل والتأكيد على دورنا الفعال من أجل تسهيل الإجراءات وكذلك فيما يتعلق بتسهيل المهام في البحيرات الكبري فهناك كثير من النقاط والأطر المشتركة من أجل أن نتعاون ونتحد سويا لأن الكل يستشعر أننا جزء من هذه المنظومة ونريد للجميع أن يكونوا سعداء وهذا ما نطمح إليه دوما في إطار الصداقة المشتركة بيننا.
ووجه وزير الخارجية الكيني التهنئة لمصر بمناسبة بناء العاصمة الإدارية الجديدة الرائعة، معربا عن تطلعه لزيارتها، مؤكدا على أهمية توسيع أطر التجارة بين البلدين في ضوء الإمكانيات التي تدخر بهما مصر وكينيا وعضويتهما بمنطقة الكوميسا في شرق القارة الأفريقية.
كما أكد أن القاهرة تمثل عنصرا رئيسيا ومركزا استراتيجيا في الأمور التجارية، موضحا أننا نتطلع إلى جذب الكثير من المستثمرين المصريين في كينيا، فالمصريين لديهم خبرات رائعة ومتميزة.
وأعرب عن رغبة بلاده في استيراد الأسمدة ﺍﻟﻤﺼﺮﻳﺔ والمنتجات المصرية في إطار التبادل التجاري.
وأضاف أن هناك تحديا كبيرا يتمثل في التغير المناخي وبدأت تظهر أثاره بوضوح في الخمس سنوات الماضية، حيث فقدنا أكثر من مائتي ألف من الأفيال بسبب هذه التغيرات المناخية.
وعبر عن تطلع بلاده لزراعة 50 مليون شجرة في كينيا وبالتالي فنحن نواجه تحديا بيئيا ونريد كثيرا من أوجه التعاون ونريد كذلك هذا التعاون التجاري وتبادل الخبرات.
وردا على سؤال بشأن رؤية كل من مصر وكينيا حول سد النهضة، قال وزير الخارجية سامح شكرى إن زيارة وزير الخارجية الكيني أتاحت الفرصة لاطلاع الأخير على تفاصيل حول مدى المفاوضات التى تمت بين مصر وإثيوبيا والسودان على مدار العقد الماضي والتي لم تؤت بثمار.
وأضاف أن مصر كانت تسعى دائما إلى الوصول لاتفاق قانوني ملزم ينظم عملية ملء وتشغيل سد النهضة بما يضمن التنمية لإثيوبيا وفي الوقت نفسه يضمن عدم وقوع أي ضرر جسيم على أي من دولتي المصب.
وقال شكري إن هناك مفاوضات طويلة ورؤى حول كيفية إدارة هذا الملف وتتسق مع قواعد القانون الدولي وتجارب الدول الأخرى، وتم اعتماد على مساعدة أطراف عديدة منها الولايات المتحدة الأمريكية وأيضا الإطار الأفريقي ورؤساء الاتحاد الأفريقي والجميع انخرط وانخرطت مصر في مفاوضات إفريقية برعاية إفريقية ولكن لم تؤت بثمارها.
وأشار إلى أنه في هذه المرحلة ومع استمرار بناء السد والإقدام على الملء الأحادى الرابع أصبح هناك ضرورة لأن تتحلى إثيوبيا بالمسئولية في كل ما تضطلع به من إجراءات للانتهاء من السد.
وقال إننا نستمر في السعي للتوصل إلى اتفاق بخصوص سد النهضة إذا كانت هناك إرادة سياسية حقيقية.
وأضاف أنه على مدى السنوات الماضية وعدم التوصل إلى اتفاق رغم كل الأطروحات الإيجابية والمرونة التي أظهرتها مصر أصبح هناك شك أن هناك إرادة سياسية متوفرة، مشيرا إلى أن الاستمرار في مفاوضات دون نتيجة ليس لها طائل.
وتابع شكري قائلا " نتوقع أن تكون هناك رغبة يتم التعبير عنها وتترجم الى قرارات محددة تصل بنا إلى اتفاق"، وعلى إثيوبيا ألا تتخذ إجراءات أحادية وأن تراعي مصلحة دولتي المصب بألا يكون هناك ضرر جسيم عليهما، وإذا لم يتم ذلك فسوف تدافع الدولة المصرية عن مصالح شعبها وتتخذ من الإجراءات ما يقود لذلك، ولكن نحن نسعى دائما إلى التوافق والتفاهم والعمل، فنهر السنغال يتم إدارته بالتوافق بين الدول المطلة عليه، حيث أن هناك قواعد متعارفا عليها دوليا يمكن الارتكان والاستفادة منها إذا ما توافرت الإرادة السياسية.
ومن جانبه، أثنى وزير خارجية كينيا على أداء الحكومة المصرية وصبرها الرائع في هذا الأمر، فهذه القضية استغرقت الكثير من الوقت.
واضاف أن كينيا تحاول أن تلعب دورا فعالا في هذا الأمر ولدينا نقاشات حيوية ونريد أن نحدد حوارات ومباحثات واضحة حتي نستطيع أن نضع إطارا للحلول ، وندرك كذلك اهمية المفاوضات ولا يمكن للمفاوضات أن تستمر لفترة طويلة.
وأشار إلى أن مصر تلعب دورا جوهريا ونحن نري أننا نستطيع أن نحدد اطارا واضحا، ففي كينيا وضعنا إطارا واضحا لهذا الامر من أجل التطلع للمستقبل ولحل هذه المشكلة.
وأضاف أننا نؤمن في إطار الصداقة بين مصر وكينيا نستطيع أن نجد أساسا وحلا لهذه الإشكاليات، ولابد أن ندرك إلى أننا أشقاء داخل هذه القارة .
وردا على سؤال حول المجالات ذات الأولوية للتعاون بين البلدين خلال الفترة القادمة، وصف وزير الخارجية الكيني علاقات التعاون المشترك بأنها "رائعة للغاية"، معربا عن الرغبة فى تطوير العلاقات بين القاهرة ونيروبي في العديد من المجالات وفي إطار الصداقة الممتدة لتاريخ طويل.
وأعرب وزير الخارجية الكيني عن الرغبة أيضا في الانخراط أكثر فى مشاريع مستقبلية والارتقاء بالعلاقات إلى أعلى مستوى.
كما أشار إلى أن بلاده تأمل في الاستفادة من الخبرات التي تذخر بها مصر في العديد من المجالات.