راديو

رئيس مجلس الإدارة
منال أيوب

رئيس التحرير
محمد الاصمعي

نسخة تجريبية

التعليم

بهاء الدين طه محمود

 

بقلم بهاء الدين طه محمود

"هل يستوى الذين يعلمون و الذين لا يعلمون, إنما يتذكلر أولوا الألباب" فصدق من قال و من أصدق من الله حديثا, فأصحاب العلم هم الوارثون. أصحاب العقول النيرة هم الذين علموا و تدبروا ما عملوا فعملوا به, فالعلوم جميعها انبثقت من نور شمس التعليم فأزالت الظلمة الالكة التى أاطت بكل شىء, فبانت هذه الإكتشافات الرهيبة التى عمت الكون كله, و على هذا يجدر بنا أن نقول: إذا أراد الإنسان أن يكون فسوف يكون, و إذا تقاعس على أن يكون فلن يكون لأن من خلقه جل شأنه و تعالت عظمته وضع له هذا التيسيير فسل له الطريق فى تحقيق ما يريد, ألا يعلم من خلق و هو اللطيف الخبير, و كل ممول على لواء قدرته.
دعونا نستشرف مما تعلمنا من تجارب الحياه فى الكتاب المنظور أن قادة الشعوب إن أخلصوا و أوفوا بما عاهدوا الله عليه لحققوا المعجزات لشعوبهم, و إن أفسدوا لضعفت بلادهم و انطفأت شموعهم و إنكسرت شوكتهم فخاب رجاءهم و حطمت آمالهم.
و على أرض الواقع نرى الدول المتقدمة قد جعلت التعليم رأس الزاوية و ارتكزت على هذا المنطلق لإابدعوا و حولوا الوهم حقيقة و الخيال أمر واقع, ففهم الكلمة بكافة جوانبها و مؤداها يوفر الوقت و يحقق ما كان مستحيلا, فهل لنا من واعظ. و على ما أشيلر اليه فإن كل إنسان يحمل فى صدره جانبا من الخير و نظيره من الشر, و على درجة استعداده و جهاده فى هذه الحياة فإن كان على علم رفع راية الخير فنال ما أراد و إن إنحرف عن الطريق تاه فى بحر الظلمات فأنقطع المدد و توقف المسير و ضاع كل شىء, و لا يلومن إلا نفسه, و الأمل فى الله واجب فهل يستوى الذين يعلمون و الذين لا يعلمون.
و تضاء الكلمة بفهم مكنونها فتدل على مخزونها, و ليت كل من يعمل فى هذا الحقل رزين متأنى منكر ذاته فيحصل على الثمار الطيبة التى يهفوا اليها قلبهو يتمناها المجموع من الناس. فما من حضارة ازدهرت فانتشرت و لا رقى سما فعلا فى أمة من الأمم إلا كان ذلك بإخلاص سواعد شبابها و عزيمة رجالها ووفاء نسائها و فطنة صغارها. و الكل مؤمن بقضية و طنهم فى تحقيق تخطيط قادتهم و الجميع يعمل فى صمت باذلين الجهد الوفيربإخلاص و إحسانو الله لا يضيع أجر من أحسن عملا. و ما خط قلمى هذه الكلمات إلا أننى على قناعة تامة أن النصر مع الصبر و ان مع العسر يسرا و أن الفرج قريب, فلا يخيب رحاء سائل و لا تغيب شمس عن من لديه الإصرار على الضى قدما.
و على القارىء لهذه السطور القلال أن يستنبط منها المراد منهو كلى أمل فى هذا اليقين. ما قيل و ما يقال على لسان غيرى من أفاضل القدم أن التعليم هو اللبنه الأولى لبناء المجتمع السوى التقى و منه يولد العلم فتتبدد ظلمة الجهل و تحل محلها الحكمة و المعرفة فتكتمل دائرة الأخلاق و يرتفع شأن السلوك الحضارى فتتحقق السعادة للناس فى الدارين معا و الله أسأل أن يثبت الأقدام و هو المستعان.

Login

Welcome! Login in to your account

Remember me Lost your password?

Don't have account. Register

Lost Password

Register