زوجة أمام محكمة الأسرة:«زوجي كان بيهني خلال لقائتنا الحميمية ويبصق على وجهي وكأنني عاهرة»
الصمت يبسط سيطرته على الرواق الضيق القابع بأحد طوابق محكمة الأسرة بمصر الجديدة، فمعظم الجالسين قد غادروا مقاعدهم بعد انتهاء نظر قضاياهم،وبدأ الزحام فى التلاشى، بجانب باب خشبى معلق عليه لافتة صغيرة مكتوب عليها"مكتب تسوية المنازعات الأسرية"، وقفت السيدة الثلاثينية تنتظر بدء نظر طلب إلزام زوجها بالإنفاق على أولاده الثلاثة، كانت تطل من عينيى السيدة الثلاثينية نظرة متعبة، وتضفى ملابسها المرتبكة على وجهها المشرب بصفرة التعب مزيدا من الكآبة والوجوم،وبعد ساعات من الإنتظار تبدأ جلسة التسوية.
تقول الزوجة الثلاثينية :"لم تمنع قصة الحب التى جمعت بينى وبين زوجى منذ أن كنت طالبة بالمعهد وهو مجرد مهندس ديكور صغير،لايملك من حطام الدنيا سوى راتبه البسيط، ويكبرنى بمايقرب من 11 عاما، أن يواعد النساء ويعاشرهن فى غيبتى، ويغدقن عليهن بالهدايا والأموال التى لم تعرف طريق محفظته إلا وأنا برفقته بينما يحرمها على بيته وأولاده، ولم يثنيه عشقه لى أو كما كان يوهمنى فى بداية زواجنا الذى دام لـ17 عاما عن اهانتى فى الفراش والبصق على وجهى بعد كل لقاء وكأننى عاهرة من عاهراته، بل أحيانا كنت أشعر أنه يعامل عاهراته أفضل منى ".
تواصل الزوجة روايتها بصوت منكسر:"لاأعرف ماذا فعلت حتى يعاملنى هكذا، إذا كان قلبه قد كف عن حبى فلماذا لم يتركنى أرحل بهدوء ودون تجريح ويعطنى كافة حقوقى؟،أم هذه كانت طباعه منذ البداية وأنا لم أراها بسبب حبى له، وربما يكون صمتى على خياناته وتجسيدى لدورطوال حياتنا معا السيدة البلهاء التى لاتعرف شيئا عن مغامرات زوجها العاطفية ولاتحاسبه على تصرفاته جعله يتمادى فى أفعاله المشينة، وكذلك شعوره أنه مهما نكل بى لن يقف أحدا من أهلى فى وجهه، فكل منشعل بحياته ومشاكله، ولن يتحمل أحد من أخواتى مسئوليتى أنا وأولادى الثلاثة".
تلوح على وجه الزوجة ابتسامة باهتة وهى تنهى روايتها:"ووالدتى سيدة عجوزلاحول لها ولاقوة، و تؤمن أن الزوجة مكانها بيت زوجها وعليها طاعته مهما فعل بها وتنفيذ كافه أوامره، وأن الطلاق من المحرمات، حتى عندما كنت أشكو لها من تصرفات زوجى معى وخيانته لى كانت تلقى باللوم على وتتهمنى بالتقصير فى أداء وجباتى تجاه:"أنتى أكيد مش بتديله حقوقه الشرعية ومقصرة"، وتتلمس له الأعذاربدلا من أن تعنفه أو حتى تعاتبه على اساءته المستمرة إلى وإهماله لأولاده، وبعد وفاتها شعرت أننى تحررت من تلك المعتقدات والخوف، ودعم هذا الشعور علمى بأمر زواج زوجى من أخرى، وفى الشقة التى نمت أنا وأولادى على البلاط حتى انتتهى من تدبير أخر أقساطها وأسجلها باسمائهم تأمينا لهم من غدر الحياة، ولأول مرة أثور عليه وأواجهه بكل خطاياه، لكنه أدار ظهره لى كعادته، وكف عن ارسال مصروفات للأولاد، فلجأت إلى محكمة الأسرة بمصر الجديدة للمطالبة بإلزامه بالإنفاق عليهم بدلا من ساقطاته".