"ليست للسيدات فقط".. شبح العنوسة يواجه 13 مليون شاب تجاوزت أعمارهم 35 عامًا..تقرير
تفشت وانتشر ظاهرة العنوسة الفترة الماضية بشكل كبير للغاية ولاسيما في المجتمع المحلي بمصر لأسباب تعود إلى العزوف عن الزواج بسبب الضغوطات المعيشية والطلبات الكثيرة لأهالي الزوجين مما يُعرقل إتمام الزيجة وأصبح شبح العنوسة يواجه الذكور أيضا ً وليس النساء فقط..
البداية من الطلاق، حيث بلغت أعداد حالات الطلاق في عام 1992 نحو 6 آلاف و500 حالة، وفي عام 1997، وصلت حالات الطلاق إلى 70 ألف حالة، ثم انخفضت لتصبح 78 ألف حالة في 2007، ثم ارتفعت في عام 2009 إلى 141 ألفا و500 حالة، واستمر تصاعد الأرقام حتى بلغت 324 ألف مطلق ومطلقة، ثم سجلت 149 ألفا و376 حالة طلاق في عام 2010، وفقا لجهاز التعبئة العامة والإحصاء.
وفي 2011، سجلت حالات الطلاق أعلى نسبة لها، حيث وصلت أعداد الطلاق بين الرجال في السن مابين 30 إلى أقل من 35 سنة بنسبة 19.7٪، فيما سجلت أعلى نسبة طلاق بين الإناث في الفئة العمرية من 25 عاما إلى أقل من 30 عاما بنسبة 23.4%، وفي عام 2012 سجلت حالات الطلاق ارتفاعا ملحوظا حيث بلغت 155.3 ألف حالة طلاق مقابل 151.9 ألف حالة عام 2011، بزيادة نسبتها 2.2%، ووفقا لجهاز التعبئة العامة والإحصاء، بالإضافة إلى نسبة الطلاق ما بين 30 إلى 35 سنة 20% لعام 2013 بما يعادل 30 ألف حالةـ
وأوضح مركز التعبئة والإحصاء، فى تقارير خاصة به، أن هناك 240 حالة طلاق يوميًا، أي بمعدل حالة طلاق كل 6 دقائق، وأن المطلقات وصلت نسبتهن إلى 2.5 مليون، حيث إن معدلات الطلاق في مصر تتزايد بنحو 5 آلاف حالة سنويا، منها 86 ألفا في مناطق الحضر، ونصيب الريف نحو 75 ألف حالة.
وأشارت إحصائيات مركز التعبئة العامة والإحصاء أيضا إلى ثبات معدل الطلاق خلال عامي (2012 و2013) على مستوى الجمهورية بمعدل قدره 1.9 في الألف، موضحة أن معدل الطلاق بالحضر 2.5 في الألف مقابل 1.5 في الألف بالريف.
ونوهت الإحصائية إلى أن أعلى معدل طلاق بلغ 4.4 في الألف بمحافظة بورسعيد، بينما بلغ أقل معدل طلاق 0.8 في الألف بمحافظة جنوب سيناء، لعامي 2012 – 2013، حيث بلغ عدد أحكام الطلاق النهائية 4795 حكمًا عام 2013 مقابل 3514 حكمًا عام 2012 بزيادة قدرها 1281 حكما تتتمثل في 36.5 %، كما كانت أعلى نسبة انفصال بسبب الخلع، وبلغ عدد الأحكام بها 3305 حكما، بما تمثل 68.9 %، بينما سجلت أقل نسبة طلاق بسبب تغيير الديانة، حيث بلغ عدد الأحكام بها حكمان، تمثل 0.04 % من جملة الأحكام. وتشهد محافظة الشرقية حالة طلاق كل ساعة طبقا لإحصائيات جهاز التعبئة والإحصاء عام 2013.
أما فيما يخُص العنوسة، فأكدت تقارير التعبئة العامة والإحصاء الصادرة مؤخرًا، أن العنوسة تنتشر في مصر بدرجة كبيرة، حيث تشير الإحصاءات الرسمية إلى أن 13 مليون شاب وفتاة تجاوزت أعمارهم 35 عامًا لم يتزوجوا، منهم 2.5 مليون شاب و11 مليون فتاة فوق سن ال 35، حيث يمثل معدل العنوسة في مصر 17% من الفتيات اللاتي في عمر الزواج، ولكن هذه النسبة في تزايد مستمر.
ويتضح من خلال الإحصاءات أن ظاهرة العنوسة في مصر أدت لزيادة بعض الظواهر غير اللائقة ولا تتفق مع عادات المجتمع، مثل ظاهرة الزواج السري والعرفي بين الشباب في الجامعات، والشذوذ الجنسي بين الفتيات، والإصابة بأمراض نفسية، وبالنسبة للرجال فقد دفعت البعض للإقبال على إدمان المخدرات، حيث أكد التقرير أن هذه الأرقام ترجمة فعلية لظاهرة خطيرة بدأ المجتمع المصري يعاني منها، وخاصة في السنوات الاخيرة.
ومن الغريب أنه ظاهرة "عنوسة الرجال"في ارتفاع عن عنوسة النساء مما يهدد المجتمعات العربية، فقد شاعت في الآونة الأخيرة تأخر سن الزواج بين الشباب، حيث ارتفع السن بشكل ملحوظ ليتجاوز الثلاثينات ويشارف على سن الأربعين، وبحسب إحصائيات الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء أن نسبة الذكور في مصر لعام 2015 قد وصلت إلى 51،1% بينما بلغت نسبة الإناث 48،9%، لتدل أن نسبة الذكور تتجاوز نسبة الإناث في مصر بشكل واضح.
في السياق ذاته، أكدت الدكتورة علياء المهدي، استشارى الصحة النفسية، أنه ليس هناك تعريف محدد لعبارة الرجل العانس، ولكن يمكن وصفه بأنه الشخص الذي تجاوز35 عاما دون زواج، ومن دون أن يظهر أنه مقبل على القيام بذلك في وقت قريب.
وأوضحت استشاري الصحة النفسية أن هناك أسبابا نفسية ينبغي عدم إغفالها لأسباب ترتبط بالخوف من الانتقال من وضع أسري إلى وضع آخر.
وأشارت "المهدى" إلى أن ارتفاع نسبة البطالة، حرمت الشباب من توفير متطلبات الزواج المادية، وهي المصيبة الكبرى التي ترتب عليها زيادة نسب العنوسة، بالإضافة إلى الفقر الذي يقع ضحاياه بنسبة كبيرة من الأسر فلا تستطيع مساعدة أبنائها بعد انتهاء مراحل تعليمهم المختلفة بسبب دخولهم التى لا تناسب المعيشة، وهو ما لا يمكنهم من تحمل تكاليف بناء أسرة جديدة.
وأشارت استشاري الصحة النفسية إلى أن من أهم العوامل الاجتماعية التي ساهمت في ارتفاع معدلات العنوسة بين الشباب والفتايات هو إختلال قيمة الزواج المبكر، نتيجة عدم الإحساس بأهميته، إلى جانب خوفهم من المسؤوليات المترتبة على الزواج ورغبتهم بالتمتع بعدم الارتباط، خاصة مع زيادة المغريات التي يتعرضون لها في حياتهم اليومية، وتجنبًا للالتزامات المالية والاجتماعية المتعلقة به