بعد ساعات على اغتيالها.. المئات يشيّعون جنازة قيادية مسلمة في بوروندي
شيّع مئات البورونديين، جنازة القيادية المسلمة في الحزب الحاكم في البلاد، حفصة موسى، إلى مقبرة المسلمين بضاحية نتاهانغوا، والتي اغتيلت صباح اليوم الأربعاء، أمام منزلها في العاصمة بوجمبورا على يد مسلحيْن مجهوليْن.
ويعتبر المسلمون في هذا البلد الإفريقي أقلية تتراوح بين 5-10% من إجمالي السكان المقدر عددهم بنحو 10 ملايين نسمة، بحسب بيانات شبه رسمية.
وحضر موكب تشييع الجنازة عدد كبير من الشخصيات السياسية، وممثّلين عن مجلس مسلمي بوروندي، وساروا لمسافة كيلومترين في موكب رافقه حضور أمني كثيف قام بتطويق الجنازة وتأمينها.
كما شارك في الموكب العديد من البورونديين ممن أعربوا عن حزنهم واستيائهم من اغتيال يعتبر الثاني من نوعه الذي يطال شخصية سياسية مؤثرة، منذ اندلاع الأزمة البوروندية في أبريل/نيسان 2015، بعد حادثة اغتيال المسلم زيدي فيروزي، رئيس أحد أحزاب المعارضة في البلاد، في مايو/ أيار من العام نفسه.
وفي كلمة ألقاها في المقبرة، وصف ليونس نداروباغيي، النائب بالمجلس التشريعي لمجموعة شرق إفريقيا، الاغتيال بـ "طعنة في ظهر الشعب البوروندي ومجموعة شرق إفريقيا".
من جانبه، أدان الوزير البوروندي للحوكمة الرشيدة، سيرج نداييراجيجي، في كلمة ألقاها باسم الحكومة، اغتيال القيادية بأشدّ العبارات، قائلًا: "نقدم تعازينا إلى العائلة والشعب البوروندي وإلى مسلمي البلاد الذين فقدوا إحدى أبرز الشخصيات".
وأضاف أن "موسى تقلدت، خلال الولاية الأولى للرئيس بيير نكورونزيزا (2005- 2010) مهام وزارية ومنصب متحدّث باسم رئيس البلاد".
من جهته، دعا رئيس مسلمي بوروندي، الشيخ صديقي كاجاندي، في كلمة له أيضاً، جميع البورونديين إلى إدانة مثل هذه الأعمال، حاثًا على ضرورة تكريس المحبة بين الناس.
وأشاد كاجاندي بذكرى "المرأة الشجاعة"، معربًا عن أمله في أن تتمكن السلطات من الكشف عن الجناة.
واغتيلت حفصة موسى، اليوم، إثر تعرّضها لطلق ناري من قبل مسلحين مجهولين، أمام منزلها بضاحية "نتاهانغوا"، بحسب الشرطة البوروندية.
ويأتي الاغتيال في وقت تتواصل فيه الجولة الثانية للحوار بين أطراف الأزمة البوروندية، في يومها الثاني بمدينة أروشا التنزانية، بوساطة لمجموعة شرق إفريقيا ممثلة في الرئيس التنزاني السابق بنجامين مكابا، وفي ظلّ تمسّك الوفد الممثل لبوجمبورا برفضه التحاور مع معارضة يصفها بـ "الراديكالية"، ويتهمها بالوقوف وراء محاولة الانقلاب الفاشلة على نكورونزيزا في مايو/ أيار 2015.
ومنذ اندلاع الأزمة، تعيش بوروندي على وقع أزمة سياسية سرعان ما اتخذت منحىً أمنيًا، مع تواتر الاغتيالات وأحداث العنف بشكل يومي، ورغم إعادة انتخاب بيير نكورونزيزا، في يوليو/ تموز الماضي، إلا أن الأوضاع لم تشهد انفراجة تذكر.
وبحسب أحدث التقارير الصادرة عن المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، في يونيو/ حزيران الماضي، فقد أسفرت الأزمة البوروندية منذ اندلاعها، عن سقوط أكثر من 700 قتيل، وأجبرت ما يزيد عن 280 ألف شخص على مغادرة البلا