منعه "أنفه" من دخول السينما.. فأصبح صاحب أول عملية تجميل في الوطن العربي

محب فهمي :
فنان الشعب ، يوسف بك وهبي عميد المسرح العربي هو أستاذ المسرحيين والسينمائيين ، هو جزء أصيل من تاريخ مصر ومن آثارها الخالدة كالنيل والهرم وأبو الهول وله عباراته الشهيرة المأثورة منها ما الدنيا إلا مسرح كبير وشرف البنت زي عود الكبريت ، أعظم القصاصين يوتهون في سرد السيرة الذاتية لذلك العملاق ، هو صاحب لقب أنا عشت ألف عام.
الميلاد في محافظة الفيوم على بحر يوسف لذلك سمي يوسف والده صاحب مشروع ترعة وهبي من محافظة سوهاج ومن مصاحبته لوالده أحب المسرح وأول شخصية مسرحية قابلها هو سليم قرداحي اللبناني وشاهد مسرحية روميو وجولييت وبهره المسرح وانتقل مع والده إلى القاهرة وفي حي عابدين التقى مع محمد كريم وبمدرسة الناصرية وبعدها مدرسة السعيدية والفقي بمختار عثمان، بدأ المونولوج مع التلحين للمثل الكوميديان حسن فايق وقتها كان أشهر مونولوج بعنوان الكوكايين وتعرف على نجيب الريحاني من خلال أخو نجيب الكبير يوسف.
في البداية ساعدته مربيته رقية في تدبير ثمن تذكرة السفر إلىايطاليا وسافر وعندما وصل جلس بحقيبة سفره على أبواب مسرح كبير في ميلانو ولحسن حظه اصطحبه رجل من العاملين بالمسرح وألحقه بمهنة مساعد وحمال للديكورات وبعدها التحق بمعهد بايطاليا لدراسة الفن المسرحي واجتهد وتعلم الإيطالية وتعرف على مغنية الأوبرا الامريكية لويز لند وكانت أول زوجة له بعدها وصلته رسالة بأن والده في النزع الأخير ويحتضر ووصل متأخرا إلى مصر وكان والده توفى وقتها كان الاقتصاد العالمي يمر بأزمةوأفلست جميع الفرق المسرحية بمصر جورج ابيض ومسرحية عزيز عيد وقتها هبطت الأعمال الدرامية وعلت الأعمال الفكاهية وبعدها جمع يوسف حصيلة ميراثه وسافر لايطاليا.
واشترى ديكورات ومعدات لمسرحه وعاد لمصر ومعه الممثل مختار عثمان وجمع حوله كوكبة روز اليوسف وسيرينا إبراهيم وأختها نجمة إبراهيم وزينب صدقي وفاطمة رشدي علوية جميل وحسين رياض ، أحمد علام وستيفان روستي ، أدمونا تويما وحسن البارودي وقوية فرقة رمسيس وبدأ موسم 1923 بعدها انضم إليهم زكي رستم وراهبة المسرح أمينة رزق وخالتها أمينة محمد وقتها حدث حظر على عرض المسرحيات الوطنية وحدثت مكائد كثيرة وكان يحبط اي شائعة او أخبار ملفقة وبدأ العمل في مسرحية المجنون الذبائح راسبوتين وأرسى قواعد للمسرح المحترم ومنها الالتزام بموعد رفع الستارة وممنوع قزقزة اللب وممنوع اصطحاب الأطفال ولقد عانى الفقر والغنى وعاش الهزيمة والانتصار زاتهم بأنه عربيد وسكير، وأنه مشخصاتي، وأنه بلياتشو لم يهتم وحول الهزيمة إلى نصر.
عام 1927 ظهر الممثل أنور وجدي وعبدالسلام النابلسي وقدما مسرحية يوليوس قيصر وقتها ظهر الأديب وداد عرفي موفد من تركيا لمسرح رمسيس، وقدم ليوسف وهبي مشروع انتاج فيلم "محمد رسول الله" وكان قد حصل على موافقة من رجال الدين من اسطنبول وأفهمه أنه في حالة رفضه تمثيل الدور سيقوم بالدور ممثل أجنبي ولن يكون حريصا في الأداء وممكن أن تمسخ الحقيقة وأعلنت الصحف قبول يوسف وهبي تمثيل الدور وثار الأزهر.
وخاطب الملك فؤاد يوسف منذرا بأنه سينفى من مصر وتسحب منه الجنسية المصرية ورد يوسف ان >ديني قبل أي شيء"، وألغى العرض وتمر عجلة الزمان ويأتي المخرج مصطفى العقاد ويتم عمل الفيلم بما لا يضر الإسلام والمسلمين، بحياة فناننا العظيم شخصيات كثيرة فهو مكتشف النجوم ، أمينة رزق راهبة المسرح.وخالتها امينة محمد وأول عمل مسرحي لها مسرحية الذهب وعاصرت اول فيلم هو أولاد الذوات ومثلت البطولة فيه النجمة بهيجة حافظ ويوسف كان يكره السينما لأنها تظهر أنفه المقوسة ولكنه اخذ بنصيحه صديقه المخرج محمد كريم وأجرى جراحة تجميل في ألمانيا.
وهو يعتبر أول مصري وعربي أجرى جراحة تجميل وكان ذلك عام 1934 بعدها انطلق في السينما وبخصوص الشائعات الزواج فهي كانت عن أوفى تلميذاته وكانت صديقة لزوجته لويزلند الأمريكية مغنية الأوبرا وزوجته الثانية عائشة هانم فهمي وأخيرا زوجته الثالثة والأخيرة وهي رفيقة عمره سعيدة هانم تزوجها ولم ينجب منها وكان لها ثلاث بنات وولد الأولى عايدة توفيت في لندن والثانية بثينة وتوفيت في لبنان والثالثة سامية توفيت في مصر وأخيرا محمد وهو يعتبر كل الفنانين والفنانات أولاده ولم تبلل دموعه طيلة عمره إلا منديلين الأاول في وفاة أمه والثاني في و\فاة ابنته بثينة وكان ييوقل أن المسرح يحرم الممثل من أن يعيش حياة اسرية ، أمنيته أن يصل الفن إلى أقصى مداه ليسعد الجماهير بلا اسفاف.
وخسر كل ثروته بمسرح رمسيس وكذلك خسر في انتاج فيلمه المجد الخالد وسمي الفيلم الفشل الخالد ووقفت بجواره زوجته سعيدة هانم بعدها كافح واستعاد توازنه وضم لفرقته عزيزة أمير فاطمة رشدي وسلوى محمود وروحية خالد ومديحة يسري وسوف نستعرض بعض الأعمال في تاريخه الفني أفلام سطعت على الستار الفضي مع بدء السينما الناطقة سنة 193 زينب الصامت، 1932 أولا الذوات و1935 الدفاع و1937 المجد الخالد و1941 عريس من اسطنبول و1942 أولاد الفقراء وجوهرة وبرلنتي وغرام وانتقام أعلى ايراد في تاريخ السينما ووفيت أسمهان ظهرت فاتن حمامة 1945 سفير جهنم أبدع في تمثيل دور الشيطان ونافس بتمثيله وديكوراته السينما الامريكية.
بيومي أفندي برع في التمثيل الحرفي الماهر في مجال الساعات ومناوشة العقل الشرقي والغربي ، 1949 كرسي الاعتراف حضرت حفل عرضها بمسرح سينما الهمبرا بالاسكندرية ونال جائزة من الفاتيكان 1951 أولاد الشوارع عرض صورة لإصلاحية الأحداث واهتمام الدولة بأطفال الشوارع ، 1952 حبيب الروح مع النجمة ليلى مراد وأنور مجدي وهو مكتشف النجوم وعشقه للفن والمسرح.
1954 حياة أو موت عماد حمدي ومديحة يسري والطفلة ضحى واهتمام الشرطة بحياة المواطن المصري، 1960 اشاعة حب عمر الشريف وهند رستم وسعاد حسني وخفة دم الكوميديا المصرية، 1968 شنبو في المصيدة شويكار وفؤاد المهندس وخفة دم المايسترو مع نجوم الكوميديا ، 1969 مير امار شادية ويوسف شعبان في رائعة نجيب محفوظ وحسه السياسي التهكمي ، 1970 الحب الكبير فريد الأطرش ملك العود والربيع ودورة المصور الفوتوغرافي وأبو فاتن حمامة ، 1971 الاختيار أول أدوار عزت العلايلي المزدوج مع مخرجنا العالمي يوسف شاهين، عشاق الحياة، حكايتي مع الزمان .
أما بالنسبة للمسرح للأسف لم تسجل مسرحياته لايلام الجمهور ويحاسب أصحاب المهرجانات وعام 1973 طلب الرئيس السادات تكريمه ومنح قيادة النيل و1974 منح الدكتوراة الف\خرية وفي العصر الملكي حصل على البكوية من الملك فاورق وفي عصر الثورة لقب بفنان الشعب ونال جائزة الفاتيكان من موسوليني عن مسرحية كرسي الاعتراف.
عام 1981 في عيد الفن تغير اسم مسرحه إلى مسرح الجمهورية بعد حريق الأوبرا وقتها قالت زوجته سأبني لك مسرحا فقال اوعي تبني مسرح سيستولون عليه ويطلقوا اسمهم عليه الأفضل ابني لي مسجدا وبعد معاناة مع المرض اسدل الستار وكان يردي تحويل قصره لمتحف ولم تنفذ الوصية وبيعت كل مقتنياته وتوفيت زوجته ودفنت بجواره ولم يقام المسجد من المشيعين الذين كانوا في وفاته محمد نجب وعثمان أحمد عثمان وكمال الشاذلي وعبدالعزيز حجازي وامينة رزق وهدى سلطان ومديحة يسري وروحية خالد وسعدالدين وهبة حمدي غيث وحسن الإمام.
وقيل عنه، في أدائه حرارة المسرح الإيطالي وجمال القاء المسرح الفرنسي ومن آخر الأسرار قالت سندريلا السينما المصرية الراحلة سعاد حسني هو أن زواجها من عندليب الينما المصرية الراحل عبدالحليم حافظ كان شاهدا على زواجهما عميد المسرح العربي الراحل يوسف بك وهبي ، لقد رحل العمالقة بأسرارهم.