"الأرز الهندي" بديل لجشع التجار أم سلعة رديئة الجودة؟..تقرير
منذ عدة أشهر لجأت هيئة السلع التموينية التابعة لوزارة التموين إلى استيراد الأرز الهندي، وتعاقدت على كميات كبيرة تجاوزت 75 ألف طن لتوزيعها على بقالين التموين لصرفها بسعر 750 قرشًا للكيلو؛ عقب امتناع التجار وأصحاب المضارب عن التوريد لصالح هيئة السلع التموينية بهدف تعطيش الأسواق لرفع الأسعار.
وبعد تراجع المواطنين عن الشراء قررت الوزارة تخفيض سعر الكيلو إلى 650 قرشًا بهدف خفض الأسعار وتشجيع المواطن على شراؤه، وهو ما لم يحدث بالشكل المطلوب، حيث يفضل المواطن الأرز الأبيض المحلي، ولذلك لجأت الوزارة إلى بيعه لتجار سوق الجملة لضخه في الأسواق والتخلص من بقاءه في مخازنها.
لكن الأرز الهندي، تحول إلى أزمة كبرى بدل من استخدامه فى حل أزمة نقص الأرز المحلي، حيث أعلن الأهالي في محافظة الإسكندرية مقاطعتهم لسلعة الأرز الهندي؛ بسبب ردائته في الطهي، مشددين على ضرورة تراجع وزارة التموين عن صرف هذه السلعة ضمن الحصة التموينية للمواطنين، وذلك ما أكده رئيس شعبة البقالين بالغرفة التجارية في الإسكندرية مصطفى الضو، أن نسبة المقاطعة للأرز الهندي، وصلت إلى 100%؛ بسبب ردائته.
كما رفض عدد من بقالي التموين بالقليوبية، استلام حصص الأرز الهندي المقررة على البطاقات التموينية؛ بسبب عدم إقبال المواطنين عليه، حيث أكد «البقالين» في شكوى رسمية لمديرية التموين بالقليوبية، أن مخازن الشركة العامة لتجارة الجملة تفرض عليهم استلام الأرز الهندي، مؤكدين تكرار شكاوى المواطنين من هذه النوعية.
الخبراء كشفوا أسباب تحول الأرز الهندي إلى أزمة داخل وزارة التموين، مؤكدين أن نوعه الغريب على المواطن المصري، أدى لانصراف المواطنين عنه واستبداله بالأرز المصري.
وأكد الدكتور أحمد مهدي رئيس قطاع الرقابة والتوزيع بوزارة التموين، أن الوزارة لم تصل لها أي شكوى من مديرية التموين بالإسكندرية أو القليوبية، عن الأرز الهندي، لافتًا إلى أن الوزارة عقدت اجتماعًا مع المسئولين بالشعبة العامة للبقالين والنقابة العامة أيضًا، وأكدوا عدم وجود شكاوى من قبل المواطنين حول الأرز الهندي، وأن هذا النوع من الأرز كانت كمية معينة وأوشكت على الانتهاء في السوق.
وأوضاف «مهدي»، أن الأرز الهندي طبيعي جدًا، لكن شكله قريب من «الباسمتيك»، ولكن الفرق بينه وبين الأرز المحلي أنه يحتاج إلى كميات أكبر من المياه، لكن لم يصدر عن أي جهة أن الأرز الهندي «ردئ»، مشيرًا إلى أن المواطن المصري يفضل الأرز المحلي عن الهندي المستورد؛ خاصة مع توافر كميات كبيرة من الأرز المحلي في السوق لبدء موسم الحصاد، بالإضافة إلى أن المواطن المصري تعود على الأرز المحلي.
وأوضح رئيس قطاع الرقابة والتوزيع بوزارة التموين أن حقيقة ما حدث، أن هناك جهات مغرضة أذاعت أن الأرز الهندي مُصنع من البلاستيك، لكن سرعان ما تأكد المواطنين أن هذه إشاعات مغرضة؛ لأنه لا يمكن تصنيع الأرز من الأساس، منوهًا إلى أنه تم فحص وتحليل عينات من الأرز المستورد من قبل الجهات المعنية في وزارتي الصحة والزراعة، وتم التأكد من سلامة الأرز قبل دخوله البلاد.
فيما قال رجب شحاتة، رئيس شعبة الأرز بغرفة صناعة الحبوب التابعة لاتحاد الصناعات، إن الأرز الهندي اختفى من السوق المصري، حيث كانت كميات صغيرة تم طرحها بعد استيرادها من الخارج وتم بيعها.
وأكد مصطفى الضو، رئيس شعبة البقالين بالغرفة التجارية بالإسكندرية، أنه لا يوجد أي إقبال على شراء الأرز الهندي من جانب المواطنين، مشيرًا إلى أن طريقة الطهي الخاصة به، مختلفة تمامًا عن طريقة طهي مثيله المصري، وهي طريقة لا يعرفها الأهالي ولا كمية المياه التي يحتاجها؛ ولذلك لا يخرج بشكل جيد