راديو

رئيس مجلس الإدارة
منال أيوب

رئيس التحرير
محمد الاصمعي

نسخة تجريبية

يا عبدالرحمن..هنيئاً( 2)

السيد محمد هيبه

 

بقلم : السيد هيبه

لعله أعلى شرف وأرفع شرف هو شرف انتساب العبد إلى الله الرحمن كما وصفه الله سبحانه في كتابه (وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هوناً وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاماً ) وقلنا أن الهون هو السكينة والوقار..وأما قول سلاماً للجاهلين والسفهاء فهو العفو والصفح والمغفرة والتجاوز وهي صفات يجب أن يختص بها عبد الرحمن الذي يزيده جهل الجاهل حلماً ولنا في رسولنا وحبيبنا صلى الله عليه وسلم المثل والقدوة.
وعن صفاتهم يقول الحق (الذين يبيتون لربّهم سجّداً وقياما والذين يقولون ربنا اصرف عن عذاب جهنم إن عذابها كان غراما إنها ساءت مستقرا ومقاما ) وليكن في ليل عبدالرحمن نصيب للتعبّد ولو بركعات تكون دائمة حتى ولو كانت قليله وابتهالات إلى الله بالسلامة والنجاة من النار دائمة اللهيب المستعرة أبداَ ولا تشبع فهي بئس المنزل وبئس المقام (والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قواما) والمعنى واضح ..وعبدالرحمن قد حباه الله عقلا فيحافظ على نعمة ربه عليه صحةً أو وقتاً أو مالاً فلا يبذّر في الإنفاق وقت الحاجة ،ولايبخل على أهله ونفسه فيقصّر، ذلك أن خير الأمور أوسطها وأعدلها.
وعبد الرحمن يتجنب الشرك الأكبر والأصغر معاً فلا يدعو مع الله إلهاً آخر وإذا استعان استعان بالله وكان التزامه بلا إله إلا الله والتي هي خير ما قاله الأنبياء جميعا ومن بعدهم خاتمهم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وهي أيضا خير الذكر وأفضله.
وعبدالرحمن من صفاته أنه لا يقتل النّفس التي حرمها الله وشرّفها وأعلى قدرها وجعل حرمتها أعلى قدراً من هدم الكعبة نفسها إلا أن يكون ذلك من الحاكم نفسه بالحق قصاصاً.
وعبدالرحمن لا يزني فذلك إثم وذنب كبير يضاعف عذابه ويغلّظ، ومن رحمة الله بعبدالرحمن أن أبواب التوبة مفتوحة لا تقفل أبداً في وجه تائب ،والتوبة تكون أعلى قدراً إذا لازمها أعمال صالحة حيث حينه تبدَّل السيئات حسنات فاسمعوا قول الحق عن واسع عفوه ورحمته (إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء)
ويدخل من بين معاني المشيئة مشيئة العبد بإخلاص طلبه للمغفرة. ومادام قد أدّى الإنسان أركان التوبة وطلب المغفرة فلا يسأل هل غفر الله له أم لا حيث إن الله صادق ولا يخلف وعده..
وعبدالرحمن لا يشهد الزور لأنه من اكبر الكبائر .
وعبد الرحمن لا يجلس مجالس اللغو أو مجالس حديث ليس منه فائدة وإلا سكت أو انصرف عن مجلس لا يُذكر اسم الله فيه
وعبد الرحمن دائم الإبتهال إلى الله والدعاء يسأل الله أن يقر عينه بأهله وأبنائه فهم حسنة الدنيا وبهجتها وهم للإنسان عمر ثاني (والذين يقولون ربنا هب لنا من أزواجنا وذريّاتنا قرّة أعين واجعلنا للمتقين إماما.أولئك يجزون الغرفة بما صبروا ويلقّون فيها تحية وسلاما)
وكما قلنا فالأبناء أمانة هو راعيها فليرعها كما أمر الله لأنه مسؤول أمامه ضيّع أو حفظ فالابن البار ذخر لأبيه في حياته وبعد موته بالرعاية وصالح الدعاء.
فياعبد الرحمن أبشر بهذه الصفات وبصبرك وثباتك عليها فهي الخلق العظيم وبهذا تكون لك الغرفة ،والغرفة مقام خاص بالجنة يُبتدر أهلها بالسلام والإكرام ويلقون التحية والإنعام من الملائكة ومن رب الملائكة فنعم عقبى الدار ونعيمها وهناؤها.
فيا أخي ويا ولدي ويا حفيدي كن عبداً للرحمن كما علمنا الله تنجو وتسعد..ادعُ لوالديك ووالدي والديك كما ربياك صغيرا،يدعُ لك أبناؤك وأبناء أبناؤك ،
فإعمار الكون بالصلاح والإصلاح والأبناء الصالحين وبحسن الطاعة والتزام منهج الله تكون رسالة الإنسان التي من أجلها خُلق.
وسبحان ربك رب العزّة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمدلله رب العالمين .

Login

Welcome! Login in to your account

Remember me Lost your password?

Don't have account. Register

Lost Password

Register