راديو

رئيس مجلس الإدارة
منال أيوب

رئيس التحرير
محمد الاصمعي

نسخة تجريبية

هذا البطل من بلدى

image

 

علاء ثابت :

ممّالاشك فيه أنه عقب ثورة 23يوليو عبأت الدولة كل طاقاتها العلمية فى سبيل تطوير مجتمعنا وتعويض ما فاته خلال سنوات طويلة فرضت عليه التخلف والظلام .

وفى هذه الأيام البكر من فجر هذه الثورة الخالدة شكل مجلس للخدمات جند فيه عدد كبير من العلماء والباحثين الذين لم يبخلوا بجهدهم من أجل البحث والدراسة ومن هؤلاء فئة (الأطباء) وقد كانت الصورة فى ذهنى وفى ذهن معظم الناس عن الطبيب أنه (سمّاعة ومشرط وروشة) حتى كانت الملحمة التى رسمها أطباؤنا الأبطال ومن هؤلاءالأبطال بطلنا الشهيد الدكتور محمد السا يح عدلى ومن الجدير بالذكر –والذى يحسب لى –أن البطل الشهيد ينتمى إلى صعيد مصر حيث أنتمى ومن واجبى الصحفى أن ألقى الضوء على تاريخ هؤلاء الأبطال الشجعان لنتخذهم مثلا أعلى فى حياتنا الوطنية وسوف أعرض فى مقالى جانبا من ملحمة البطولة التى رسمها الشهيد محمد السايح عدلى وتلك هى البداية بنى هلال مركز المراغة محافظة سوهاج كانت مسقط رأس البطل والذى ولد فى 2يوليوعام 1918م وكان والده ضابطا فى البوليس اشتهر بوطنيته فنقل إلى أسيوط لإبعاده عن الزعيم مصطفى كامل وكان محمد السايح عدلى خامس إخوته وهم (مصطفى عدلى المحامى والمهندس محمد أبو الفتوح والضابط إبراهيم الدسوقى ) التحق محمد السايح عدلى بمدرسة الجمعية الخيرية الابتدائية بأسيوط ونال منها الشهادة الابتدائية وعمره عشر سنوات ثمّ التحق بمدرسة طنطا الثانوية وكان رئيسا لفريق التمثيل ومثل عدة مسرحيات وطنية أبرز فيها إحساس الشعب المصرى بوطأة المستعمر وظلمه وجوره .

وتقدم إلى كلية الطب يؤازره مجموعه المرتفع وذكاؤه غير العادى الذى اعترف به الجميع وفى ديسمبر عام 1941م حصل على بكالوريوس الطب والجراحة ومرت الأيام وأرسلت وزارة الصحة تخبره بتعيينه طبيبا وتقدم للالتحاق بالجيش وأصر على الذهاب إلى الميدان وقد أقام بمجرد وصوله للميدان مستشفى الميدان وآخر متنقلا.

ومن المواقف الخالدة التى سجلها التاريخ بأحرف من نور موقفه فى إحدى المعارك عندما جاء للمستشفى ضابط مصاب إصابة خطيرة وهجمات العدو وصلت إلى مكان المستشفى وكان على الجميع مغادرة المكان ولكن البطل الشهيد أصرّعلى عدم ترك المكان وإجراء العملية الجراحية لهذا المصاب وتحقق له ما أراد ولكن فجأة دوّى المكان بصوت إنفجار رهيب وسقطت قذيفة هاون لتصيب الرأس الشامخ الكبير ويسقط البطل شهيدا فى نفس الوقت الذى يفيق فيه زميله المصاب الذى نجحت عمليته الجراحية والتى كانت آخر ما قام به الدكتور فى حياته.

وعندما أراد الضابط المصاب أن يشكر الطبيب الذى أنقذ حاته لم يجد على شفتيه المخضبتين بالدماء سوى ابتسامة عريضة وهكذا سجل لنا التاريخ أول طبيب استشهد فى ميدن المعارك فوق أرض فلسطين .

فتحية منا جميعا إلى روح هذا البطل الشهيد الذى كرمته الدولة بإطلاق اسمه على محطة سكة حديد بصعيد مصر (الشهيد السايح) فى مسقط رأس الشهيد البطل ومدرسة سميت باسمه أيضا .

وهكذا لاينضب معينك يا مصر من الأبطال الخالدين

وما زال العطاء مستمرا وتحيا مصر تحيا مصر تحيا مصر .

 

Login

Welcome! Login in to your account

Remember me Lost your password?

Don't have account. Register

Lost Password

Register