4 إيجابيات من زيارة الرئيس الفرنسي وزوجته لمعبد أبو سمبل .. تقرير
عندما يزور رئيس إحدى الدول الكبرى مقصدا سياحيا مصريا، فتأكد أن كل أنظار العالم ستتجه لك، لترى عظمة تلك الدولة بما تملكه من إمكانيات، تمكنها من التربع على عرش السياحة العالمية، فمع بدايات العام 2019 والذى يشهد انتعاشة سياحية غير مسبوقة يأتى الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون ليختار معبد أبوسمبل بأسوان ليكون أول محطات زيارته لمصر.
تلك الزيارة تعنى الكثير بالنسبة للسياحة المصرية، فصور الرئيس الفرنسى التى انتشرت له داخل المعبد فى كافة وسائل الإعلام العالمية هى دعاية تساوى ملايين الدولارات، تلك الدعاية الإيجابية تثبت فى الأذهان أفضل من غيرها، وتوجه رسائل غير مباشرة بأمن الدولة المصرية، وتفردها بالسياحة الثقافية التى لن تجد لها مثيل إلا فى أرض الفراعنة. وتأتى زيارة الرئيس الفرنسى للمعبد للاحتفال بالذكرى الخمسين لإنقاذه من الغرق تحت مياه نهر النيل، فى حين تمثل رسالة قوية من الرئيس شخصيا للشعب الفرنسى ودعوة لزيارة مصر والإستمتاع بالآثار الفرعونية، وأن الأوضاع فى مصر مستقرة. وأرجع الخبير السياحي عاطف بكر عجلان ذلك إلى عشق الفرنسيين للثقافة المصرية والفرعونية، والذى يتابع بولع كافة الإكتشافات الأثرية فى مصر والتى حدثت مؤخرا، ولازالت مستمرة فى كل مكان بأرض المحروسة. وبلغت أعلى معدلات السياحة الفرنسية لمصر فى عام الذروة 2010، حيث زار مصر وقتها وفقا للسفارة الفرنسية بالقاهرة حوالى مليون سائح فرنسى فى مصر، إلا أن الأحداث التى مرت بها مصر منذ 2011 أدت إلى انخفاض الأعداد، ومن العام 2014 و2015 بدأت عودة السياحة الفرنسية ولكن بشكل بطىء. ولكن هناك توقعات بأن تؤدى زيارة ماكرون الحالية إلى ارتفاعها مجددا للمليون سائح خلال العام الجارى، خاصة أن العام الحالى شهد تسيير خطوط طيران جديدة بين مصر وفرنسا، منها خط طيران جديد شارتر بين مدينة ليون الفرنسية والغردقة، وذلك فى إطار دعم فرنساىلعودة السياحة إلى مصر. عشق السائح الفرنسى للآثار المصرية والرغبة فى عودة السياحة لمصر لسابق عهدها تفرض على الشركات تقديم برامج تتوافق واحتياجات السائح الفرنسى، تلك البرامج قد تمزج بين اكثر من مقصد سياحى واحد وسيساهم افتتاح مطار سفنكس فى منطقة الأهرامات تنفيذ ذلك بسهولة، فمثلا قد تشمل الرحلات قضاء ليلة في القاهرة لزيارة المعالم الاثرية ثم السفر الى الأقصر واسوان عبر مطار سفنكس لقضاء باقي أيام البرنامج في زيارة المعالم الاثرية هناك، أو إعداد برامج سياحية نيلية من خلال رحلات "النايل كروز" التي يعشقها أيضا السائح الفرنسي. وتكمن أهمية السياحة الفرنسية لمصر فى أن اغلبها سياحة ثقافية، وهى كما وصفها ثروت العجمى مستشار غرفة الشركات السياحية بالأقصر سياحة ذات مستوى انفاق عالى، وبالتالى فإن عائدها كبيرا جدا مقارنة بالسياحة الشاطئية، لذلك يجب استخدام زيارة الرئيس الفرنسى بشكل جيد فى إعادة السائح الفرنسى مجددا. تلك الزيارة التى قام بها ماكرون حملت آمالا كبيرة للعاملين بقطاع السياحة، حيث شدد العجمى على أن هناك ترقبا لأن تشهد السياحة الفرنسية طفرة كبيرة بعد هذه الزيارة، وانتعاش للسياحة الثقافية، لافتا إلى أن الفرنسيين يعشقون الآثار المصرية والفرعونية. ولفت العجمى فى تصريحات لليوم السابع إلى أن ماكرون ليس الأول حيث أن أغلب الرؤساء الفرنسيين قاموا بزيارة الأقصر والمعابد الفرعونية، من ضمنهم فاليري جيسكار ديستان وفرانسوا ميتران ونيكولا ساركوزي، موضحا أن هناك اهتمام فرنسى كبير بالأثار المصرية ولديهم بعثات قائمة فى الأقصر متخصصة فى الإكتشافات الأثرية، ولديهم إقامة دائمة ومجهزة بجوار معبد الكرنك.