يعتبر الفنانون في مصر الأعلى سداداً للضرائب على مدار سنوات طويلة، وكان الزعيم عادل إمام رقم 1 من حيث قيمة ما يسدده من ضرائب، إلى أن أزاحه العام الحالي الفنان رامز جلال.

وانضم الإعلاميون لقائمة الأعلى سداداً للضرائب في مصر في السنوات الأخيرة من عهد الرئيس الأسبق حسني مبارك، مع انتشار برامج "التوك شو" وارتفاع أجورهم بصورة كبيرة.

الغريب في هذه القائمة أنه يغيب عنها الأطباء والمحامون والمدرسون ومصممو الأزياء، ولاعبو كرة القدم المحترفون، رغم أن هؤلاء يحققون أرقاماً تفوق كثيراً ما يحققه الفنانون والإعلاميون، وهذا ما يؤكد أن هناك مشكلة حقيقية في تحصيل الضرائب في مصر، جعلت حصيلتها لا تتجاوز 14% من الناتج المحلي، في حين أن المتوسط يتجاوز 25% في مختلف دول العالم، والسبب ببساطة أن جزءاً كبيراً من الاقتصاد المصري غير رسمي، حيث تشير التقديرات إلى أنه يمثل نحو 60% من الناتج المحلي الإجمالي، وتتجاوز تعاملاته السنوية الـ 2.2 تريليون جنيه.

ورغم تأكد مصلحة الضرائب من وجود تهرب ضريبي من كثير من أصحاب المهن الحرة، إلا أنها تركز على الفئة المسجلة لديها، فنجد أيضا قضايا تهرب ضريبي كثيرة ضد الفنانيين، حيث يتم اتهامهم بإخفاء جزء من أرباحهم، وكان آخر القضايا بهذا الشأن قضية الفنانة فيفي عبده.
قطاع غير رسمي

أشارت دراسة أعدتها لجنة الضرائب باتحاد الصناعات، إلى أن القطاع غير الرسمي حال ضمه إلى الاقتصاد سيؤدى حتماً إلى مضاعفة الرسوم والضرائب المستحقة للدولة، مضيفة أن قيمة الضرائب الضائعة على الدولة طبقاً لنسب التحصيل الحالية تصل إلى 550 مليار جنيه.

وكان قد انتهى موسم تقديم الإقرارات الضريبية للأفراد الطبيعيين في 31 مارس المنصرم، وتصدر الفنان رامز جلال قائمة الفنانين الأعلى سـداد للضرائب بـ7 ملايين جنيه.

وتراوحت مبالغ الإقرارات الضريبية المقدمة من الفنانين بين 500 ألف جنيه و7 ملايين جنيه، وجاء في المركز الثاني الفنانة ياسمين عبد العزيز، يليها الإعلامي عمرو أديب، فيما تراجع ترتيب الزعيم عادل إمام إلى المركز الرابع بسداد مبلغ أقل من 5 ملايين جنيه.

وتستهدف موازنة السنة المالية الحالية 2017/2018، تحقيق ضرائب دخل من المهن الحرة بقيمة 1.8 مليار جنيه تقريباً، مقابل 1.4 مليار جنيها في موازنة 2016/2017.
أزمة تحصيل

يقول الدكتور فخري الفقي مستشار صندوق النقد الدولي سابقاً، إن هذه الظاهرة ليست وليدة فترة قصيرة، وإنما تعاني مصلحة الضرائب من مشكلة عدم القدرة على تحصيل الضرائب المستهدفة من المهن الحرة منذ سنوات طويلة، مشيراً إلى أن الأطباء والمحامين وغيرهم يصعب رصد دخلهم الحقيقي في ظل مجتمع لا يتعامل بالفواتير.

وأكد أن الأرقام تؤكد أن هناك أموال كثيرة تضيع على الدولة بسبب صعوبة رصد الدخل الحقيقي لأصحاب المهن الحرة، لذلك يظهر الفنانون في الصورة دائماً نظراً لقيام الصحف بنشر أجورهم عن الأعمال التي يقدمونها، ورغم ذلك يحدث تهرب أيضاً بإخفاء الدخل الحقيقي ولذلك نقرأ كثيراً عن قضايا التهرب الضريبي للفنانين.

ويرى ياسر محارم أمين عام الجمعية المصرية للضرائب أن هذا النوع من الضرائب يحتاج إلى بذل المزيد من الجهود لحصر المجتمع الضريبي، ووضع القواعد التي تساعد على تحصيل الضرائب المستحقة عليه، ذلك لأن به شرائح ذات دخول مرتفعة للغاية.