3 تسهيلات من "الإسكان" للمصريين في الخارج لشراء الأراضي ..تقرير
لم يكد عبد الله الحفناوي المصري المقيم في السعودية منذ خمس سنوات ويعمل مسئول علاقات عامة في إحدى الشركات، يستوعب خسارته بعد قراره بتحويل دولارات إلى جنيه مصري وقتما كان الدولار بثمانية جنيهات، إلا وقررت وزارتي الإسكان والهجرة توفير المزيد من التسهيلات، أمس الثلاثاء، للمصريين المقيمين في الخارج الراغبين في شراء أراض وعقارات في مصر، تحديدًا في العاصمة الإدارية الجديدة".
تبدأ قصة "الحفناوي" الشاب الثلاثيني، منذ قرر أن يشارك في القرعة التي توفرها الحكومة للمصريين في الخارج لشراء أراضي داخل مصر من باب توفير شيء يعتمد عليه حال قرر العودة.
ويقول: "أطلعت على الشروط وقمت بتحويل المبلغ المادي المطلوب إلى مصري لكنني فشلت في الحصول على الأرض واضطررت بعد ذلك لإعادة الفلوس إلى دولارات ولكن بعدما رفع سعره إلى 18 جنيها".
ويتابع: "خسرت مبلغ ضخم في هذه التحويلات، وبالتأكيد فقدت الثقة ولن أكرر التجربة".الخسارة ليست وحدها التي دفعت "الحفناوي" للعزوف عن التسهيلات التي وفرتها الوزارتين، إذ قال إنه بعد تقديمه لثلاث مرات اكتشف أن الأمر يتم إدارته بـ"الكوسة"، متابعًا: "مش متخيل أن خمسة من أسرة وحدة نجحوا في الفوز بالقرعة وأنا لا".
وأضاف:"حزمة التسهيلات التي وفرتها وزارة الهجرة والإسكان لنا كمصريين في الخارج غير كافية ونحتاج مندوبا لوزارة الإسكان في كل سفارة لإمكانية التقديم من الخارج أو توفير التقديم الإلكتروني".
وكانت الوزارة قد اعتمدت على طرح أرقام حسابات بنكية يتم تحويل عليها المبالغ المالية للشراء وهي الآلية التي انتقدها "الحفناوي" ووصفها بـ"الصعبة".
واشتكى "الحفناوي" من عدم دعم سعر المتر الذي تطرحه الحكومة لهم بالرغم من كونها توفر لهم قطع في قرى مميزة".
أصدقاء آخرين للشاب المصري لم يقدموا على خطوة الشراء من الأساس، ويقول عنهم "الحفناوي": "يحكون لي إنهم لا يثقون في أي مشروع تطرحه الحكومة".
على العكس كان يقول محمد عشري، في آواخر العقد الثاني، ومقيم في الإمارات منذ 7 سنوات، إن الحياة خارج مصر تمثل له حالة من الحنين إلى الوطن، ويتمنى بشكل متواصل أن تبقى الدولة في أحسن حال، بقوله: "أي واحد في الغربة نفسه مصر تبقى أحسن من البلد اللي مقيم فيها".يشيد "عشري" الذي يعمل في إحدى الشركات، بقرار تخصيص نسبة من الوحدات بالحي السكني الأول بالعاصمة الإدارية الجديدة للمصريين بالخارج، متوقعًا أن يكون ذلك إضافة قوية وتقدير لنا، متمنيًا أن يكون مشروع العاصمة واجهة جديدة مشرفة لمصر.
ويتابع: "تخصيص وحدات للمغتربين دا أكبر دليل أننا في القلب"، هكذا يعبر عشري عن سعادته من قرارات الدولة تجاههم والاهتمام بهم وهم في الخارج، ويطالب أن تكون الإجراءات واضحة وغير معقدة ومرنة ومنشورة بشكل صحيح، حتى يتمكن من التقديم على وحدة سكنية.
سامح فريد، صحفي، مقيم في الكويت منذ 8 سنوات، يشيد برؤية الحكومة المصرية بالنظر على المغتربين، الذي وصفه بأنه أمر جيد، لاسيما أن المغتربين طالما عانوا من التهميش وعدم الاهتمام بهم إلا أن الوضع نسبيًا تغير في السنوات السابقة خاصة في القطاع العقاري بتحديد طروحات خاصة بهم في مختلف الاماكن،ويرى "فريد" أن قرار تخصيص جزء من الوحدات السكنية في العاصمة الإدارية لهم أمر إيجابي، ويتمنى من وزارة الاستثمار في السماح للمغتربين باستقدام سيارات مخفضة التعريفة الجمركية بما يعود بالنفع على الاقتصاد المصري المستفيد من جلب عملة صعبة وعلى الجاليات المصرية بالخارج باعتبار ذلك حق أصيل لهم.