10 معلومات كاذبة في خطاب ترامب عن القدس الفلسطينية .. تقرير
تضمن خطاب الرئيس الأمريكى دونالد ترامب- والذى أعلن فيه نقل السفارة الأمريكية فى إسرائيل إلى القدس- 10 أكاذيب حول طبيعة مدينة القدس، وكذلك طبيعة منطقة الشرق الأوسط، كما ادعى أن إسرائيل هى واحة الديمقراطية، وأن القدس هى عاصمتها منذ تأسيسها، وفى السطور التالية أهم أكاذيب الخطاب
تكرار ما يحدث فى السابق لن يصل بنا إلى نتيجة مختلفة
برر الرئيس الأمريكى دونالد ترامب قراره بنقل السفارة بأنه على مدار عقدين أجل الرؤساء الأمريكان قرار نقل السفارة للقدس وهذا لم ينبنى عليه فى النهاية نجاح عملية السلام، قائلا إنه من الخطأ تكرار نفس الاستراتيجيات إذا لم تنجح، وهذا ليس سوى تبرير غريب للموقف، فليس معنى فشلك فى إطفاء حريق ضخم عن طريق سكب كوب من الماء أن الماء لا يطفئ الحرائق والأفضل استخدام البنزين، فالحقيقة أن عملية السلام تفشل طوال الوقت بسبب إصرار الإسرائيليين على تجاهل الحقوق التاريخية للفلسطينيين، وتوسيع المستوطنات، وكذلك عدم رغبة اليمين الإسرائيلى المتصاعد فى إجراء سلام من الأصل أو إقامة دولة فلسطينية، وهو ما يدفع بالأمور فى النهاية إلى طريق مسدود.
2- إسرائيل دولة ذات سيادة ومن حقها اختيار عاصمتها
قال ترامب فى كلمته إن من حق الدول ذات السيادة أن تختار عاصمتها، وهو الأمر الذى قد يكون صحيحا، لكن حين تقرنه بإسرائيل فهذا أمر ليس صحيح، فمن حق الدول أن تختار عاصمتها كما تشاء ولكن ليس على أرض محتلة، وذلك وفق قرار مجلس الأمن رقم 478 الصادر فى 1 أغسطس من عام 1980 بإجماع أعضاء المجلس، والذى أكد أنه ليس من حق إسرائيل نقل عاصمتها للقدس والتى تعتبر أرضا محتلة، واعتبر أن خطوة مثل هذه تأجيج للصراع فى الشرق الأوسط.
3- القدس عاصمة إسرائيل منذ 70 عام
كذبة أخرى كذبها الرئيس ترامب فى خطابه حين قال إن إسرائيل منذ إعلان تأسيسها عام 1948 واعتراف الولايات المتحدة بها فإن عاصمتها القدس، والحقيقة أن القدس لم تكن بشكل كامل أصلا تحت سيطرة إسرائيل عام 1948 وإنما احتلت إسرائيل ما مساحته 66% فقط منها وهى ما بات يعرف اليوم بالقدس الغربية، فى حين بقى الثلث مع الفلسطينيين حتى اغتصب منهم عقب حرب عام 1967، أما القرار الذى اتخذ بنقل العاصمة إلى القدس فلم يتم اتخاذه إلا فى 30 يوليو عام 1980.
4- الشعب اليهودى بنى القدس
أحد الأكاذيب التى يستند إليها الإسرائيليين فى اسطورتهم حول القدس أن شعبهم بنى المدينة تاريخيا وبنى كذلك هيكل الملك سليمان قبل 10 آلاف عام فى القدس، وهى الحقيقة التاريخية التى ساقها ترامب فى خطابه، وهى أيضا الحقيقة التى لم يستطع الإسرائيليون إثباتها، فمنذ احتلال القدس عام 1967 وعلى مدار 50 عاما كاملة قامت السلطات الإسرائيلية المتعاقبة بعمل حفائر أسفل المسجد الأقصى ولم يستطيعوا العثور على أثر واحد يهودى يثبت أسطورتهم التاريخية المزعومة.
5- الإسرائيليين بنوا دولة متسامحة مع كل الأديان
قال ترامب إن الإسرائيليون بنوا دولة تسمح لاتباع جميع الديانات بممارسة طقوسهم بحرية، وهذه أكذوبة أخرى، فقد بنى الإسرائيليون دولة ترهب من ليسوا يهودا طوال الوقت، وليس أكثر دلالة من ذلك على عمليات الاقتحام المتتالية لإسرائيليين للمسجد الأقصى عنوة ومحاولة إقامة الصلاة اليهودية داخل المسجد الأقصى، وكذلك القوانين التى صدرت لمضايقة المسلمين مثل قانون منع الأذان فى مدينة القدس والذى اتخذ أوائل عام 2017، والكم الكبير من الاعتداءات المتطرفة على المسلمين أثناء أدائهم صلواتهم عبر جنود إسرئيليين، والتى كان أشهرها مذبحة الحرم الإبراهيمى والتى أطلق فيها الجندى الإسرائيلى باروخ جولد شتاين النار على المصلين فى الحرم الإبراهيمى بمدينة الخليل مما أسفر عن وفاة 59 فلسطينيا.
اليوم مازال قبر باروخ جولد شتاين فى مستطونة كريات أربع، مزارا إسرائيليا هاما لليمينين المتطرفين، فى حين يقول ترامب أن الإسرائيليين بنوا دولة متسامحة مع كل الأديان.
6- إسرائيل واحة الديمقراطية
من ضمن ما قاله ترامب أن إسرائيل هى واحة الديمقراطية فى المنطقة العربية، وهى أكذوبة أمريكية قديمة طالما تم ترديدها، فالحقيقة أن الديمقراطية لا تقوم أبدا على استعباد شعب آخر واقتلاع أراضيه وهدم منازله ومصادرتها، ومنعه من حقه فى تقرير مصيره، وكذلك تصنف المواطنين حسب انتماءاتهم، كما أنها تطبق سياسة "الفصل العنصرى" بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وتقيم جدرانا عازلة تمنع العرب من حرية التنقل والحركة والسفر بل والعلاج.
7- نقل السفارة إلى القدس سيكون مؤشرا على نجاح عملية السلام
من الأمور المضحكة التى ساقها ترامب فى خطابه أن نقل السفارة إلى القدس سيكون مؤشر على نجاح عملية السلام، وهو أمر غريب حقا فنقل السفارة إلى القدس هو دليل على فشل عملية السلام والسبب الرئيسى هو التحيز الأمريكى الواضح لمصلحة إسرائيل بغض النظر عن أى حقوق تاريخية للفلسطينيين.
8 – القرار لا يمس عملية السلام والتسوية الأخيرة
فى كلمته قال ترامب إن قرار نقل السفارة الأمريكية إلى القدس لا يمس عملية السلام والتسوية الأخيرة، وهذا أمر غير صائب أيضا، فبنود اتفاقية أوسلو للسلام الموقعة فى 13 سبتمبر 1993 نصت على أن تشمل عملية التسوية الأخيرة ومفاوضات الوضع الدائم مناقشة عدد من الأمور المعلقة وأهما وضع مدينة "القدس" بهدف الوصول لتسوية دائمة، لكن قرار ترامب ببساطة استبق التسوية الأخيرة ومفاوضاتها المنتظرة منذ 25 عاما حتى اليوم، وقرر أن تؤول القدس بكاملها إلى الإسرائيليين.