سيطرت حالة من الغضب على ركاب أتوبيسات النقل العام، إثر تلقيهم الخبر المفاجئ بزيادة تعريفة تذكرة الأتوبيسات نصف جنيه، ليصل بذلك سعر تذكرة الأتوبيس الأحمر إلى جنيه ونصف بدلا من جنيه بزيادة 50%، أما الأزرق فزادت تعريفته من جنيهين إلى جنيهين ونصف بزيادة 25%، وهو ما قوبل بعبارات الاستنكار من الركاب على شاكلة "كفاياكم زيادات"، و"الضرب في الميت حرام".

استقلت وشاركت المواطنين رحلتهم في أحد أتوبيسات النقل العام، والمتجه في خط "المنيب – ميدان لبنان"، واستمعت للراكب محمود عتمان، الذي يستقل هذا الأتوبيس كعادته الأسبوعية، في طريقه لزيارة والدته، ليعرب عن غضبه من الزيادة، قائلا: "أرفض هذه الزيادات التي تكوي جيوب الغلابة، خاصة أننا نلجأ لأتوبيسات هيئة النقل العام هربًا من جشع سائقي الميكروباص، الذين يقومون بتقسيم الخط الواحد إلى 3 توصيلات بهدف التربح، وهيئة النقل العام لا تطبق الزيادات إلا في أيام العطلات الرسمية مثل الجمعة والسبت"، مشيرا إلى أن الدولة أصبحت تفاجئ المواطنين بقرارات تغيير الأسعار صباح الجمعة، سواء كان زيادة تذاكر المترو، أو زيادة الكهرباء، أو زيادة البنزين، واليوم زيادة أسعار أتوبيسات النقل العام.

وأضاف "عتمان": "الناس تخرج من عملها يوم الخميس للعطلة، ويوم السبت أو الأحد تنتظر الزيادات حتى يقعوا تحت الأمر الواقع ويكون الرد على اعتراضهم (القرار من إمبارح)، الضرب في الميت حرام، هنجيب منين ونروح فين إحنا وأولادنا.. الحكومة بتستغلنا وتتاجر فينا للتربح على حساب جيوب الغلابة".

أما تامر شعبان، وهو شاب في الأربعين، فقال: "أنا لست ضد الزيادة والزيادة طبيعية ومنطقية وغير مؤثرة بسبب ارتفاع أسعار الوقود، ولكن أطالب الحكومة برفع المرتبات مثل رفع الأسعار والمواصلات"، وعبر طه القاضي الذي يبلغ 60 عاما، عن غضبه من الزيادة المفاجئة، موضحا أنه لا يستقل أي وسيلة مواصلات سوى أتوبيسات النقل العام، لأن سعرها مناسب مع معاشه، وبعيدا عن استغلال سائقي الميكروباصات للمواطنين الذين يرفعون الأجرة "حسب مزاجهم" على حد قوله، ولا يلتزمون بالتعريفة، موضحًا أنه سيضطر لدفع زيادة قدرها جنيهان، حيث يستقل أتوبيسين للذهاب إلى مشواره ومثلهما في العودة.

والتقت "البوابة نيوز" أحمد السيد، كمسري الأتوبيس، الذي أكد أن هيئة النقل العام أبلغتهم بالقرار في الساعات الأولى من صباح الجمعة، وبدأوا في تطبيق القرار مع انطلاق أول أتوبيس في الخامسة صباحا، مشيرًا إلى أن التذكرة زادت قيمتها على الخط الذي يعمل عليه إلى جنيهين ونصف بدلًا من جنيهين.

وأضاف الكمسري: "سواقين النقل العام والكمسرية أيضا كانوا ضمن الذين صدموا بالقرار مثلهم مثل باقي المواطنين، والركاب غضبوا وبدا على وجوههم الغضب بعد علمهم بالقرار، حيث أقوم بإبلاغ الركاب بالزيادة عند قدومهم للأتوبيس وقبل انطلاقه، وأعلمهم بسعر التذكرة الجديد المدون على التذكرة".

وتابع أحمد السيد، كمسري الأتوبيس، الذي واجه غضب الركاب من الزيادة المفاجئة: "بعض المواطنين كانوا يفتعلون المشاكل عقب علمهم برفع التعريفة، وبعضهم قام بالنزول من الأتوبيس، ومنهم من كان يريد التعدي علي، إلا أن بعض المواطنين يقفون بجانبي قائلين (الكمسري ملهوش ذنب ده واحد بينفذ شغله هو مش بإيده حاجة)".