رحل صباح اليوم عن عالمنا الطبيب والكاتب الصحفي محمد أبو الغيط، بعد صراع طويل مع مرض السرطان، عن عمر يناهز الـ 34 عاما، تاركا زوجة وطفل صغير لا يتعدى عمره الـ 6 سنوات، وأصدقاء كثيرة فقدوه، حيث كان خبر وفاته صدمة لكل المحيطين.

محمد أبو الغيط

وكانت زوجة محمد أبو الغيط كتبت صباح اليوم على صفحتها الشخصية  بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، خبر وفاة الدكتور والكاتب الصحفي محمد أبو الغيط، قائلة: إنا لله وإنا إليه راجعون، انتقل إلى رحمة الله تعالى زوجي حبيبي محمد أبو الغيط بعد مقاومة باسلة ضد مرض السرطان.. الرجاء الدعاء له بالرحمة والمغفرة ولنا بالصبر الجميل.

محمد أبو الغيط الصحفي

وعن  محمد أبو الغيط الصحفي، فهو كان يحب كثيرا الكتابة وعمل في  الصحافة الاستقصائية، فكان من أبرز التحقيقات التي قدمها، شملت انتهاكات حقوق الإنسان، وأيضا قضايا تجارة السلاح الدولية، وليس ذلك فقط بل دخل جحر جماعات التطرف ونسج منها تحقيقات استقصائية، كما كان لديه تحقيقات في الفساد وتتبع الأموال، كما أنه عمل مشرفا على إنتاج تحقيقات لصالح عدة مؤسسات.

ولم يكتفي محمد أبو الغيط بالكتابة الصحفية، بل قام بالدخول في مجال الإنتاج التليفزيوني لقنوات عربية وأجنبية، وأيضا عمل في مجال الراديو كمذيع، كان يفعل كل هذا وهو يعاني من مرض السرطان، فكان دائما محاربا له.

حصل على جائزة هيكل في تحقيقاته الاستقصائية عن قضايا سوريا واليمن في سبتمبر 2021، وأرسل فيديو مسجل خلال الحفل، قائلا فيه: تشرفت اليوم باختياري فائزًا بجائزة مؤسسة هيكل للصحافة العربية، أولا لأنها جائزة مصرية، وثانيًا لارتباطها بالأستاذ هيكل رحمة الله، وثالثا لسبب شخصي وهي أنها تأتي في تلك اللحظة التي أمر بها بأزمة صحية، ولا تقل أهمية الدعم المعنوي فيها عن العلاج والأدوية.

أول كتابة قراءة كان للكاتب الصحفي حسنين هيكل، خلال المرحلة الإعدادية، فمن ضمن الدروس التي تعلمها من "هيكل" هي أن الصحفي ليس ناقل للخبر ولكن له دور أكبر من خلال البحث والتحليل والتأكد من صحة الأخبار.

واختتم كلمته قائلا" أكرر الشكر لكم جميعًا وأعدكم أن نواصل معا طريق البحث عن الحقيقة والحق".

 محمد أبو الغيط أنا قادم أيها الضوء

وأصدر محمد أبو الغيط كتاب بعنوان أنا قادم أيها الضوء الصادر عن دار النشر "الشروق"، يكشف فيه عن روحه المقاتلة والعزيمة والمثابرة، وأيضا حكمة المتأمل، وقد نشرت دار الشروق فصل من كتابه بعنوان "لماذا أكتب؟"، وبدء الفصل:

أكتب لأن الكتابة هي أثري في الحياة، هي أهراماتي الخاصة، فإلى متى ستبقى منتصبة من بعدي؟.. الكتابة هي محاولتي لمغالبة الزمن والموت بأن يبقى اسمي أطول من عدد سنوات حياتي التافهة مقارنة بعمر الكون الشاسع المقدر حاليا بـ 14 مليار سنة.

أعرف أني مهما عشت فإن حياتي، والعالم كله، كذرة غبار لا تُرى على شاطئ ذلك الكون الفسيح. لكن الكتابة قد تجعل ذرتي ألمع بين باقي الذرات على الأقل.. هذه صيحتي: محمد أبو الغيط مرَّ من هنا!».

من هو الدكتور محمد أبو الغيط؟

وفيما يخص  من هو الدكتور محمد أبو الغيط؟، فهو أحد الشباب المصريين الذين يعملون بجد وإخلاص من أجل البلد، ترك مجال الطب، وتخصص في الصحافة الاستقصائية، وذلك من أجل إيصال الحقيقة إلى الناس، فقد حصل على العديد من التكريمات كان آخرها خلال حفل ختام منتدى مصر للإعلام، تقديرا للأعمال الصحفية التي يقوم بها، إلا أنه لم يستطيع الحضور لظروفه الصحية، وقام بتسجيل فيديو عرض خلال الحفل يطلب من المتواجدين الصلاة والدعاء له من أجل تجاوز أزمته الحالية.

كما أنه طبيبًا من أبناء محافظة محافظة أسيوط، حيث درس الطب وتخرج من محافظته وعمل في القاهرة كطبيب، واختار الكتابة وعمله كصحفي لحصره على نقل الحقيقة إلى الناس.