راديو

رئيس مجلس الإدارة
منال أيوب

رئيس التحرير
محمد الاصمعي

نسخة تجريبية

وعاشروهنّ بالمعروف …

السيد محمد هيبه

بقلم : السيد محمد هيبه

يرجع الفضل في اختياري هذا العنوان لمقالي للطبيب الكاتب والإنسان (ناجح إبراهيم ) بنفس الجريدة.المقال الأول (لا تخبر زوجي ) وهو عن زوجة تأخر إنجابها فذهبت إلى د.ناجح بنتائج التحاليل التي كان قد طلبها ليكتشف استحالة الإنجاب لعقم الزوج التام لعدم وجود حيوان منوي واحد ، وكان طبيب المعمل قد أخبرها بذلك ولكنها ما إن تأكدت حتى انهارت بكاءً وهي تقول أرجوك يا دكتور لا تخبر زوجي بالحقيقة فليس له في الحياة غيري ولا أحب أن أتخلّى عنه فهو إنسان طيب مكافح رقيق الحال وقل له يا دكتور بأنّه سليم وأن العيب في زوجتك ،وعني فسأصبر على مصاعب القادم من الأيام خاصة أنه يعاني من جلطات بالساقين ،وهكذا الكثير من البيوت المصرية قد سترها الله بعظيم تفاني المرأة وإنكارها لذاتها فكم تغفل وتتغافل عن حقوقها من أجل دعم بيتها كي يظل عامراً وقد تجوع وقد تعرى ليشبع وينعم من حولها وكم تدفع حتى من ساعات نومها سهراً وتعباً وبكل الرّضا ليسعد من حولها .. والمقال الآخر (الأم المصرية وعطاء الربوبية) من خلال تجربة الكاتب نفسه خلال سنوات سجنه الطويلة يحكي عن أمه حيث رأى أن أكثر زوار السجناء سواء كانوا سياسيين أو جنائيين هم من النساء أمهات أو زوجات…ولمن لا يعلم ..كي ترى وتزور سجينا بالسجون المركزية بالقاهرة وربما لدقائق معدودة وخاصة القادمين من الصعيد من حيث كانت تحضر والدة كاتبنا فتقضي الليل الطويل في قطار الصعيد المتهالك لتكون في الصباح أمام السجن لتبدأ رحلة أخرى مع الروتين حتى تتسلم تصريح الزيارة ثم التفتيش الذاتي ثم التفتيش الدقيق لما تحمله للسجين من طعام وأدوات ثم المعاملة غير المحتملة ثم ظروف الطقس من حرارة وأمطار وبرودة وغبار الطريق ثم لا يكون اللقاء قبل الواحدة ظهرا والذي قد يكون مباشراً أو عبر أسلاك وحواجز كلّ هذا تتحمله في الغالب الأعم أمهات وزوجات وقد يستمر ذلك لسنوات العقوبة دون كلل أو منّ ،وبعطاء وصفه كاتبنا بعطاء الربوبية لأن الله وحده هو الذي يعطي من يشكره ومن يجحده، يعطي من يطيعه ومن يعصيه وهكذا المرأه خلقها الله من ضلع آدم من الجانب الأيسر ناحية القلب ،وصدق الله إذ يقول (وخلق منها زوجها )لتكون وقد كانت أكثر حنوّاً وأكثر دفئاً وأكثر عاطفةً .. كل ما قلناه تدعيماً وترجيحاً لقول ربنا (وعاشروهنّ بالمعروف )بل وزاد تأكيداً بأن ذلك يجب أن يكون رغم أي خلاف أو حتى كره(فعسى أن تكرهوا شيئا ويجعل الله فيه خيراً كثيرا ).

الله سبحانه خلق المرأة ووضع فيها سراً من أسراره لكي يسكن إليها زوجها ويهدأ ويطمئن ثم يعود من جديد ليعمّر الكون ويعبد رب الكون (وعاشروهنّ بالمعروف ) هي كلمة السرلإستدرار ما حباها الله من عاطفة وحنو وبذل وعطاء ، وكلمة بالمعروف تعني طيّب القول وحسن الفعل ،وقال رسولنا (خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي) فكان صلى الله عليه وسلم جميل العشرة دائم البشر يداعب أهله ويتلطف بهم وقد جعل الله للرجل القوامة (الرجال قوامون على النساء) وهذا من رحمة الله بالمرأة فمن معنى القوامة قوامة الرعاية والكفالة والإهتمام والمسؤولية وأن يطعمها مما يطعم ويكسوها مما يكسو نفسه وألا يضرب الوجه ولا يهجر إلا في الفراش .لقد قال بعض العلماء في تفسير قول الحق (ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة) أن حسنة الدنيا هي المرأة الصالحة التي إذا نظر إليها سرته وإن أمرها أطاعته وإن غاب عنها حفظته.

والمرأة الصالحة مفتاح سعادة وغنى وكانت آخر ما أوصانا به نبينا في مرض موته (الصلاة.وما ملكت أيمانكم) وقد حثّنا السلف الصالح على المعروف في المعاشرة من الطرفين فصبر الرجل على أذى زوجته يجعله مع أيوب عليه السلام الذي قال عنه ربنا (إنا وجدناه صابراً نعم العبد ) حتى وإن كره منها خلقا فسيرضى منها بآخر فقد يرزقه الله منها ذرية صالحة تقر بها عينه

وقد سأل تلاميذ شيخهم المعلم كيف يصبر على بذاءة زوجته لمّا سمعوها بأنفسهم فقال :أخاف أن أطلقها فيُبتلى بها غيري فتخرجه عن دينه ) ، وقد شكا أحد الأنبياء إلى ربه سوء خلق زوجته فأوحى الله إليه أني جعلت ذلك حظك من العذاب ،أحبتي في الله ..عاشروهن بالمعروف تفوزوا وتنعموا برضا ربكم

وسبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين.

Login

Welcome! Login in to your account

Remember me Lost your password?

Don't have account. Register

Lost Password

Register