«في ذكرى ميلاده» .. مين يُعوض رحيل «أنيس منصور»؟..تقرير
أديب وكاتب وصحفى مثير للجدل، له العديد من الآراء التى كانت تصدم جموع المثقفين خاصة فى ستينيات وسبعينيات القرن الماضى، ومعروف بحبه وتأييده للرئيس الراحل أنور السادات، هو أنيس منصور الذى تحل اليوم 18 أغسطس ذكرى ميلاده عام 1924.
وكان أنيس منصور من أشد المؤيدين لمبادرة السادات الساعية لتحقيق السلام بالشرق الأوسط، ومن مجموعة المثقفين الذين رافقوه أثناء زيارته لتل أبيب – مدينة فلسطينية محتلة على ساحل البحر المتوسط مقابل يافا -، وكان يرى أن الرئيس السادات ظُلم كثيرا وخاصة من بعض النخبة المثقفة التى انتقدته كثيرا ولم تذكر حسنة واحدة له.
كما أنه كان يرى وبحسب حوار صحفى له نشر قبل وفاته بعامين أن المصريين غضبوا من عرض إيران لفيلم "إعدام فرعون" إلا أن مصر هى من اغتالت السادات، لافتا إلى أن الكارثى هو أن الفيلم تنفيذ مصرى، وانتاج عربى، فى الوقت الذى يذكر التاريخ فيه للسادات أنه نصر مصر والعرب، ولولا قصور فى الرؤية، لشاركت الدول العربية فى عملية السلام التى قادها السادات وأعاد بها الأرض المصرية.
وأثناء زيارة السادات للقدس وخطابه فى الكنيست الشهير قال منصور فى حواره عن كواليس اختياره لهذه الزيارة إنه لم يكن يعلم باختياره سوى قبلها بيومين وكان هو وزوجته رتبا أمورهما لزيارة الأراضى المقدسة وأداء فريضة الحج، وسافر بالفعل وعندما وصل مكة غير موقفه واتصل بالسادات فأرسل له طائرة خاصة أقلته من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى، واصفا لحظة وصول السادات تل أبيب بالتاريخية التى جعلت العالم يقف ليراها ومنهم الفليسوف الوجودى سارتر الذى أوقف سيارته فى باريس ليرى مشهد نزول السادات من الطائرة فى تل أبيب.
وشبه أنيس منصور الرئيس السادات بالنبى "نوح" وذلك عند انتهاء زيارتهما لرومانيا وأثناء عودتهما بالطائرة ومرورها من فوق جبل آرارات بتركيا قال "ذهبت للرئيس وأخبرته أن الطائرة تمر الآن فوق جبل «آرارات» فى تركيا، فسألىي عما يعنيه هذا، فأخبرته أن هذا هو الجبل الذى رست عليه سفينة نوح الذى سخر منه قومه وقت صناعته لها، دون أن يعلموا أن طوفاناً سيجىء، وأن تلك السفينة هى طوق النجاة لنوح وصحبه، وقلت له إن نوح هو آدم الثاىي الذى بدأت به الحياة من جديد على كوكب الأرض، وأنه يمكن له أن يقوم بدور نوح لإنقاذ الشرق الأوسط من طوفان الحرب والدمار، مؤكداً له أنه سوف يقفز من السفينة الخائفون والمتكبرون الذين لا يرون أبعد من أنوفهم".
كما وصف لحظة وصول السادات إلى تل أبيب بلحظة نزول الإنسان على سطح القمر، كما أنه شارك فى كتابة خطاب السادات فى الكنيست الإسرائيلى مع الكاتب موسى صبرى وبطرس غالى وزير الدولة للشؤون الخارجية وقتها.