"ﺣﺴﻴﺖ ﺑﻮﺟﻊ ﺟﺎﻣﺪ ﻭأﻳﺪﻳﺎ كانت ﻛﻠﻬﺎ ﺩﻡ".. قصة حادث "قطاري الإسكندرية" بعيون فتاة عمرها 8 سنوات
أثار حادث تصادم قطارين بالقرب من محطة سيدي جابر بالإسكندرية، مشاعر الحزن والألم في نفوس المصريين، ويرصد "زهرة التحرير" قصة فتاة عمرها 8 سنوات، استطاعت النجاة من الحادث.
ﺟﺎءﺕ ﺳﻠﻤﻰ ﻫﺎﻧﻲ ﻟﻘﺪﺭﻫﺎ ﺍﻟﺤﺰﻳﻦ؛ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﻮﻳﺖ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺰﻗﺎﺯﻳﻖ ﺛﻢ ﻟﻘﻄﺎﺭ ﺍﻹﺳﻜﻨﺪﺭﻳﺔ، ﻭﻣﻨﻪ أﺼﺒحت طريحة الفراش ﺑﻤﺴﺘﺸﻔﻰ ﺳﻤﻮﺣﺔ ﺍﻟﺠﺎﻣﻌﻲ. ﺗﻜﺮﺭ ﺳﻠﻤﻰ ﻛﻼﻣﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﻤﻊ ﺟﺪﺗﻬﺎ ﻓﺮﻳﺪﺓ "تيتا ﺃﻧﺎ ﻋﺎﻳﺰﺓ أﻗﻮﻟﻬﻢ ﺍﻟﺨﺒﺮ ﻋﺸﺎﻥ ﻳﻨﺸﺮﻭﻩ"، ﺗﻬﺎﻭﺩﻫﺎ ﺍﻟﺠﺪﺓ ﻗﻠﻴﻼ، ﺇﻻ ﺃﻥ ﺍﻟﻔﺘﺎﺓ صاحبة الـ8 أﻋﻮﺍﻡ ﺗﻌﻴﺪ ﻣﺮﺓ ﺃﺧﺮﻯ ﺍﻟﺠﻤﻠﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺴاﻤﻌﻬﺎ. ﻭﻣﺴﻤﻊ ﻣﺤﺮﺭي ﻣﺼﺮﺍﻭﻱ. ﻓﻲ ﺳﺆﺍﻝ ﺳﻠﻤﻰ ﻋﻦ ﺍﻟﺨﺒﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺮﻳﺪ ﻧﺸﺮﻩ قالت: "ﺟﺪﺗﻲ ﻣﺎﺗﺖ ﺃﻡ ﻣﺎﻣﺎ"، ﻏﻴﺮ ﺃﻥ ﺍﻟﺴﻴﺪﺓ ﻓﺮﻳﺪﺓ "ﻭﺍﻟﺪﺓ ﺃﺑﻴﻬﺎ" لم ﺗتأﻛﺪ من صحة الخبر بعد، وسط حالة من الهرج أعقبت الحادث. ﻟﻢ ﺗﺤﻤﻞ ﺳﻠﻤﻰ ﺃﻳﺔ ﻇﻨﻮﻥ ﺳﻴﺌﺔ ﻓﻲ ﺑﺪﺍﻳﺔ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﺠﻤﻌﺔ، ﺣﻤﻠﻬﺎ ﺍﻟﻘﻄﺎﺭ ﺑﺮﻓﻘﺔ ﻭﺍﻟﺪﺗﻬﺎ ﺭﺷﺎ إﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﻭﺃﺧﺘﻬﺎ ﻣﻠﻚ -6 سنوات- ﻭﺟﺪﺗﻬﺎ ﻓﺎﻃﻤﺔ ﺍﻟﺴﻴﺪ. ﻟﻜﻦ ﺻﺎﻓﺮﺓ ﺍﻟﻘﻄﺎﺭ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺮﺭﻫﺎ ﺍﻟﺴﺎﺋﻖ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻣﺮﺓ ﻛﺎﻧﺖ إﻳﺬﺍﻧﺎ ﺑﻮﻗﻮﻉ ﻛﺎﺭﺛﺔ، ﻟﻢ ﺗﺤﺘﻤﻠﻬﺎ ﺍﻟﻄﻔﻠﺔ ﺍﻟﺼﻐﻴﺮﺓ، ﺍﻟﺘﻲ ﺣﺎﺭﺑﺖ ﺻﺪﻣﺘﻬﺎ ﺑﺎﻟﺜﺮﺛﺮﺓ. ﺗﻘﻮﻝ ﺳﻠﻤﻰ ﺇﻧﻬﺎ ﻟﻢ ﺗﻔﻬﻢ ﻣﺎﺫﺍ ﺣﺪﺙ ﺳﻮﻯ ﺃﻧﻬﺎ ﻭﺟﺪﺕ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﺑﻌﺮﺑﺔ ﺃﺧﺮﻯ "ﺣﺴﻴﺖ ﺑﻮﺟﻊ ﺟﺎﻣﺪ ﻭأﻳﺪﻳﺎ ﻛﻠﻬﺎ ﺩﻡ ﻭﺷﻔﺖ ﻣﻨﺎﻇﺮ فظيعة". ﺑﺤﺜﺖ ﺍﻟﻄﻔﻠﺔ ﻋﻦ ﻭﺍﻟﺪﺗﻬﺎ، ﻇﻠﺖ ﺗﻨﺎﺩﻱ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺑﺎﻛﻴﺔ، ﺇﻻ ﺃﻧﻬﺎ ﻟﻢ ﺗﺠﺪ ﻣﺠﻴبا، ﻧﺠﺪﻫﺎ ﺍﻷﻫﺎﻟﻲ، ﻭﺧﺮﺟﺖ ﻣﻦ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻜﺮﺍﺳﻲ "ﺭﺟﻠﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﺰﻧﻮﻗﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺪﻳﺪ"، ﻭﺃﺟﻠﺴﻮﻫﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﻼﻳﺔ ﺧﺎﺭﺝ ﺍﻟﻘﻄﺎﺭ ﺣﺘﻰ حضر ﺍلإﺳﻌﺎﻑ. ﺫﻫﺒﺖ ﺳﻠﻤﻰ ﻭﺣﻴﺪﺓ ﺑﺎلإﺳﻌﺎﻑ ﺩﻭﻥ ﻭﻧﻴﺲ، ﺣﺘﻰ ﻭﺻﻠﺖ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺍﻟﺠﺪﺓ ﻓﺮﻳﺪﺓ ﺑﻌﺪ ﺳﺎﻋﺔ "ﻋﺮﻓﻨﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺠﺪﺓ"، ﺃﻣﺎ ﺍﻷﻡ ﻭﺍﻻﺑﻨﺔ ﺍﻷﺧﺮﻯ ﻓﺘﺸﻴﺮ ﻓﺮﻳﺪﺓ ﺇﻟﻰ ﺃﻧﻬﻤﺎ ﻣﻮﺟﻮتان ﺑﻤﺴﺘﺸﻔﻰ ﺍﻟﻤﻴﺮﻱ ﺑﺎﻟﺸﺎﻃﺒﻲ، ﺣﻴﺚ ﺃﺻﻴﺒﺖ ﺍﻷﻡ ﺑﺈﺻﺎﺑﺔ ﺧﻄﻴﺮﺓ ﻭﺍﺗﺠﻬﺖ ﻣﻠﻚ ﺍﻟﺼﻐﻴﺮﺓ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻌﻨﺎﻳﺔ ﺍﻟﻤﺮﻛﺰﺓ. ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺳﻠﻤﻰ ﺑﺎﻟﺪﻭﺭ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ ﺟﺎءﺕ ﻋﺎﺋﻠﺔ ﺍﻟﺠﺪﺓ ﻓﺎﻃﻤﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺴﺘﺸﻔﻰ، ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻗﺪ ﺍﻃﻤﺌﻨﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﺣﺎﻟﺔ ﺳﻠﻤﻰ ﺍﻟﺤﻔﻴﺪﺓ، ﺇﻻ ﺃﻥ ﻭﺟﻮﺩﻫﻢ ﻛﺎﻥ ﻟﻐﺮﺽٍ ﺁﺧﺮ. "ﺍﻟﺠﺜﺔ ﻻﺑﺴﺔ ﺟﻼﺑﻴﺔ.. ﻟﻜﻦ ﻫﻰ ﻛﺎﻧﺖ ﻻﺑﺴﺔ ﺑﻠﻮﺯﺓ ﻣﻨﻘﻄﺔ ﺑﺎﻷﺯﺭﻕ ﻭﺍﻟﻠﻪ ﻣﺎ ﻫﻲ".. ﻳﻘﻮﻟﻬﺎ ﻋﺒﺪﻩ، ﺯﻭﺝ ،"ﻓﺎﻃﻤﺔ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻮﻫﺎﺏ ﺍﻟﺴﻴﺪ" 70 ﻋﺎﻣﺎ، ﻭﺍﻟﺘﻲ ﻓﻘﺪﻫﺎ ﻓﻲ ﺣﺎﺩﺙ ﻗﻄﺎﺭﻱ ﺍلإﺳﻜﻨﺪﺭﻳﺔ، ﻭﺍﻟﺘﻲ ﻻ ﺗﺰﺍﻝ ﻣﻔﻘﻮﺩﺓ ﺣﺘﻰ ﺍﻵﻥ. ﺃﻣﺎﻡ ﻏﺮﻓﺔ ﺍﻟﻌﻨﺎﻳﺔ ﺍﻟﻤﺮﻛﺰﺓ، ﻭﻗﻒ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺍﻟﻌﺠﻮﺯ ﻳﻨﺘﻈﺮ ﺧﺮﻭﺝ ﺍﻟﻤﻤﺮﺿﻴﻦ ﻣﻦ ﺩﺍﺧﻞ ﺍﻟﻌﻨﺎﻳﺔ، ﻟﺴﺆﺍﻟﻬﻢ ﻋﻦ ﺯﻭﺟﺘﻪ ﺍﻟﺘﻲ ﻓﻘﺪﻫﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺎﺩﺙ، ﻭﺑﻌﺪ ﺩﺧﻮﻟﻪ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺘﻮﺍﺟﺪﻳﻦ ﺩﺍﺧﻞ ﺍﻟﻌﻨﺎﻳﺔ، لكنه ﻋﺎﺩ بﺍﻟﺤﺰﻥ ﻳﻤﻠﺊ ﻭﺟﻬﻪ، وراح ﻳﺘﻤﺘﻢ: "ﺃﻋﻤﻞ أﻳﻪ دا إحنا 40 ﺳﻨﺔ ﻣﻊ ﺑﻌﺾ، ﺟﺎﻳﺔ دﻟﻮﻗﺘﻲ ﺗﺴﺒﻴﻨﻲ، أﺭﻭﺡ ﻟﻤﻴﻦ أنا دﻟﻮﻗﺘﻲ". ﺗﻨﻘﻠﺖ ﺃﻓﺮﺍﺩ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﺔ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺤﻔﻴﺪﺓ، ﺍﻟﻤﺼﺎﺑﺔ، ﻭﺑﻴﻦ ﺍﻟﺠﺪﺓ ﺍﻟﻤﻔﻘﻮﺩﺓ، والجد لم يزل يعدد مواصفات زوجته عسى أن يهديه أحد لجواب شاف "ﻣﺮﺍﺗﻲ ﺷﻌﺮﻫﺎ ﻛﺎﻥ ﺃﺻﻔﺮ، ﻣﺶ ﺃﺑﻴﺾ"، ﻧﺎﻓﻴﺎ ﺭﻭﺍﻳﺔ ﺇﺣﺪﻯ ﺃﻗﺎﺭﺑﻪ، ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺭﺟﺤﺖ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﺍﻟﺠﺜﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﻃﻠﻌﺖ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻟﻠﺘﻮ ﻟﺰﻭﺟﺘﻪ "ﺩﻱ ﻟﺴﺔ ﻣﻜﻠﻤﺎﻧﻲ ﺍﻟﺴﺎﻋﺔ واحدة الظهر ﻭﻗﺎﻟﺘﻠﻲ ﻫﺎﺕ ﻃﻤﺎﻃﻢ ﻭﺧﻀﺎﺭ" ﻳﻘﻮﻟﻬﺎ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻓﻲ ﺁﺳﻰ. ﻣﺎﺯﺍﻟﺖ ﺳﻠﻤﻰ ﺗﺮﻭﻱ ﺍﻟﻘﺼﺔ، ﻭﻛﻴﻒ ﺟﺎءﺕ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﻮﻳﺖ ﺷﻬﺮﺍ ﻟﻘﻀﺎء ﺍﻹﺟﺎﺯﺓ، ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺗﻨﺎﻡ ﻋﻠﻰ ﺳﺮﻳﺮ ﺑﺎﻟﻤﺴﺘﺸﻔﻰ ﻻ ﺗﺤﺮﻙ ﻗﺪﻣﻴﻬﺎ ﺍﻟﻤﻠﻔﻮﻓﺔ ﺑﺎﻟﺠﺒﺲ ﺍﻷﺑﻴﺾ، ﻭﻳﺪﻳﻬﺎ ﺍﻟﺼﻐﻴﺮﺗﻴﻦ ﺗﻌﻜﺲ ﺍﻟﺤﺎﺩﺙ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﻋﻠﻴﻬﺎ، ﻭﺭﻏﻢ ذلك لم تزل ﻣﻼﻣﺢ ﺍﻟﻄﻔﻮﻟﺔ ﺍﻟﺘﻲ جلية ﻓﻲ ﺳﻤﺎﺕ ﻭﺟﻬﻬﺎ ﺍﻟﺼﻐﻴﺮ، ﻭﺷﻌﺮﻫﺎ ﺍﻷﺳﻮﺩ ﺍﻟﻄﻮﻳﻞ، ﻭﺍﻟﻄﻮﻕ ﺍﻷﺑﻴﺾ ﺍﻟﻠﻮﻟﻲ ﺍﻟﻤﻮﺟﻮﺩ ﻓﻮﻕ ﺭﺃﺳﻬﺎ ﻛﺄﻧﻪ ﻟﻢ ﻳﺘﺄﺛﺮ ﺑﺎﻟﺤﺎﺩﺙ، فيما ﺗصر على ﺃﻥ ﺟﺪﺗﻬﺎ ﻣﺎﺗﺖ، ﻛﺄﻧﻬﺎ ﺗﺤﻤﻞ ﻧﺒﻮءﺓ ﻻ ﻳﻌﺮﻓﻬﺎ سواها.