4 أسباب وراء عدم توفر الدواء في المستشفيات الحكومية..تقرير
محاطون بذل الفقر و«الحوجة».. يتوجهون للمستشفيات الحكومية الفقيرة فى كل شىء؛ العناية، حسن المعاملة، الكفاءة والآن العلاج.. تعددت الشكاوى مؤخرًا من عدم توفر العديد من أصناف الدواء بالكثير من المستشفيات، واضطرار المرضى لشراء حتى «السرنجة» من الخارج.. من داخل المستشفيات وعلى لسان المرضى تنقل لكم جوانب المعاناة.
"قصر العينى" ومرارة الانتظار
فى البداية، دخلنا مستشفى «قصر العينى» لمعرفة الوضع هناك، والتقينا لطفى محمد، فى العقد الخامس من عمره ومريض بالقلب، قال: إنه يعانى مرارة انتظار توفير دواء يمثل له أهمية شديدة، ويسمى بـ «الجوسبرين ٨١»، لافتًا إلى أنه اعتاد عدم توفره بالمستشفى أو حتى الصيدليات وأصبح يعانى أزمة نقص منذ عام.
وأضاف محمد، الذى يجلس على سرير العلاج فى قسم القلب، ويبحث عن دواء «الجوسبرين ٨١» منذ ٦ أشهر دون نتيجة، رغم رخص سعره الذى لم يتخط الخمسة عشر جنيها، أنه حتى يخرج من ذلك المأزق لجأ إلى «أهل الخير» من المصريين المغتربين بالسعودية، الذين استطاعوا توفيره وإرساله له.
وتابع أنه يحتاج إلى نوع آخر من الأقراص المُدرة للبول وتسمى بـ «زاروكسلين ٥ مجم»، موضحًا أن هذا النوع وصفه له رئيس وحدة عضلة القلب بمستشفى قصر العينى، وأن هذا الدواء تتناوله الحالات الأكثر خطورة، والتى دائمًا ما تتعرض لتكون مياه على الرئة بسبب ضعف عضلة القلب.
ولفت إلى أن هذا النوع أيضًا غير متوفر بالمستشفى، وحتى أشهر قليلة كان من السهل الحصول عليه من الصيدليات بسعر غال يصل إلى ٥٦٠ جنيها، والآن أصبح غير متوفر أو حتى بدائله.
«بولاق العام» دون أطباء أو علاج
الوضع بمستشفى «بولاق الدكرور العام»، لم يتغير كثيرًا عن قصر العينى، ولكنه كان أسوأ، حيث لم نجد هناك أى أطباء لسؤالهم عن الأزمة.
مها أحمد، ربة منزل وتتردد على المستشفى للعلاج من تأخر الإنجاب، أوضحت أن الطبيب بالمستشفى كتب لها ٣ أنواع من الحقن، الاثنان الأكثر تأثيرًا فى علاجها لم تستطع الوصول إليهما لعدم توافرهما، بالإضافة إلى نوع آخر من الدواء لتثبيت الحمل، مشيرة إلى أنها قامت بالبحث عنه فى أغلب الصيدليات ولم تجده. وعبرت المريضة عن استيائها الشديد لنقص الأدوية، قائلة: «حاجة تضايق إحنا مش مطالبين ندور ونشحت الأدوية أو نشوف أى حد عايش بره يجبلنا اللى عايزينه، أمال المسئولين مهمتهم إيه؟».
مستشفى بلا «سرنجة»
سيد حسن، مريض فى العقد الرابع من عمره، أضاف: «إحنا بنروح المستشفى الحكومي علشان الدواء، لأن الدكاترة معندهاش خبرة، بس العلاج بيكون فعال وبيجيب نتيجة، ولما أجى وملاقيش العلاج أجى ليه وأدفع تذاكر واستنى دورى؟». «طبيبة بقصر العينى رفضت ذكر اسمها، أوضحت أن أغلب أنواع الأدوية التى تعانى النقص داخل المستشفى، هى المضادات الحيوية وعلاجات التشنجات، بالإضافة إلى المحاليل، كاشفة أن وزارة الصحة تقوم بتوفير الأدوية غير الفعالة بالمستشفيات.
ووصفت حال الصحة بـ«خربانة» وأن مصر أصبحت بلا طب، مشيرة إلى أن كثيرا من المرضى يموتون بالمستشفيات لعدم توفر الأجهزة أو العلاج، فى الوقت الذى لم يستطيعوا فيه شراء حقن سعرها يتخطى الألف جنيه.