راديو

رئيس مجلس الإدارة
منال أيوب

رئيس التحرير
محمد الاصمعي

نسخة تجريبية

ياعبد الرحمن…هنيئاً

السيد محمد هيبه

 

بقلم :السيد هيبة

نداء لعبدالرحمن ..نداء لكل من شهد أنه لا إله إلا الله ..لكل من انتسب بالعبودية إلى الله الرحمن الرحيم ..الله الرحمن بكل ما خلق ..الله الرحيم بعباده المؤمنين .وبذلك فاز المؤمنون مرتين برحمة الله الأولى بالرحمة العامة في معنى اسم (الرحمن) والثانية بالرحمة الخاصة بهم في معنى اسم (الرحيم) . تلك الرحمات التي لولاها ما فاز أحد بجنة ربنا حتى رسولنا صلى الله عليه وسلم لن يدخل الجنة –إلا أن يتغمده الله برحماته –فالله أرحم الرحمين الذي وسعت رحمته كل شيء والذي كتب على نفسه الرحمة والتي لم يكتبها مجازا بل كتبها في رقعة وضعها فوق العرش كتب فيها ( إن رحمتي سبقت غضبي) ورحمات الله مائة رحمة أنزل لدنيانا منها رحمةً واحدةً يتراحم بها العباد والدواب وأمسك عنده تسع وتسعين رحمة يرحم الله بها عباده يوم القيامة وحتى لا يبقى أحد قال لا إله إلا الله صادقاً مخلصاً إلا يدخل الجنة فبشراك يا عبدالرحمن شرف انتساب عبوديتك إلى دنيا رحمات الله فأنت عبد ..الرحمن واسم وصفة عبد الرحمن كما بين الله في كتابه يسع كل نهج للكمال وكل سلوك الإيمان حيث قال (وعباد الرحمن الذين …) ثم عدّد سمات وصفات عباد الرحمن .

 

وحقيقة الأمر أن كلمة عبد معناها الذل والمهانة والإهانة ،ولكنها عندما تُنسب إلى الرحمن تصبح العز كله والشرف كله بل هي الجنة بلا مبالغة ولا مغالاة ..والجميل أن ذلك جاء في سورة سماها ربنا (الفرقان) وللاسم مغزى عظيم ،فالفرقان هو الفصل والتوضيح للحق والرشاد فينكشف بذلك الباطل والضلال وقبل أن يتحدث سبحانه وتعالى عن صفات عباد الرحمن وكأنه يمهد ويقّدم للأمر بالحديث عن السماء وسموها بالبروج والسراج والقمر المنير(تبارك الذي جعل في السماء بروجاً وجعل فيها سراجاً وقمراً منيراً .وهوالذي جعل الليل والنهار خلفة لمن أراد أن يذّكر أو أراد شكورا) فعبد الرحمن إذا كان كما حدد وبين الله صفاته في القرآن هو سراج وقمر يُهتدى به في ظلمات الجهالة والضلالة والغي وكقول رسولنا صلى الله عليه وسلم (أصحابي كالنجوم بأيهم اقتديتم اهتديتم) وكما في الليل والنهار وكيف يكون تعاقبهما توقيتاً لعبادة الله عز وجل فمن فاته عمل لله في النهار استدركه في الليل ومن فاته عمل في الليل استدركه في النهار ،كحديث رسولنا ( إن الله يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل) ثم يدلنا الرحمن إلى صفات عبدالرحمن الذي نسبه الله إليه بل تحديداً إلى رحمته وأول هذه الصفات (الذين يمشون على الأرض هوناً وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما) والهون هو السكينة والوقار من غير تصنّع ولا رياء فإن الإنسان مهما بلغ فلن يخرق الأرض قوة ولن يبلغ الجبال حولاً أو طولاً أو شموخاً ،فعبد الرحمن إذا سَفِه عليه الجُهّال بالقول السيء لم يقابلهم بمثله بل يعفو ويصفح ولا يقول إلا خيراً وهكذا كان رسولنا الرحمة المهداة لاتزيده شدّة الجاهل عليه إلا حلماً.

 

وفي مجلس كان به رسولنا الكريم وأبو بكر فسبّ أحد الجالسين أبا بكر وزاد فلم يرد فلما تجاوز الحد رد عليه أبو بكر ليسكته فانصرف رسول الله قائلاً لأبى بكر : كان هناك ملك موكل يذود عنك ويرد عنك كلما سبك فلما رددت عليه انصرف الملك. ومن صفات عباد الرحمن (والذين يبيتون لربهم سجّداً وقياماً والذين يقولون ربنا اصرف عنا عذاب جهنم إن عذابها كان غراماً إنها ساءت مستقراً ومقاماً)
يصف الله ليل عباد الرحمن فهو خير ليل فللرحمن نصيب من ليلهم تعبداً ولو بركعات محدودة يداومون عليها وابتهالات للرحمن برفع أكفّ الضراعة رجاءً فيما عنده من الخير ودفعاً لعذابه في الآخرة ،فالله يستحي أن يرد الدعاء فهو الذي أمر به ووعد بالاستجابة،ذلك أن عذاب الدنيا إنما هو ابتلاء حتى إذا سأل العبد ربه وامتثل لطاعته فالرحمن يعفو ويغفر ويصرف الابتلاء لكن عذاب الآخرة لا يُصرف ولا ينتهي وهو دائم أبداً وهذا معنى كلمة غراماً.
في مقالنا القادم إن شاء لله نكمل بقية صفات عباد الرحمن. ونختم فنقول .
أخي وولدي وحفيدي يا عبدالرحمن كن بحق عبداً للرحمن كما شاء الله ووصف تنجو وتسعد وتهنأ بدنياك وآخرتك،وهنيئاً لك بمنهج الله الذي سجله في قرآننا و دستورنا فهو العروة الوثقى التي لا انفصام لها وهو حبل الله المتين.
وسبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمدلله رب العالمين

Login

Welcome! Login in to your account

Remember me Lost your password?

Don't have account. Register

Lost Password

Register