«يتبقى 70 يومًا» .. أدعية استقبال شهر رمضان الكريم
يتبقى لدخول شهر رمضان المبارك 70 يوما، ليكثر البحث عن كيفية استقبال شهر رمضان، وكيف يستعد ويتهيأ المسلم لطاعته من الآن.
حيث كان السلف الصالح ينشغل برمضان طوال السنة، ومن ذلك ما ورد عن معلّى بن الفضل أنه قال : «كانوا يدعون الله ستة أشهر أن يبلغهم رمضان ! ثم يدعون ستة أشهر أن يتقبل منهم»، حيث قال يحيى بن أبي كثير: «كان من دعائهم : اللهم سلمني إلى رمضان ، وسلم لي رمضان ، وتسلمه من متقبلاً».
ومن خلال التقرير التالي نوضح كيفية الاستعداد لاستقبال شهر رمضان المعظم.
دعاء دخول شهر رمضان
فُرِضَ صيامُ شهر رمضانَ في السَّنَة الثَّانية من الهجرة، وأوجب الله تبارك وتعالى على من تعذر عن صيام يومٍ من أيامه لمرضٍ أو سفرٍ وخلافه أن يقضي في أيام مقبلة، حيث جاء في آية الصيام قوله تبارك وتعالى: "شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ ۚ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ ۖ وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ ۗ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ".
ومن أدعية استقبال شهر رمضان:
1- اللهم أهله علينا باليمن والبركات.
2- اللهم بلغنا رمضان وأنت راضٍ عنا.
3- اللهم ارزقنا ليلة القدر اللهم ارزقنا ليالي رمضان.
4- اللهم بلغنا رمضان وأعنا على الصيام والصلاة والقيام وقراءة القرآن.
5- اللهم بارك لنا وللمسلمين في صوم شهر رمضان وأعنا فيه وفي غيره على الصيام والصلاة والقيام وعلى تلاوة القران، واقطع عنا حزب الشيطان وزحزحنا عن النيران، وامنن علينا بالتوبة والغفران والقبول والرضوان وحبب إلينا الإيمان وزينة في قلوبنا وكره إلينا الكفر والفسوق والعصيان، اسكنا اللهم الجنان وزوجنا من الحور العين الحسان وآتنا من كل فاكهة زوجان في دارك دار السلام بمنك وفضلك وجودك وكرمك وإحسان لطفك يا ذا الجلال والإكرام، وارزقنا صيامه وقيامه وإتمامه وقبوله وتوفنا مع الأبرار، وصلى على سيدنا محمد سيد الأخيار.
6- اللهم بلغنا رمضان واجعل لنا نصيبًا من كل خير تنزل فيه، بجودك الأجودين وأذقني فيه حلاوة ذكرك، وأداء شكرك واحفظنا فيه بحفظ يا أرحم الراحمين.
7- اللهم بارك لنا فيما تبقى من شعبان وبلغنا رمضان، اللهم ارزقنا صيام رمضان إيمانا واحتسابا يا كريم، اللهم بلغنا رمضان، اللهم بلغنا رمضان، اللهم بلغنا رمضان، اللهم بلغنا رمضان أيامًا عديدة وأعوامًا مديدة، صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آل بيته الطاهرين.
8- اللهم بلغنا رمضان واجعلنا فيه من عبادك الصالحين القانتين المستغفرين المقربين، واجعلنا فيه من المتوكلين عليك الفائزين لديك المقربين إليك وزحزحني فيه عن موجبات سخطك، اللهم أعنا على صيامه وقيامه بتوفيقك يا هادي المضلين وقربني إليك برحمة الأيتام وإطعام الطعام وإفشاء السلام وصحبة الكرام، اللهم حبب إليّ الإحسان وكرّه إليّ الفسوق والعصيان وحرم على السخط والنيران بعونك يا غياث المستغيثين.
الاستعداد لاستقبال شهر رمضان
يقول الدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، في بيانه كيفية الاستعداد لاستقبال شهر رمضان المعظم: يوشك أن يقرع أبوابنا ضيف كريم، ضيف جاء ليكرمنا على عكس الحال المعتاد، فإن الضيف ينتظر أن يكرمه أهل الدار، إلا أن هذا الضيف لا ينتظر منا كرما ولكن يجعله الله سببا في الإكرام والغفران والعتق من النيران، لافتاً إلى أن هذا الضيف هو شهر رمضان الفضيل، شهر رمضان المبارك، فهلموا عباد الله لاغتنام هذا الموسم الرابح، للتعرض لتلك النفحات الإلهية الطيبة، يقول النبي صلى الله عليه وسلم : « إن لربكم في أيام دهركم نفحات فتعرضوا لها لعل أحدكم أن يصيبه منها نفحة لا يشقى بعدها» [رواه الطبراني في الأوسط].
وجاء عن أبي الدرداء رضي الله عنه أنه قال «التمسوا الخير دهركم كله وتعرضوا لنفحات رحمة الله فان لله نفحات من رحمته يصيب بها من يشاء من عباده واسألوا الله أن يستر عوراتكم ويؤمن روعاتكم» [رواه ابن أبي شيبة في مصنفه].
وتابع علي جمعة أن رمضان هو الشهر الذي يهيئ الله فيه جو العبادة، فصح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : «إذا كان أول ليلة من شهر رمضان صفدت الشياطين ومردة الجن وغلقت أبواب النار فلم يفتح منها باب وفتحت أبواب الجنة فلم يغلق منها باب وينادي مناد يا باغي الخير أقبل ويا باغي الشر أقصر ولله عتقاء من النار وذلك كل ليلة» [رواه الترمذي وابن خزيمة والحاكم في المستدرك]
وأشار إلى أن شهر رمضان يسبقه أشهر نفحات أخرى كرجب وشعبان، قائلاً: "في شهر شعبان نستعد لاستقبال شهر رمضان، ولا ننسى أن شهر شعبان شهر مبارك كذلك، فقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم : «يطلع الله إلى جميع خلقه ليلة النصف من شعبان، فيغفر لجميع خلقه إلا مشرك أو مشاحن» [رواه أحمد في مسنده].
وأوضح في كيفية الاستعداد لاستقبال شهر رمضان، يمكننا أن نستعد لاستقبال شهر رمضان بعدة أمور منها : تنظيم اليوم والرجوع إلى تقسيمه إلى يوم وليلة، ومنها التدريب على الصيام، والتلاوة، والقيام وغير ذلك من العبادات والطاعات.
1- معايشة نظام اليوم الرمضاني
وبين أنه في شأن النظام اليومي فشهر رمضان يعود بالمسلم إلى التوقيت الموافق للشرع الشريف، وإلى التقويم السليم لمعايشة اليوم والليلة، إلا أننا لا نشعر بذلك، بل ربما نشعر بالعكس لأننا نعيش أحد عشر شهرا على أن اليوم والليلة وحدة واحدة 24 ساعة، وأن تلك الوحدة تنتهي في الساعة 12 حتى أن الساعات بعد ذلك تعتبر في صباح اليوم الجديد رغم أن الليل ما زال يخيم علينا.
فقد كان المسلمون يكيفون أنفسهم ومعيشتهم بطريقة تجعل العبادة سهلة ، وتجعل هذه الشعائر التى يقيمونها تنطبق تماما مع النظام اليومى الذى يعيشونه. لم يكن هناك نوع تنافر ولا اضطراب، ولا ضيق ، ولا نوع فوات للصلاة . كانوا ينامون بعد العشاء ويستيقظون قبل الفجر ، كانوا يدركون ما معنى ثلث الليل الأخير الذى يستجيب الله فيه الدعاء ، كان هناك تفاعل مع هذا الدين.
ولفت إلى أن رمضان لا يقلب الأمور بل يعدلها، لذا فأول ما يستعد به المسلم لاستقبال شهر رمضان هو أن يحاول أن يعيش نظام اليوم الرمضاني قبله، وذلك لا يتأتى إلا بالصوم والسحور ففيهما العون على ذلك.
2- الإكثار من الصيام قبله:
وأوضح: لعل اتباع هدي النبي صلى الله عليه وسلم بالإكثار من الصيام في شهر شعبان ييسر على المسلم مهمة الصيام في شهر رمضان ولا يشعر بعناء في تلك العبادة العظيمة، وذلك لأن شعبان شهر يتناسب في المناخ وطول النهار وقصره مع شهر رمضان لأنه الشهر الذي يسبقه مباشرة، فالتعود على الصوم فيه ييسر على المسلم ذلك.
3- الإكثار من الطاعة:
يكمل علي جمعة: أمر آخر للاستعداد لاستقبال الشهر المعظم، وهو القرآن الكريم ومدارسته وتلاوته ومحاولة ختم المصحف في شهر شعبان، وذلك لتيسير قراءته وختمه في شهر رمضان، فقراءة القرآن عبادة نيرة، تعين المسلم على باقي العبادات في شهر رمضان وغيره، وهي تنير قلب المسلم وتشرح صدره، فلا ينبغي للمسلم أن يتركها ولا يقصرها على رمضان، إلا أنه يزيد منها فيه لاستغلال هذه الدفعة الإيمانية والنفحة الربانية.
وشدد: صلاة القيام أيضا من الأمور التي ينبغي للمسلم أن يعود نفسه عليها حتى يتمكن من فعله في رمضان بغير عناء وشقاء، وقيام الليل ليست عبادة خاصة بشهر رمضان وحده، إلا أنها تشرع في رمضان في جماعة ويعان فيها المسلم على الخير، وتكون لها كيفية خاصة.
وأكمل: بمناسبة القيام نريد أن ننبه على ما نعيشه من نزاع سنوي في شهر رمضان المبارك بين بعض المتشددين الذين يريدون حمل الناس على مذهبهم والعوام الذين قد لا يجدوا من ينقذهم من هؤلاء، وسبب هذا الخلاف مسألة «عدد ركعات صلاة التراويح» فأصحاب الصوت العالي يُخَطِّئون الأئمة والأمة بأسرها على مدى القرون الماضية، وينكرون عليهم أيما إنكار ويتهمونهم بالابتداع، ويُحَرمون ما أحل الله إذ قالوا : « لا يجوز الزيادة عن ثمان ركعات في صلاة التراويح ».
وأكد عضو كبار العلماء: لا ننسى أن نذكر بأهم ما يعين على ذلك كله ألا وهو ذكر الله عز وجل، وقد ورد الحث على الذكر في كتاب الله وسنة النبي صلى الله عليه وسلم، فمن القرآن قوله تعالى: ﴿ فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلاَ تَكْفُرُونِ ﴾ [البقرة : 152]، وقوله سبحانه : ﴿وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيراً وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً ﴾ [الأحزاب : 35]، وقوله عز وجل : ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيراً لَّعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ﴾ [الأنفال : 45]، وقوله سبحانه وتعالى : ﴿ إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ ﴾ [العنكبوت : 45].
ويقول رسول الله صلى الله عليه وسلم نصيحة عامة : « لاَ يَزَالُ لِسَانُكَ رَطْباً مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ». [رواه أحمد والترمذي وابن ماجة].
وشدد: بذكر الله يعان المؤمن على كل ما أراد أن يقبل به على ربه عز وجل، ولا ننسى أن نؤكد على أهمية الإعداد والاستعداد لهذا الشهر الفضيل، وأن ترك هذا الإعداد يعد من النفاق العملي، لكن من أراد تحصيل شيء استعد له، ومن أراد النجاح ذاكر، فمن أراد أن يغتنم هذا الشهر الفضيل أحسن الاستعداد له، ولقد ذم الله أقواما زعموا أنهم أرادوا أمرا ولكنهم ما أعدوا الله فقال تعالى : ﴿وَلَوْ أَرَادُوا الخُرُوجَ لأَعَدُّوا لَهُ عُدَّةً وَلَكِن كَرِهَ اللَّهُ انبِعَاثَهُمْ فَثَبَّطَهُمْ وَقِيلَ اقْعُدُوا مَعَ القَاعِدِينَ﴾ [التوبة :46].