4 أسباب وراء دمج ذوي الاحتياجات الخاصة في المدارس.. تقرير
أثار القرار الخاص بالدمج التربوي لذوي الاحتياجات الخاصة ردود أفعال واسعة من قِبل الخبراء، مشيرين إلى صعوباتٍ تواجه التنفيذ تتعلق بضعف الإمكانيات التكنولوجية والتربوية التى تؤهل لإتمام المهمة بنجاح.
يقول خبير التعليم محمد زهران: إن الهدف من هذا القرار أن الطلاب الذين لديهم إعاقة بسيطة يستطيعون أن يكتسبوا خبرات حياتية وسلوكيات من الطلبة العادين، وهذا هو الهدف من الدمج، لكن الموضوع بدأ يأخذ شكلًا آخر من أولياء الأمور عن طريق إدخال أعداد كبيرة من أولادهم مع الطلاب الأسوياء كنوع من الإنكار أو عدم الاعتراف بأن أبناءهم ذوو إعاقة.
وتابع: الأمر الذى ساعد على زيادة أعداد ذوى الاحتياجات فى المدارس، وسط غياب ضوابط تنظم أعداد الطلاب المقبولين وتحدد الذين يستحقون الدمج، واشتراطاتهم والنسبة المحددة بما يتمشى مع قدرات المدارس البشرية والفنية.
وأضاف زهران: من ضمن المشاكل أن المعلمين الذين يعلمون الطلبة العاديين غير مؤهلين للتعامل مع الإعاقات المختلفة، ما ينذر بفشل التطبيق، وإذا كان تم تدريبهم فقد تم تدريبهم على أساسيات الدمج وليس على النواحي التخصصية بالنسبة للدمج، لذلك لا بد من وجود ضوابط ومعايير دقيقة لاختيار هؤلاء الطلاب، ومن ثم لن تكون هناك مشكلة.
فى السياق نفسه يقول خبير التعليم كمال معيث: فتح هذا الموضوع من قبل وزارة التربية والتعليم الآن؛ لأنها لا تمتلك العدد الكافي من الاختبارات لهؤلاء الطلبة لتحديد نسبة الإعاقة.
وأضاف مغيث أن القرار الوزاري قام بتحديد نسبة السمع والإبصار والذكاء، لكن هل يتم الالتزام بهذه النسب التى تم تحديدها من قبل الوزارة، وقد قمنا بإجراء استطلاع رأي للمعلمين عن الدمج فقالوا: إن المشكلة فى التطبيق، حيث إن مصادر المعرفة تكون في وسائل تعليمية خاصة لطلاب الدمج وفي أدوات وأجهزة ومجسمات يستخدمها طلاب الدمج، لكن هذا الكلام لا يتم على أرض الواقع؛ لأن طالب الدمج يظل موجودًا فى الفصل مع الأسوياء ولا يذهب لحجرات مصادر المعرفة.
وتابع: لكن لكي نتأكد أن الدمج تم بشكل صحيح يجب علينا أن نسأل كم مدرسة لديها حجرات لمصادر المعرفة، وكم مدرسة لديها معلم متخصص للتعامل مع الدمج والإعاقات المختلفة، أيضًا هناك دورة لتأهل المعلمين للتعامل مع طلاب الدمج لكن هذه الدورة تتحدث عن أساسيات الدمج وليس عن كيفية وآلية التعامل مع أطفال الدمج فى كل تخصص.
وأوضح أنه بعد نهاية المرحلة الثانوية هناك طالب لديه نسبة ذكاء أقل من أقرانه فماذا سيكون وضعه في الكلية، هل سيأخذ مناهج وأسلوب امتحانات مختلفًا عن زميله ثم يتخرج ليصبح معه شهادة يتعامل بها مثلما يتعامل الأسوياء، كان يجب أن يكون هناك تنسيق بين وزارتي التربية والتعليم، والتعليم العالي؛ لوضع تصور واضح لمسيرة هذا الطالب بعد نهاية المرحلة الثانوية وفي الجامعة، لكن لم يتحدث أحد فى هذه الجزئية من قبل، لذا كان لا بد من دراسة مستقبلية ومناقشة الفكرة قبل إقرار الدمج.
ويرى الدكتور جمال فرويز، أستاذ الطب النفسي بجامعة القاهرة، حول إمكانية الدمج أن هذا يتوقف على حسب نوع الإصابة والإعاقة، فإذا كانت عضلية أو عصبية فهذا ليس لديه أي مشكلة أن يتعايش مع الأسوياء ما دامت القدرات العقلية سليمة، أما إذا كان عنده قصور عقلي فسوف يكون هناك تأثير عكسي على الطرفين؛ لأن هذه فترة تقليد، فسوف يكون هناك تأثير عكسي وسلبي على الجميع.
واختتم "فرويز": أن مثل هذه القرارات حتى وإن كانت هدفها نبيلًا فلا بد من التأني والتشاور مع الخبراء والمختصين قبل إصدارها ومعرفة كل أبعادها حتى تحقق الهدف المرجوّ منها وألا تشكل نتيجة عكسية على المجتمع.