وول ستريت جورنال: السعودية تستعد لاستقبال محادثات سلام بشأن أوكرانيا
قالت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية السبت، إن المملكة العربية السعودية تستعد لاستضافة محادثات بين الدول الغربية وأوكرانيا، وعدد من الدول النامية، أوائل الشهر المقبل.
ونقلت الصحيفة عن مصادر دبلوماسية مشاركة في المناقشات، من دون تسميتها، أن الاجتماع الذي يتوقع أن يعقد في جدة يومي 5 و6 أغسطس المقبل، قد يضم مسؤولين من أكثر من 30 دولة.
"قمة سلام مأمولة"
ويأمل المسؤولون في أوكرانيا والغرب، أن تُتوج هذه الجهود بقمة سلام في وقت لاحق من هذا العام، حيث يمكن للقادة التوقيع على مبادئ مشتركة، تشكل إطاراً مستقبلياً لإنهاء الحرب بين روسيا وأوكرانيا، لصالح كييف، وفق المصدر نفسه.
ومع ذلك، فإن قمة السلام هذه التي قد يتم عقدها هذا العام، لن تشمل روسيا، التي تجنبت إقامة أي مناقشات بشأن السلام لا تشمل الوضع الحالي على الأرض، وذلك في إشارة إلى انضمام الأقاليم الأوكرانية الأربعة (دونيتسك ولوجانسك وزابوروجيا وخيرسون) إليها.
ويأتي الحديث عن اجتماع جدة، والقمة، في وقت يبدو أن الحرب وصلت إلى طريق مسدود، مع عدم تمكن أي من الطرفين من كسب أرض ذات أهمية استراتيجية في الأشهر الأخيرة.
ووفقاً للصحيفة، فإنه تم توجيه الدعوة لقمة جدة إلى 30 دولة من بينها مصر وإندونيسيا، والمكسيك، وتشيلي، وزامبيا.
وبيّنت أنه لا يزال من غير المعروف من يمكن أن يحضر قمة جدة، ولكن بريطانيا وجنوب إفريقيا والاتحاد الأوروبي، من بين الأطراف التي أكدت حضورها، كما يتوقع أن يحضر مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض جيك سوليفان، وفق مصدر مطلع على المخططات.
دور دبلوماسي سعودي
ومنذ بداية الغزو الروسي لأوكرانيا، لعبت السعودية أدواراً عدة في عملية الوساطة بين طرفي الصراع، ففي سبتمبر الماضي، أعلنت الخارجية السعودية أنه "بفضل المساعي المستمرة لولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان مع الدول ذات العلاقة، تم الإفراج عن 10 أسرى من مواطني المملكة المغربية، والولايات المتحدة، والمملكة المتحدة، والسويد، وكرواتيا، حيث يأتي الإفراج عنهم في إطار عملية تبادل أسرى بين روسيا وأوكرانيا".
كما دعت السعودية الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي لحضور القمة العربية التي انعقدت في جدة مايو الماضي.
إقناع الصين
وقال مسؤولون دبلوماسيون لـ"وول ستريت جورنال"، إن اختيار السعودية لاستضافة هذه القمة، جاء على أمل أن تستطيع إقناع الصين بالمشاركة فيها، خصوصاً في ظل العلاقات الجيدة بين البلدين.
ولفتت مصادر مطلعة على المحادثات، إلى أنه من غير المرجح أن تشارك الصين، ولكنهم لم يستبعدوا مشاركتها أيضاً.
وشهدت العلاقات بين البلدين تطوراً كبيراً خلال الفترة الماضية، خصوصاً بعدما زار الرئيس الصيني شي جين بينج الرياض في ديسمبر الماضي، في أول زيارة له للسعودية منذ 2016، وحضر خلالها 3 قمم سعودية وخليجية وعربية مع الصين.
واستبق الرئيس الصيني الزيارة بمقال كتبه في جريدة "الرياض" السعودية، أكد فيه أن بكين "صديق مخلص" للرياض، لافتاً إلى أن الزيارة تدشن "عصراً جديداً" من العلاقات الصينية مع المملكة ودول الخليج والعالم العربي.
وفي مارس الماضي، أطلقت الصين مبادرة، اتفقت كلّ من السعودية وإيران بموجبها، على استئناف العلاقات وإعادة فتح السفارات، وهي مبادرة وصفت بأنها أكبر تطور سياسي في المنطقة خلال السنوات الأخيرة.