«مصر تُحارب الإرهاب»..تُضيق الخناق على «خفافيش الظلام» في جميع الاتجاهات..تقرير
تُعد مصر أكبر دولة في المنطقة العربية, التي تُحارب الإرهاب الأسود الذي يطل علينا وعلى العالم أجمع, بوجهة القبيح, حيث يسقط شُهدءً يومياً من رجال الجيش والشرطة ولاسيما في محافظة شمال سيناء, وقامت, القاهرة, الفترة الماضية بالعديد من التحركات في عدداً من الجهات ونسقت التقارب مع حركة حماس الفلسطينية ومُحاولة الوصول لصيغة توافُقية إزاء الأزمة الليبية, لتضيق الخناق على الحركات الإرهابية, ومنها داعش وتنظيم ولاية سيناء الإرهابيين
لماذا التحركات ؟
شرقا يقول أستاذ العلوم السياسية المصري حسن نافعة إن هذه التحركات "هدفها التصدي، لتنظيم داعش"، والذي يتواجد في سيناء تحت اسم "ولاية سيناء"، وفي عدة مناطق بليبيا الملاصقة للحدود.
ويضيف: "ما يجري شرقا من توجه مصر للتعاون مع حماس أهم شروطه هو التصدي ومساعدتها في القضاء على داعش، وهو السبب ذاته الذي يقف وراء تحركات مصر في المشهد الليبي لضبط حدودها وهذا يمثل أمن قومي لها".
قريبا من هذا الطرح، يقول اللواء علاء عز الدين، المدير السابق لمركز الدراسات الاستراتيجية بأكاديمية ناصر العسكرية، إن مصر تسعى لإنهاء الاضطرابات على الحدود ومنع تسلسل المسلحين من وإلى قطاع غزة وسيناء، وقطع الإمدادات على العناصر الإرهابية بشكل كبير التي تأتي عبر الأنفاق.
بينما يعتبر المفكر الفلسطيني، عبد القادر ياسين، المتواجد في مصر، أن هناك عدة نقاط التقاء بين حماس والقاهرة تجعل الأولى تسعى نحو مصر، ملمحا إلى أن كلمة السر "داعش" الذي أزعج حماس في قطاع غزة، ويعتبرها مرتدة عن الدين الإسلامي، وكذلك في مصر (..) وهذا هدف مشترك".
وخلال الفترة الماضية وبعد زيارات قادة حركة حماس للقاهرة التي لم تعلن تفاصيلها رسميا، فيما خرجت تصريحات قيادة حماس عن فتح "صفحة جديدة" في العلاقات مع مصر، هدمت مصر أكثرمن 13 نفقًا خلال شهر واحد معظمها أنفاق وصفها الجيش بأنها "رئيسية"، بخلاف عشرات أخرى، منذ بدء تحركات السلطات المصرية لإخلاء مناطق بسيناء متاخمة للحدود مع غزة عقب عمليات "إرهابية" في سيناء.
أما غربا فيضيف "عز الدين" أن السلطات المصرية تسعى لمنع الإزعاج على الحدود الغربية أيضا والحفاظ على الأمن القومي المصري ضد محاولات التسلل والتهريب إلى مصر نظرا لحالة الفراغ الأمني لدى الجارة.
ويتفق معه، العقيد الليبي المتقاعد، عادل عبد الكافي، قائلا، إن التحرك المصري بجانب تونس والجزائر، وراؤه تهديد الحدود الليبية المشتركة التي تمتد لأكثر من 4 آلاف كيلو متر مع الدول الثلاثة.
وموضحا نتائج الاضطراب الأمني في ليبيا على دول الجوار، يشير الخبير الاستراتيجي عبد الكافي للأناضول إلى وجود أعداد كبيرة من جماعات الهجرة غير الشرعية والتجارة غير المشروعة في السلاح الذي سُرق من المخازن إبان الثورة فبراير بخلاف تمدد العناصر الإرهابية التي تستغل الأوضاع الحالية وتحاول ترسيخ وجودها، وتتخذ من الجبال على الحدود مكانًا لها.
المواجهة بمسارين أولهما .. سياسي
مساران بازران أحدهما سياسي والآخر عسكري استخباراتي، بحسب الخبراء سلكتهما مصر ضد العدو المشترك داعش، على حدودها الغربية والشرقية.
ويصف المفكر الفلسطيني، عبدالقادر ياسين، ما بين النظام المصري وحماس بأنه بداية ذوبان للجليد ويعتبر أن "هناك نقاط التقاء كثيرة حاليا بين حماس ومصر، أهمها خلاف كل منهما مع محمود عباس
ورغم تأكيد القيادة الفلسطينية، مرات عديدة، على عمق العلاقة بين البلدين، والتنسيق عالي المستوى بينها، الا أن تقارير إعلامية ترجع التوتر إلى ما تعتبره دعم مصر القيادة المفصول من حركة فتح، محمد دحلان، بالإضافة إلى قضية سحب مصر قرارا كانت قدمته لمجلس الأمن الدولي ضد الاستيطان الإسرائيلي.
أما بشأن التحركات السياسية التي تخص الغرب فيؤكد الأكاديمي، حسن نافعة، أن "مصر تسعى لوجود حكومة مركزية في ليبيا إحدى مهامها الرئيسية هو التصدي للمنظمات الإرهابية وضبط الحدود مع مصر، وبالتالي وجود هذه الحكومة هو مسألة أمن قومي لمصر".
ويشير العقيد الليبي المتقاعد، عادل عبد الكافي، إلى أن "تشكيل داعش يمثل خطرًا على ليبيا ودول الجوار، ما جعل من مصر وتونس والجزائر تستقبل وفودا ليبية أسبوعيًا؛ لحلحلة الأزمة والتفرغ لمشاكلها الداخلية".
المواجهات العسكرية
مواجهة داعش شرقا وغربا، ليس بالتفاهمات السياسية ولكن أيضا بمسار أمني عسكري، وفق حديث الخبراء.
ودخلت الحملة العسكرية في سيناء، شمال شرقي مصر، عامها الرابع، حيث انطلقت في سبتمبر 2013؛ لمواجهة عمليات إرهابية متصاعدة وقتها ضد قوات الجيش والشرطة، ولا تزال مصر تستمر في هدم الأنفاق وإخلاء مناطق بسيناء.
وهو ما يؤكده اللواء علاء عز الدين، المدير السابق لمركز الدراسات الاستراتيجية بأكاديمية ناصر العسكرية، قائلا: "بجانب المسار السياسي، لا تزال القوات المسلحة تدك معاقل الإرهابيين في سيناء".
ويضيف: "إلا أن التفاهمات سواء مع حماس عبر السيطرة على الأنفاق أو مع إسرائيل لتفهّم زيادة الآليات العسكرية والأعداد ستسرع من وتيرة انتهاء الحرب في سيناء، حيث انقطعت أحد أهم طرق الإمدادات، وهي الأنفاق التي كانت المنفذ الآمن بالنسبة للإرهابيين".
وحول التحرك غربا، قال المصدر الأمني المصري الذي تحفظ علىكر اسمه إن الجيش المصري يكثّف تواجده على الحدود الغربية مع ليبيا، منذ مدة، لكن تزايدت وتيرته خلال الأشهر القليلة الماضية حيث دفع بتعزيزات عسكرية وكذلك رفع حالة الاستعداد بالنسبة لقوات حرس الحدود.
وأوضح المصدر أن الاستعدادات تنقسم إلى شقين، الأول منع تسلل العناصر المسلحة إلى الداخل المصري ولا سيما بعد تجمع عناصر تابعة لتنظيم "داعش"، تسللت من ليبيا، بغرض تنفيذ عمليات داخل مصر، والاستفادة من المساحات الواسعة في الصحراء الغربية.
أما الشق الثاني، فيتعلق بسلاح الطيران الحربي، وهو ما يرتبط بإجراء عمليات مسح شامل على مدار اليوم بطول الشريط الحدودي، وإجراء مناورات دقيقة ومحددة.
فيما يؤكد الخبير الليبي عبد الكافي، أن هناك دعمًا عسكريا مصريا كاملا لليبيا ما بين الإمداد بالمعلومات وتدريب قوات، فمصر تخشى وجود أي قوات لتنظيم داعش الإرهابي على حدودها الغربية، والتركيز مع من استطاعوا التسلل إلى حدودها الشرقية والتفرغ للقضاء عليهم.
ويضيف : "كلنا نلاحظ الحديث المصري المستمر في كل المحافل برفع حظر السلاح عن ليبيا؛ لأنها تريد تعزيز قدرات خليفة حفتر في شرق ليبيا حتى يكون قادرا على مواجهة التحديات والجماعات المتطرفة".
ولم يتسن التأكد من تلك المعلومات، من مصدر مستقل أو الحصول على تعليق فوري بشأنها من الجيش المصري، غير أن تقارير صحفية عدة تتحدثت عن دعم عسكري مصري لحفتر، وسط تأكيد مستمر من القاهرة أنها تقف على مسافة واحدة من الجميع ولا تتدخل في الشؤون الليبية.
وكان المتحدث باسم الرئاسة المصرية علاء يوسف، نفى أيضا في أكتوبر/تشرين أول الماضي، تقريرا مشابها نشره موقع تلفزيون "روسيا اليوم" الرسمي حول مفاوضات بين القاهرة وموسكو لاستئجار قاعدة عسكرية، غربي البلاد، قائلا: "لن نسمح بوجود قواعد عسكرية أجنبية في مصر".
وفي فبراير 2015 كان الجيش وجه ضربة جوية "مركزة" ضد أهداف لـ"داعش" بليبيا، رداً على إعدام التنظيم 21 مسيحيا مصريا مختطفا ذبحا في الجارة الغربية ل إنها بالتعاون مع قوات الجيش الوطني الليبي.
ونهاية نوفمبر، نفذت وحدات من الجيش "أكبر المناورات العسكرية" بالذخيرة الحية في المنطقة الغربية، على الحدود مع ليبيا، حول تقديم "بيان لاقتحام بؤرة حدودية والقضاء على العناصر الإرهابية المسلحة قبل اقترابها من خط الحدود الدولية".