علماء يبتكرون "ضمادة ذكية" لتجديد أنسجة و خلايا القلب
محمد أبو زيد
من المعروف أن النوبات القلبية إذا لم تقتل صاحبها فإنها تخلف تلفا دائما على القلب, الأمر الذي قد يؤثر على فاعلية عمل القلب, وقد يسبب قصور في عضلة القلب لا قدر الله.
حيث أن أمراض القلب هي السبب الأول للوفيات في العالم، فبحسب منظمة الصحة العالمية، فإن أمراض القلب تتسبب سنويا في وفاة 17 مليونا و300 ألف شخص في العالم، وهو ما يمثل 30% من وفيات العالم، منهم 7 ملايين و300 ألف بسبب أمراض القلب التاجية بالخصوص، و6 ملايين و200 ألف بسبب الجلطات, ومن المتوقع أن يرتفع الرقم إلى 23 مليونا و300 ألف في عام 2030, إلا أننا نستعد الآن لإلقاء هذه المسلمات الطبية في طي النسيان.
بعد أن طور العلماء نموذج لضمادة تمكن عضلة القلب من تجديد خلياها وأنسجتها المتضررة تلقائيا وتمنع حدوث نوبات قلبية جديدة , حيث تحتوي على مادة (الكولاجين) – المستخدمة طبيا في شد الأنسجة و العضلات – مضافاَ إليها بروتينات معينة.
تمكن العلماء من زرع تلك الضمادة على قلوب عينة من الفئران والخنازير التي عانت من نوبات قلبية, فوجدوا إنها شجعت على تجديد الخلايا والأوعية الدموية المتضررة, من خلال تزويدها بالأكسجين والمواد المغذية.
وقد صرحت بيلر رويز لوزانو – قائدة فريق البحث الذي نشر في مجلة Nature"إن هذا الاكتشاف يفتح الباب لعلاج ثوري تماما".
وأشارت إلى أنه يمكن للكثيرين أن ينجوا من النوبات القلبية, لكن قليل يهتم بالأضرار الناتجة عنها, والتي قد تسبب الوفاة على المدى الطويل لا قدر الله, ومن هنا قرر الفريق بحث عن حل لتلك المشكلة, عن طريق دراسة أنواع مختلفة من الحيوانات التي تستطيع تجديد خليا قلبها تلقائيا والمواد المستخدمة في تلك العملية.
نجحت التجارب التي أجريت على الفئران والخنازير حتى الآن, حيث أنه في غصون شهر أو شهرين على الأكثر تعافت قلوبهم وأصبحت تعمل بشكل قريب جدا إلى الطبيعي.
ويرى العلماء أن هذا يعني أن الجسم سيتفاعل معها بشكل جيد، ولن يحتاج المريض إلى الأدوية القاتلة للمناعة. ويجري الباحثون الآن المزيد من التجارب لكي يتمكنوا من نقل تلك الضمادة إلى العيادات البشرية مع بداية عام 2017 إن شاء الله.