هل يستطيع المواطنين شراء "لحمة العيد" في ظل ارتفاع أسعارها؟..تقرير
مثل اليوم من الشهر القادم يُحل علينا عيد الأضحي المبارك والشهير بـ"عيد اللحمة" حيث تستعد البيوت لاستقباله مبكراً وبعد ارتفاع أسعار اللحوم كيف سيتعامل الناس مع ذلك؟
ثلاثون يومًا تفصلنا عن عيد الأضحى المقبل المعروف لدى المصريين بـ"عيد اللحمة"، وهو الأمر الذى يجعل البيت المصرى فى حالة تأهب واستعداد لا سيما المواطنين الذين يلجأون إلى شراء اللحوم من وقت مبكر تجنبًا لارتفاع الأسعار وزيادة الطلب على اللحوم.
ورغم اتجاه المواطن للبحث عن لحوم "نظيفة" إلا أن التجار الجشعين والغشاشين يستغلون المواطن، من خلال بيع لحوم غير صالحة للاستهلاك الآدمي.
وتجلى هذا مؤخرًا، ففى تقرير الهيئة العامة للخدمات البيطرية بوزارة الزراعة واستصلاح الأراضي، وهو التقرير الذى صدر مؤخرًا ليكشف ضبط ما يصل إلى 470 طنًا من اللحوم غير الصالحة للاستهلاك الآدمى خلال 6 شهور كاملة، ما يفتح الضوء الأخضر لمناقشة تلك القضية وتحديد معايير اختيار اللحوم قبل العيد وكيفية الحماية من التعرض لكماشة التجار معدومى الضمير.
الدكتور السيد عبيد، مدير مديرية الطب البيطري بالقاهرة، قال: إن هناك من يعتمد على الشوادر من المواطنين، بينما يوجد مواطنون يعتمدون على شراء اللحوم المستوردة، وهناك أيضًا من يلجأ إلى الشراء من جزار بعينه.
وأشار "عبيد" إلى أنه بالنسبة لمستهلكي الشوادر توجد العديد من المعايير التي يجب على أساسها أن يتم الشراء من قبل المستهلكين مثل أن يكون اللحم لونه وردي، وألا يكون الملمس لزجًا ولا توجد رائحة للحم، وحينما يتم الضغط عليها تعود لشكلها مرة أخرى، مطالبًا بالابتعاد عن اللحم الغامق أو البني الداكن فهذا اللحم ادعى للفساد أو أنه أتى من حيوان كبير السن، مشيرا إلى وجود علامات أخرى تشير لفساد اللحوم مثل الدهون صفراء اللون والعظام الداكنة.
من جانبها، قالت سعاد الديب، رئيس الاتحاد النوعي لجمعيات حماية حقوق المستهلك وعضو بمجلس إدارة جهاز حماية المستهلك: إنه مع اقتراب عيد الأضحى يجب على المستهلكين توخي الحذر من العروض المغرية، التي تقدم لشراء اللحوم فقد تخفي ملصقات التغليف التي تغلف هذا النوع من اللحوم العيوب والأجزاء غير الصالحة للأكل.
وطالبت "الديب" من المستهلكين مراعاة عدم شراء اللحوم من أماكن غير معروفة أو مضمونة، لأن هذا يفتح الباب أمام بيع اللحوم الفاسدة للمواطنين، مطالبة باستمرار أداء الأجهزة الرقابية لدورها من خلال القيام بالضبطيات في المناطق المختلفة من خلال تغطيتها وخاصة في الأحياء والمناطق الشعبية.
بينما قال الدكتور مروان سالم، الخبير الصيدلي والباحث الغذائي: إن الأمر لا يقتصر على غش اللحوم الحمراء فحسب، وإنما يجب الحذر كذلك من اللحوم المفرومة التي تصنع بصورة غير مطابقة للمواصفات وتؤدي للإصابة بالكثير من الأمراض الخطيرة جراء تناولها على المستوى الزمني المتوسط والبعيد مثل السرطان وأمراض المعدة والكبد.
وأشار "سالم" إلى أن اللحوم المفرومة غير الصالحة يتم وضع صبغة حمراء عليها بعد إضافة مزيج من الدهن وعظام المواشي المفتت والأمعاء والأحشاء وجلود الدجاج لكي تضفي شكلًا مميزًا ومألوفًا للمستهلك، ويتم خلط كل تلك المواد مع بعضها وفرمها وإعطاؤها للمستهلكين من خلال التجار معدومي الضمير، وهو الأمر الذي يخدع المواطنين لا سيما في الأحياء والمناطق الشعبية، التي لا ينتشر فيها ثقافة الغذاء الصحي، مطالبًا المواطنين بعدم شراء لحوم مفرومة وأن يكون شراؤها من خلال تجار موثوق بهم على أن يقوموا بفرم اللحوم أمام عيون المستهلكين