راديو

رئيس مجلس الإدارة
منال أيوب

رئيس التحرير
محمد الاصمعي

نسخة تجريبية

الأخلاق والحياة

0

 

علاء ثابت :

إن أى مجتمع من المجتمعات الإنسانية لا يستطيع أفراده أن يعيشوا متفاهمين سعداء ما لم تربط بينهم روابط متينة من الأخلاق الكريمة
ولو افترضنا وجود مجتمع من المجتمعات على أساس تبادل المنافع المادية فقط من غير أن يكون وراء ذلك غرض أسمى فإنه لا بد لسلامة هذا المجتمع من خلقى الثقة والأمانة على أقل التقدير
فمكارم الأخلاق ضرورة اجتماعية لا يستغنى عنها مجتمع من المجتمعات ومتى فقدت الأخلاق التى هى الوسيط الذى
لابدمنه لانسجام الإنسان مع أخيه الإنسان تفكك أفراد المجتمع وتصارعوا وتناهبوا مصالحهم ثمّ أدّى بهم ذلك إلى الانهيار ثمّ الدمار .
فإذا كانت الأخلاق ضرورة فى نظر المذاهب والفلسفات الأخرى فهى فى نظر الإسلام أكثر ضرورة وأهمية ولهذا فقد جعلها مناط الثواب والعقاب فى الدنيا والأخرة فهو يعاقب الناس بالهلاك فى الدنيا لفساد أخلاقهم .
قال تعالى (وما كان ربك ليهلك القرى بظلم وأهلها مصلحون ) سورة هود آية 117 وقال تعالى (ولقد أهلكنا القرون من قبلكم لمّا ظلموا ) سورة يونس آية 13
إن الإسلام يدرك تمام الإدراك ماذا يحدث لو أهملت المبادئ الأخلاقية فى المجتمع وساد فيه الخيانة والغش والكذب والسرقة وسفك الدماء والتعدى على الحرمات والحقوق بكل أنواعها وتلاشت المعانى الإنسانية فى علاقات الناس فلا محبة ولا مودة ولا نزاهة ولا تعاون ولا تراحم ولا إخلاص إنه بلا شك سيكون المجتمع جحيما لا يطاق ولا يمكن للحياة أن تدوم فيه لأن الإنسان بطبعه يحتاج إلى الغير وبطبعه ينزع إلى التسلط والتجبر والأنانية والانتقام.
هل الأخلاق طبيعية أم مكتسبة ؟
إن الأخلاق ليست مكتسبة على إطلاقها كما أنها ليست طبيعية على إطلاقها وإنما تتضافر الفطرة السليمة مع دلالة العقل التام السوى فى إادراك وتقرير جانب من الأخلاق ثمّ يأتى دور الشرع ليكمل الفطرة ويحمى العقل ويضع الضوابط االعامة التى ترقى بالفرد والمجتمع من الوجهة الخلقية .
والناس بفطرتهم مع توفير الظروف الملائمة يميلون إلى النماذج والصفات الخلقية الخيرة ويشعرون بالراحة التامة عند ممارسة هذه الأدوار التى توصف بالعدل والحق والجمال كما ينفرون بفطرتهم من الاتجاهات الخلقية الشاذة ويتذمرون من النماذج الخلقية المنحرفة إذ يشعرون بغرابتها على فطرتهم ومناقضة تلك النماذج لها
وقد دلت أحاديث كثيرة على أن من الأخلاق ما هو فطرى يفاضل به الناس فى أصل تكوينهم الفطرى ومن ذلك :
ما روى عن أبى هريرة عن النبى صلى الله عليه وسلم قال:الناس معادن كمعادن الذهب والفضة خيارهم فى الجاهلية خيارهم فى الإسلام إذا فقهوا والأرواح جنود مجندة فما تعارف منها ائتلف وما تنافر منها اختلف وفى هذا الحديث يثبت الرسول صلى الله عليه وسلم أن خيار الناس فى التكوين الفطرى هم أكرمهم خلقا وهذا التكوين الخلقى يرافق الإنسان ويصاحبه على جميع أحواله
ومن المواقف العملية التى تشهد على أن الأخلاق فطرية أبو بكر رضى الله عنه لم يشرب الخمر قط وعندما سئل بم كان يتجنبها فى الجاهلية فقال :كنت أصون عرضى وأحفظ مروءتى فإن من شرب الخمر كان مضيعا فى عقلهومروءته
وكما أن هناك أخلاق فطرية كذلك بإمكان أى إنسان أن يكتسب بعض الفضائل والأخلاق وذلك بالتربية المقترنة بالإرادة والقيم والناس فى ذلك متفاوتون بمدى سبقهم وارتقائهم فى سلم الفضائل

Login

Welcome! Login in to your account

Remember me Lost your password?

Don't have account. Register

Lost Password

Register