أهم مشهد في تاريخ "محمد صلاح".. الفرعون الماسي!
مشهد نهار داخلي
مكتب مورينيو بستامفورد بريدج
لندن – ديسمبر 2014
يدخل محمد صلاح فيجد مورينيو جالسا على مكتبه وأمامه العديد من الصحف البريطانية، فيلقي نظرة على إحداها ليجدها "دايلي ميل" وعنوانها الرئيسي "صلاح فشل مع تشيلسي.. وسيرحل لا محالة".
يشير مورينيو لصلاح بالجلوس، فيجلس اللاعب بهدوء ولم ينزل عينيه عن مدربه.
– مورينيو: رأيتك متوترا على غير عادتك في التمرين الصباحي!
– يبتسم صلاح ابتسامة خفيفة، ويرد: أحاول دائما أن أحافظ على تركيزي.
– مورينيو: أعلم أن ما يشاع عن أخبار رحليك من تشيلسي يشغل تفكيرك، ولذلك طلبت الاجتماع معك بشكل شخصي.
– صلاح: يسعدني اهتمامك بي.
– مورينيو: رغم كل ما يشاع أود أن أؤكد لك أنني مازلت عند رأيي فيك، وإيماني بإمكانياتك، فأنت تتقدم خطوة بخطوة، وتتحسن وتحاول التأقلم مع الفريق،رغم قدومك من عالم مختلف ونوعية مختلفة من كرة القدم، فكما تعلم اللعب في ستامفورد بريدج لا يشبه إطلاقا اللاعب في بازل، فمع بازل كنت تلعب من أجل الاستمتاع ولا تمتلك أي شيء لتخسره".
– صلاح: أدرك هذا جيدا، وأنا لم آتي لتشيلسي إلا من أجلك، وأتذكر مكالمتك لي جيداً.
– مورينيو: وأنا عنيت كل كلمة أخبرتك بها في تلك المكالمة، وأضع أمام عيني قولك أنني سأكون لاعب هام لتشيلسي في المستقبل.
(فلاش باك)
مشهد ليل داخلي
فندق الإقامة ببازل
سويسرا – أواخر يناير 2014
صلاح يتحرك نحو هاتفه بعدما أعلن صوت الهاتف عن استلام رسالة، ينظر للرقم فيجده نفسه الذي لم يرد عليه منذ قليل، يقرأ رسالة منتهية باسم "جوزيه مورينو".
يحاول صلاح الاتصال بالرقم وفجأة يظهر الضجر على وجهه ويحكم قبضته على الهاتف بعصبية، بعد اكتشافه عدم دفع فاتورة شركة الاتصالات، وعلمه بعدم إمكانية الاتصال بمورينيو.
يهدأ صلاح نفسه قليلا، ويقرر إرسال رسالة لمورينو عبر "واتس آب" يطلب منه الاتصال به، وبالفعل يتصل المدرب البرتغالي في الحال.
– مورينيو: مرحبا صلاح، كيف حالك؟
– صلاح: بخير، وسعيد بحديثي إليك.
– مورينيو: تشيلسي؟
– صلاح: ماذا تقصد؟
– مورينو: أعلم أن أندية كثيرة ترغب في ضمك، ولكني أريدك معي في تشيلسي.
– صلاح: لا أعرف ماذا أقول، ولكن دعني أفكر قليلا.
– مورينيو: ليفربول نادي كبير ولكن إن أردت إنجازات فلتتبع مورينيو.
– صلاح: ولكن العرض مفاجئ وكبير، والاختيار بالنسبة إلي أصبح أكثر حيرة، لذلك أرغب في التفكير بشكل هادئ.
– مورينيو: أتوقع أنك تشك بأنني أود ضمك لتشيلسي لتضييق الخناق على ليفربول وحسب، ولكني متأكد أنك تدرك إمكانيتي في الفوز على أي فريق مهما احتوت صفوفه على نجوم.
– صلاح: شكك في محله، وما أنت متأكد منه أدركه جيدا.
– مورينيو: ليس الأمر كذلك، فأنا مقتنع بإمكانياتك وأتابعك باستمرار من خلال مبارياتك مع بازل، ما دفعني للتقدم بطلب لإدارة تشيلسي للدخول مع إدارة ناديك في مفاوضات، وأتمني أن تنضم لفريقنا لتعويض رحيل ماتا إلي مانشستر يونايتد، وكلي يقين بأنك ستكون إضافة قوية ولن يخيب أملي فيك، فأنت لاعب سريع وموهوب وتجيد اللعب علي طرفي الملعب، وستعوض نقص اللاعب الراحل.
– صلاح: سأفكر في طلبك وفيما قلت بشكل جدي، ولتعلم أن تلك المكالمة تعني لي الكثير.
– مورينيو: تشيلسي في انتظارك، وستامفورد بريدج يرحب بك، ومورينو يثق في نظرته فيك.
(قطع)
عودة لمكتب مورينيو الذي يشهد اجتماعه الأخير بصلاح، ومازال صلاح جالسا أمام مورينيو في مكتبه بستامفورد بريدج ينظر إليه بنظرات تحمل معاني تلك المكالمة.
– مورينيو: أعلم أنك تراجعت عن ليفربول وارتديت قميص البلوز من أجلي، وأنك الآن نادم على ذلك، ولكن هذا الندم أراك مخطئا فيه، لأنني مازلت متمسك بك.
– صلاح: وهذا ما أردت أن أحدثك فيه، وأطلعك على ما توصلت إليه، فقد قررت الرحيل بشكل نهائي عن تشيلسي.
– مورينيو: بشكل نهائي؟!.. من الواضح أنك تلقي بالاً لوسائل الإعلام، وتبني قراراتك معتمداً على صحافة صورتك كفاشل مع تشيلسي لتجعل من قصتك مادة مثيرة للجمهور.
– صلاح: بعيدا عن الإعلام، فأنني أشعر أن الوقت الذي قضيته في تشيلسي لم يصل لمدى توقعاتي، فأنا لاعب لا يعتمد عليه الفريق بشكل أساسي، عكس ما صورته لي في مكالمتك الأولى، أريد أن ألعب باستمرار.
– مورينيو: تعلم أنني لا أحب أن يناقشني أحد في قراراتي الفنية، ولكن ما أستطيع قوله لك أنني أرى فيك ما لا تراه، فرؤيتي أنك غير مناسب في بعض المباريات أمر فني يخصني، وما أفعله معك لمصلحة الفريق أولا ولمصلحتك ثانياً كي تظهر دائما بشكل جيد دائما، ورغم تسرعك في اتخاذ القرار وانسياقك خلف وسائل الإعلام فإنني أرى فيك دوراً كبيرا ومؤثرا مع تشيلسي في المستقبل.
– صلاح: ولكني اتخذت قراري بالرحيل، وهذا ما أرتاح إليه.
– مورينيو: بالتأكيد لن أطلب منك المكوث في مكان ترتاح بالرحيل عنه، ولكني أرى ألا يكون رحيلك بشكل نهائي، فأنا أعلم أنه وبمجرد ابتعادك عن الضغوط الإعلامية التي لا أعرف سر اهتمامك بها ستعلم أن مستقبلك في ستامفورد بريدج، وأن رأي مورينيو كان صحيحا. بالإضافة لأنني أحتاج إلى الجميع، وإذا كان صلاح سيرحل يجب أن ينضم لاعب آخر، ولا اعتقد أننا سنقبل برحيلك وبعد ذلك ننفق أموال من أجل التعاقد مع لاعب آخر، لذا لن أقبل إلا إذا وفر النادي لي 50 مليون إسترليني لشراء بديل لك".
– صلاح: ولكنني أريد أن أخوض تجربة جديدة تعيد إلي ثقتي بنفسي.
– مورينيو: آه من الإعلام وما يهزه من ثقة اللاعبين في أنفسهم.. ولكن قل لي إلى أين؟
– صلاح: أفكر في إيطاليا بشكل عام، وإنترميلان بشكل خاص؟
– مورينيو(ضاحكا): بالطبع إنتر ميلان عظيم لأنني كنت أقوده يوما ما، ولكن ماذا عن عروض الأندية الإنجليزية؟
– صلاح: يوجد أمامي أكثر من عرض في إنجلترا ولكني أود في بدء التجربة في دولة جديدة.
– مورينيو: ولكن بقائك في إنجلترا يجعل من السهل عودتك لتشيلسي دون شعور بفارق كبير في طرق التدريب، وخاصة أنك ستنافس مع ناديك الجديد في نفس البطولة.
– صلاح: أعلم هذا ولكنك اخترت مدة الإعارة، فدعني أختار مكانها.
– مورينيو: على أي حال فرغم الاختلاف عن الدوري الإنجليزي فاللعب في إيطاليا له متعته، وأنا أعلم أنك ستنجح في أي مكان تذهب إليه.
– صلاح: حتما ستكون التجربة الجديدة دفعة قوية لي.
– مورينيو: تعلم أني لا أقف أمام رغبات اللاعبين وخاصة أنني أرى أنك ستثبت نفسك، ولكن فلتعلم أن تشيلسي ينتظر عودتك بشكل أقوى مما رحلت.
– صلاح: كلمات كهذه تكفي لتدفعني كي أبذل أقصى مجهود لدي.
– مورينيو: حافظ على مستواك وطوره، واحترس من الإصابات في إيطاليا، فإنها قاتلة.
-صلاح: أعلم هذا وأتمنى التواصل معك دائما وتلقي تشجيعك بشكل مستمر.
– مورينيو: يمكنك المغادرة الآن، وسأراقبك دائماً في أي مكان تذهب إليه.
صلاح يقف مبتسما ابتسامة توديعية ويمد يده للثعلب البرتغالي، ويتمتم بشكل منخفض أثناء المصافحة "شكراً مورينيو على كل شيء".