التعليقات على 9 نقاط مضيئة بالندوة النقاشية لباحثات المدارس الألمانية.. تقرير مغلقة
1358
نشر الخبر عبر :
كريم جابر
مشهد مبهج للغاية لذهنك عندما ترى طالباتٍ لم تتخطى أعمارهن الـ 20 عاماً، يبحثن ويقرأن؛ بل ويقدمن بحوثًا نقدية لروايات كبار الكتاب ومسرحياتهم؛ بينهم الروائي العالمي نجيب محفوظ الحاصل على جائزة نوبل، ما هذه الثقة الرائعة، كيف لمهارات الصغيرات عمرًا والناضجات والمثقفات عقلًا وفكرًا، نقد نجيب محفوظ، بل وتقديم بحوث نقدية مذهلة!، ناهيك عن طريقة الإلقاء و تقديم ردودٍ مقنعة على أسئلة ونقد الحضور ومداخلاتهم!؛ بل ومناقشاتهن بعضهن بعضًا.
أتحدث هنا عزيزي القارىء عن طالبات المدرسة الألمانية للقديس شارل بورومي، المدرسة الرائعة نظمت ندوة نقاشية مساء أمس، وأيضاً الخميس الماضي، بمركز الجيزويت.
ويقول الدكتور أحمد سلام، المنسق الإقليمي اللغة العربية بالمدارس الألمانية بالمشرق، والمشرف الأكاديمي للباحثات: تقدم طالبات المدرسة الألمانية للقديس شارل بورومي أوراقًا بحثية متتابعة، وفق مواصفاتٍ دقيقةٍ للبحث الأدبي ومنهجيته؛ تطورت وصولًا إلى إشكالية بحثية معقدة؛ قوامها جانبين: أحدهما: فكري؛ عبر التشكيل الفكري للنص الأدبي، في ارتباطه بالجانب الآخر؛ وهو: التقنيات الفنية، في جدلية علاقة الفكر بالفن؛ تأثيرًا وتأثرًا، تطبيقًا على ثلاثة نصوص أدبية مطولة؛ الطريق لنجيب محفوظ، وشرق المتوسط لعبد الرحمن منيف، ونصٍّ ثالثٍ لأديب عربي مختلف، اعتمادًا على المنهج المقارن بين النصوص؛ ومن ثَمَّ الأدباء، وقد أخذت المقارنة المنحى التكاملي أو التفاضلي أو التمايزي.
وقد تضمنت قائمة الباحثات ثماني باحثات وثماني دراسات:
باحثات الأمسية الأولى:
1 – الباحثة/ نورين لطفي
الإشكالية البحثية: الإنسان المثقف ضحية أزمة مجتمعه أم ذاته –مستويات الوعي وأثرها- قراءة في شرق المتوسط والطريق ومقتل بائع الكتب لسعد رحيم.
"الثقافة العربية اليوم في مأزق وعند مفارق الطرق. المأزق الناشئ من حيرة الثقافة أو ربما شعورها بالعجز. فالثقافة العربية اليوم، و ثقافات أخرى في عالمنا متذبذبة بين: المع والضد، والوعي والغفلة، والموت والحياة.. في المجمل تنشأ الجدليات بين كل شىء وعكسه. فلذلك تختلف النتائج بين الحركية والسكونية".
2 – الباحثة/ هاجر سري
الإشكالية البحثية: المثالية والمادية؛ تذبذبٌ أم تحولٌ ناضجٌ في الوعي الإنساني؟! انعكاس ذلك على التشكيل الفني للشخصية الدرامية. قراءة في شرق المتوسط والطريق والملك هو الملك لسعد الله ونوس.
"ما بين المثالية والمادية والتذبذب بينهما -يُشَكِّل كل أديبٍ شخصياته ويطرح أفكاره ويرسم عوالمه، وحيث إن ذلك التذبذب الموجود دائمًا هو نوعٌ من التغيير فى الشخصية الانسانية؛ قد يؤدى بدوره إلى بناء للشخصية، وبالتالى إلى نضجٍ فى الوعى الإنسانى، أو على النقيض قد يؤدى إلى هدمها، وما يتبع ذلك من تأخرٍ وانحدارٍ".
– 3 الباحثة/ كرمة العنتبلي
الإشكالية البحثية: مستويات شخصية الأديب من خلال إبداعه؛ جدلية التقارب التكاملي من التباعد التفاضلي. قراءة في شرق المتوسط والطريق وحكايات الخبيئة لجمال الغيطاني.
"لكل منا شخصية، يكونها المرء على نهجه، أو تتكون هي على نهج غيره، إما أن نكتبها بإبداعنا، وإما نتبع فيها خطوات غيرنا، منا من يشبهنا في الحياة، ومنا من يمثل قطبنا الآخر".
– 4 الباحثة/ مريم صدقي
الإشكالية البحثية: الإنسان والبحث عن الوطن؛ جدلية الحقيقة والسراب في عكسها لمستويات الوعي وأنماط الشخصية الفنية، وتماسها بالواقع الآني. قراءة في شرق المتوسط والطريق ورجال في الشمس لغسان كنفاني.
"عليك أن تبقي في أرضك… فترك الأرض والهجرة إلي رغيف الخبز مصيره الهلاك.. ففي التجزر الحقيقي بالأرض كنز الهوية".
باحثات الأمسية الثانية:
– 1 الباحثة/ هنا يحيى
الإشكالية البحثية: السكونية والدينامية؛ انعكاسٌ لأحادية الصوت أم بولفونية السرد؛ عبر جدلية البقاء والارتحال؛ وعيًّا بالذات والآخر أم توهيمًا للذات وجهلًا بالآخر؟! قراءة في شرق المتوسط والطريق وآتٍ من الجنوب ليوسف الريحاني.
"الفراغ عدو البشر. بينما يمكن أن يؤدي لبدء فصلٍ جديدٍ في الحياة؛ فيكون دافعًا للحراك والدينامية والتغيير والتجدد، يؤدي ذلك الفراغ في أغلب الحالات إلي السكون التام واللجوء إلي التفاهة أو الماضي أو الخطيئة، وفي حالاتٍ أخري يؤدي إلي هدم الذات نفسيًا أو جسديًا أو كليهما معًا".
2 – الباحثة/ ياسمين أبوسعدة
الإشكالية البحثية: الإنسان في وعيه بالذات والزمكان؛ وعلاقة ذلك بالسرد الفني وبنية الحدث. قراءة في شرق المتوسط والطريق ووجع البعاد ليوسف القعيد.
"قال أرسطو: "معرفة نفسك هو بداية كل حكمة". الوعي بالذات أهم وسيلة في تقدم النفس، ويقال: إن أول خطوة نحو معالجة أي مشكلة؛ هي إدراك وجود تلك المشكلة. ومن خلال نظرية سيجموند فرويد للتحليل النفسي نري أيضًا كيف يؤثر ذلك الوعي النفسي علي تصرفات الشخصيات والإنسان بصفة عامة".
-3 الباحثة/ نور أشرف
الإشكالية البحثية: الرحلة والارتحال؛ جدلية الغربة والاغتراب، وقصدية التغيير أم التغيَّر [الشخصيات في علاقتها بالذات/ بالمكان/ بالآخر] قراءة في شرق المتوسط والطريق وعلي جناح التبريزي وتابعه قفة لألفريد فرج.
"الغربة حالٌ ما ينتهي… نولد وفيها نعيش… ما بين غريب في بلاده.. وبلاد كثيرة.. ما تخصني"[الغربة حال.. مبينتهيش…بنتولد وفيها نعيش… ما بين غريب جوا بلاده… وبلاد كتير.. ما تخصنيش]".
-4 الباحثة/ هيا سوكة
الإشكالية البحثية: السكونية والدينامية؛ وأثرهما على تشكيل الشخصية الفنية ومستويات الصراع الفني من الساكن إلى الواثب. قراءة في شرق المتوسط والطريق والفيل يا ملك الزمان لسعد الله ونوس.
"يقول الأديب العالمي نجيب محفوظ: "الخوف لا يمنع الموت، ولكنَّه يمنع الحياة".. أحيانًا لا يتذكر المرء الماضي لجماله، بل لبشاعة حاضره. فيستحضر الإنسان ماضيه ويتمسك به خوفًا مما يحمله المستقبل له، مما يؤثر علي شخصية الإنسان بين الدينامية والاستاتيكية".