راديو

رئيس مجلس الإدارة
منال أيوب

رئيس التحرير
محمد الاصمعي

نسخة تجريبية

 بين التمجيد والنقد.. ثورة 23 يوليو في مشاهد سينمائية

لعبت السينما المصرية دورًا مهمًا في تمجيد ثورة 23 يوليو، التى تمر اليوم الذكرى 64 لنجاحها من خلال مجموعة من الأفلام السينمائية، التى تناولت إنجازتها وحشد الدعم لها، حتى أصبحت أحد العوامل الرئيسية التي أدت إلى نجاحها وبقائها خالدة في وجدان المواطن العربي.
فثورة 23 يوليو التي قام بها الضباط الأحرار بقيادة الزعيم الراحل جمال عبدالناصر ضد الحكم الملكي، على كافة المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية وأيضا الفنية، خلدها السينمائيون بالشاشة الكبيرة، وأول الأفلام التى تنبأت بالثورة كان فيلم التاريخ كله "الزوجة الثانية" الذى أخرجه العملاق صلاح أبو سيف، وحمل العمل إسقاطات كثيرة منها المأساة التي كان يعيشها البسطاء فى عصر التحكم والسطلة، وطغى الحاكم الظالم المتمثل فى عمدة القرية على السكان الفقراء، والاستيلاء على أمواله وأراضيهم.

وأبدع نجيب محفوظ عندما عبر عن الثورة فى روايته "بداية ونهاية" التى تم تحويلها لعمل سينمائي عام 1960، ورصد خلاله تفاعلات العلاقات الاجتماعية فى ذلك الوقت وعلاقة الانسان الفقير بمجتمعه ودوره المهمش، كسائر الطبقة الفقيرة فى العهد الملكي.

"بداية ونهاية" أحداثه تدور حول وفاة "رب العائلة"، فتعاني أسرته من ضيق العيش بضالة المعاش وينتهى حسن الابن الأكبر إلى الحياة في حي الرذيلة تاجر للمخدرات والنساء، أما حسين الأوسط فيقبل العمل بشهادته المتوسطة، حتى يتيح الفرصة لأخيه حسنين ليكمل دراسته ويلتحق بالكلية الحربية.

أما الابنة نفيسه فاقدة الجمال فيطردها سليمان البقال من حياته ثم تستمر في السير في طريق الرذيلة دون أن يعرف أحد وتساعد أخاها حسنين وأمها بالمبالغ القليلة التي تحصل عليها، يتخرج حسنين ضابطا، فيتنكر لأسرته وخطيبته ووسطه الاجتماعى ويتطلع إلى الارتباط بالطبقة الثرية، عن طريق الزواج منها.

يعود حسن جريحاً مطارداً من البوليس إلى أسرته، ويستدعى حسنين في نفس الوقت إلى قسم البوليس ليجد أخته متهمة بالدعارة، يدفع حسنين أخته للانتحار غرقًا للتخلص من الفضيحة، ويتذكر حياته ويجد عالمه ينهار فيلقي بنفسه في النيل وراءها.
وأبدع حمدى أحمد فى تجسيد شخصية الإستغلالى الانتهازي الذى يستغل كل من حوله حتى يصل إلى ما يريد، ويتزوج من فتاة فقيرة ويستغلها أيضًا للوصول إلى أعلى المناصب، إلى أن تنقلب الدنيا عليه، من خلال شخصية "محجوب عبد الدايم" التى قدمها فى فيلم "القاهرة 30".

ودخل فيلم "رد قلبي" ضمن أفضل 100 فيلم فى تاريخ السينما الذى قدمه شكرى سرحان ومريم فخر الدين، حيث حصل على المركز الثالث عشر، ويبرز الفيلم بشكل واضح الطبقية التى كان يعانى منها الشعب قبل ثورة يوليو من خلال قصة حب الأميرة إنجى "مريم فخر الدين" ابنة الباشا، وعلى "شكرى سرحان" ابن الجناينى الذى يصبح ضابطًا فى الجيش، وتمضى عدة أعوام حتى ثورة 52 فيصبح "على" رئيس لجنة مصادرة أملاك عائلة "إنجى"، فتظن أنه لم يعد يحبها، وجاء شامتًا لكنها سرعان ما تكتشف صدق مشاعره، رصد الفيلم الحياة السياسية قبل الثورة و الأوضاع الاجتماعية و الاقتصادية.

وفى عام 1961 أنتج فيلم "في بيتنا رجل" للكاتب إحسان عبد القدوس، وللمخرج هنري بركات، وقام ببطولته كل من عمر الشريف، رشدي أباظة، زبيدة ثروت، حسين رياض، وزهره العلا.

وأحداثه تدور حول نجاح الثائر إبراهيم حمدي في اغتيال رئيس الوزراء المتعاون مع الاستعمار، ويتمكن من الهروب بعد إلقاء القبض عليه، ويلجأ إلى منزل زميله الجامعي محي الذى ليس له نشاط سياسي، وترفض أسرة محي إيواءه في أول الأمر لكنها تقبله في النهاية، وبعد رفضه السفر خارج البلاد يعود ليساهم في النضال ضد جنود ومعسكرات الاستعمار ويستشهد فى إحدى العمليات.

وأنتج فيلم "غروب وشروق" عام 1970 ليكسف جوانب الفساد وجرائم الاغتيالات للبوليس السياسى من خلال شخصية محمود المليجى، وفساده فى القضاء على أزواج ابنته سعاد حسنى.
وبعد مرور ثلاث أعوام على الثورة قدمت السينما المصرية رائعة "الله معانا" الذي أشار إلى إرهاصات الثورة، والفيلم من إخراج أحمد بدرخان وقصه إحسان عبد القدوس، وبطولة عماد حمدي، فاتن حمامة، محمود المليجي، ماجدة شكري سرحان، وحسين رياض.

ويحكي الفيلم عن ذهاب الضابط عماد للمشاركة في حرب فلسطين بعد أن يودع خطيبته ابنة عمه التاجر الثري، ويصاب عماد ويتم بتر ذراعه، ويعود مع عدد من الجرحى والمشوهين وهذا يؤدي إلى حركة تذمر بين رجال الجيش، وأن هناك رجالًا وراء توريد الأسلحة الفاسدة للجيش منهم والد نادية، ويتكون مجموعة من الضابط الأحرار الذين أخذوا على عاتقهم أن ينتقموا لوطنهم، ويطلب عماد من نادية البحث في أوراق والدها على دليل يؤيدهم، وعند القبض على والد نادية يموت إثر انفجار قنبلة يدوية فاسدة، وتنتهي الأحداث بالإطاحة بملك البلاد وتحرير الوطن.

ومن أجرأ أفلام السينما المصرية التي انتقدت الحقبة الناصرية من خلال رصد الأحوال الاجتماعية فيلم "ثرثرة فوق النيل" إنتاج عام 1971، عن رواية الأديب نجيب محفوظ، وسيناريو ممدوح الليثي، ومن إخراج حسين كمال، بطولة مجموعة من الممثلين منهم يوسف شعبان، ماجدة الخطيب، ميرفت أمين، سهير رمزي، عادل أدهم، وعماد حمدي، وتناول مجموعة من الأنماط الاجتماعية المختلفة منهم الموظف، المحامي، الصحفي، والطالب.

وكان هناك أفلام عن الرؤساء الذين قاموا بالثورة وكانت معظمها إيجابية تعبر عن الرئيس وشخصيته، حيث قدم المؤلف محفوظ عبد الرحمن فيلم "ناصر 56" الذى تناول رفض البنك الدولى تمويل بناء السد العالى ليعلن عبد الناصر قراره بتأميم قناة السويس.

وهناك بعض الأفلام التى عبرت عن سلبيات الثورة منها فيلم "إحنا بتوع الأتوبيس" الذى جسد ظلم النظام كما يجب أن يكون وأثار ضجة كبرى بعد أن تم عرضه، وعبر عن الأحداث التى كانت يشهدها المعتقلات والسجون من خلال وجود البراء، وتلفيق التهم وومحاكمتهم بتهمة قلب نظام الحكم، وعلى غراره جاء فيلم "الكرنك".

وهناك أفلام تناولت قضية مراكز القوى و التحكم السلطوي من خلال فيلم "حافية على جسر من الذهب" إنتاج عام 1977 قصة إبراهيم الورداني، سيناريو وحوار عبد الحي أديب ومن إخراج عاطف سالم، ويعد الفيلم من كلاسيكيات السينما المصرية وقد أبدع الفنان الراحل "عادل أدهم" في دور عزيز صاحب النفوذ الذي بيده أن يتحكم بمصير العديد من الاشخاص تحقيقاً لرغباته المريضة.

Login

Welcome! Login in to your account

Remember me Lost your password?

Don't have account. Register

Lost Password

Register