10 معلومات لا تعرفها عن «ابن سينا» الذي يحتفي جوجل بذكرى ميلاده اليوم.. تقرير
احتفل محرك البحث الأشهر عالميًا "جوجل" بالذكرى 1038 لميلاد ابن سينا، باعتباره أحد أبرز رموز شهر أغسطس، وابن "سينا" اسمه بالكامل "على الحسين بن عبد الله بن الحسن بن على بن سينا"، وهو عالم وطبيب مسلم من بخارى، اشتهر بالطب والفلسفة واشتغل بهما، وولد فى قرية أفشنة بالقرب من بخارى (فى أوزبكستان حاليًا) من أب من مدينة بلخ (فى أفغانستان حاليًا)، وأم قروية.
ولد ابن سينا، يوم 22 أغسطس سنة 370 هـ (980م) وتوفى فى همدان (فى إيران حاليًا) يوم 21 يونيو سنة 427 هـ (1037م)، وعُرف باسم الشيخ الرئيس، وسماه الغربيون بأمير الأطباء وأبو الطب الحديث فى العصور الوسطى، وقد ألّف 200 كتابًا فى مواضيع مختلفة، العديد منها يركّز على الفلسفة والطب.
ويُعد "ابن سينا"، من أول من كتب عن الطب فى العالم ولقد اتبع نهج أو أسلوب أبقراط وجالينوس، وأشهر أعماله كتاب القانون فى الطب الذى ظل لسبعة قرون متوالية المرجع الرئيسى فى علم الطب، وبقى كتابه (القانون فى الطب) العمدة فى تعليم هذا الفن حتى أواسط القرن السابع عشر فى جامعات أوروبا، كما يُعد "ابن سينا"، أول من وصف التهاب السحايا الأولى وصفًا صحيحًا، ووصف أسباب اليرقان، ووصف أعراض حصى المثانة، وانتبه إلى أثر المعالجة النفسية فى الشفاء، وكتاب الشفاء.
كان والد "ابن سينا"، شخصية ذات منصب فى دولة السامانيين وأرسله إلى مدرسة بخارى ليدرس هناك جيدًا، وكان أخوه ووالدته متأثران بالإسماعيلية، لكن لم يتبعهما ابن سينا، ورحل إلى مدينة بُخارى وهناك التحق ببلاط السلطان نوح بن منصور السامانى، الذى اسند إليه متابعة الأعمال المالية للسلطان.
وفى بخارى بدأ ابن سينا رحلة تلقى العلوم، حيث حفظ القرآن بأكمله وعمره لم يتجاوز العاشرة، ثم تلقى علوم الفقه والأدب والفلسفة والطب، ويُذكر أن "ابن سينا" درس على يد عالم بُخارى متخصص بعلوم الفلسفة والمنطق اسمه "أبو عبد الله النائلى" وهو من الفلاسفة، فأحسن إليه والده واستضافه وطلب إليه أن يلقن ابنه شيئًا من علومه، فما كان من هذا العالم إلا أن تفرغ لتلميذه، وأخذ عليه دروسًا من كتاب المدخل إلى علم المنطق المعروف باسم "إيساجوجى".
وكان النائلى شديد الإعجاب بتلميذه "ابن سينا"، حين وجده يجيب على الأسئلة المنطقية المحورية إجابات صائبة تكاد لا تخطر على بال معلمه، واستمر "ابن سينا" مع معلمه إلى أن غادر هذا المعلم بلدة بخارى، وبدأ نبوغ ابن سينا منذ صغره، إذ يحكى أنه قام وهو لم يتجاوز الثامنة عشر بعلاج السلطان نوح بن منصور السامانى، وكانت هذه هى الفرصة الذهبية التى سمحت لابن سينا بالالتحاق، ببلاط السلطان ووضعت مكتبته الخاصة تحت تصرف ابن سينا.
وكان ابن سينا محبًا للترحال لطلب العلم، حيث رحل إلى خوارزم وهناك مكث 10 سنوات، ثم تنقل بين البلاد، وسافر إلى همدان وهناك مكث 9 سنوات ثم توفى هناك، ويعتبر الفكر الفلسفى لأبى على ابن سينا، امتدادًا لفكر الفارابى، وقد أخذ عن الفارابى فلسفته الطبيعية وفلسفته الإلهية أى تصوره للموجودات وتصوره للوجود وأخذ منه على الأخص نظرية الصدور وطوّر نظرية النفس وهو أكثر ما عنى به، كما صاغ برهان الصديقين الشهير فى إثبات وجود الله، فيما يدعى مخالفوه أنه كان يقول بنفس المبادئ التى كان الفارابى من قبله ينادى بها، بأن العالم قديم أزلى وغير مخلوق، وأن الله يعلم الكليات لا الجزئيات، ونفى أن الأجسام تقوم مع الأرواح فى يوم القيامة.
وتكمن أهمية ابن سينا الفلسفية فى نظريته فى النفس وأفكاره فى فلسفة النفس، ومقدمات ابن سينا فى النفس هى مقدمات أرسطية، وتعريف ابن سينا للنفس هو "النفس كمال أول لجسم طبيعى آلى ذى حياة بالقوة أى من جهة ما يتولد (وهذا مبدأ القوة المولدة) ويربو (وهذا مبدأ القوة المنمية) ويتغذى (وهذا مبدأ القوة الغاذية)، وذلك كله ما يسميه بالنفس النباتية، وهى كمال أول من جهة ما يدرك الجزئيات ويتحرك بالإرادة وهذا ما يسميه بالنفس الحيوانية، وهى كمال أول من جهة ما يدرك الكليات ويعقل بالاختيار الفكرى وهذا ما يسميه النفس الإنسانية".