راديو

رئيس مجلس الإدارة
منال أيوب

رئيس التحرير
محمد الاصمعي

نسخة تجريبية

ظاهرة السوق السوداء تُسيطر على تذاكر القطارات بمحطة مصر..تقرير

أيام قليلة ويحل علينا عيد الأضحى المبارك، ويبدأ مغتربو القاهرة في العودة إلى محافظاتهم لقضاء الإجازة بين أفراد العائلة، طوال الأعوام الماضية كان القطار هو الملجأ الأول للمسافرين، فتضاعف الأعداد في هذه الفترة عن غيرها، وهو ما يتيح المجال لتجار السوق السوداء لاستغلال الموقف من يفشل في الحصول على تذكرة من شباك التذاكر يضطر إلى شرائها بسعر أعلى من أحد التجار فالهدف هو الوصول إلى منزل العائلة بأي ثمن.

في محطة مصر انقسم المشهد إلى نصفين، أحدهم يعج بالمسافرين الباحثين عن تذاكر لخط الصعيد في العيد، والآخر الخاص بتذاكر الخط البحري المتجه إلى الإسكندرية فارغ "يا تذاكر مين يشتريكي"، خط الصعيد كان له نصيب الأسد في الزحام وكأن أصحابه أصبحوا ذو قلب من حديد لا يتأثر بما ظهر الفترة الأخيرة من تعطل القطارات، عكس تمامًا ما شوهد أمام شباك تذاكر الدرجة الثانية بخط بحري.

المشهد الأول: خط الصعيد المستعجل يدفع

"لو سمحت هوّ فيه تذاكر خط الصعيد؟"، كلمات بسيطة إن دلت على شئ فهي تدل عن شُح تذاكر القطارات المتجهة إلى وجه قبلي الصعيد، وهنا تبدأ رحلة البحث عن شخص متخفي علي هيئة مسافر، حتى يكشف عن هويته ليتحدث بصوت خافت "معايا تذاكر لحد المنيا تشتري؟"

جولة بسيطة من أمام شباك تذاكر وجه قبلي، ثمان منافذ تذاكر، نصفهم مغلق بورقه كرتون، وشباك استعلامات، واثنين لبيع تذاكر، يقف أمامهم طوابير متشابكة كالضفائر بين النساء والرجال، تجد فوقهم لافتة محاها الزمن: "هذا الشباك للنساء فقط، يقف أسفله رجل أربعيني بلهجة نوبيّة: "تذكرة واحدة انشالله الفجر بس أسافر إنهارده"، يتجه نحوه رجل معه حقيبة صغيرة يكشف عن هويته أنه يبيع تذاكر، لكن للمنيا فقط، ليعود النوبي يقف خائب الأمل.

وعند سؤال الرجل ذو الحقيبة الغامضة عن سعر التذكرة التي بحوزته "بـ 55 جنيه"، لكن دون جدوى أغلب المسافرين يتشاجرون للوصول للشباك لشراء تذكرة لليوم، مع العلم أن سعر التذكرة الحقيقية "34 جنيه درجة تانية أي بفارق 21 جنيهًا، وآخر يرسم الزمن علاماته علي وجهه ويقول 4 تذاكر يوم الجمعة بـ 45 جنيه للمنيا.

"معايا انهاردة قطر الساعة اربعة لقنا بـ150″، لو لم نكن نعلم أنها تذاكر لظننا أنه يبيع الذهب بسعر الغباربسبب التهافت عليه، كان الشاب الثلاثيني بمثابة طاقة أمل للمسافرين للحصول علي التذكرة، رغم الفارق الكبير في سعر التذكرة من الشباك والتي يبلغ ثمنها 103، حيث يعتبر الفارق 47 جنية، ويتحول سعر التذكرة لمزاد.

المشهد الثانى: خط بحري "ياتذاكر مين يشتريك"

فراغ غير معتاد رؤيته في ذلك الوقت من العام داخل محطة مصر، حيث يلهمك المشهد بأنك تقف في المكان الخاطئ، أين شباك تذاكر وجه بحري، يبدو أن قانطين بمحافظات وجه بحري تأثروا بحوادث القطارات التي لُمعت كوارثها في الصحف والإعلام في الفترة القليلة الماضية، حيث كان الإقبال ضعيف، ويعبر عن خسارة كبيرة لتجارة السوق السوداء لخط وجه بحرى.

هاجر السبيري فتاة عشرينية، مُغتربة كالكثيرين ممن يعملوا فى القاهرة، قررت العودة من عملها فى القاهرة إلى محل إقامتها في سوهاج، لقضاء العيد مع الأسرة، وكان الحل الأمثل لها للسفر بالقطار، كما نصحتها زميلتها الحجز فى درجة vip.

"روحت بدل المرة أربعة" هكذا عبرت هاجر عن استيائها من ترددها على محطة مصر 4 مرات للحجز، كانت الأولى بتاريخ 16 أغسطس وعادت دون جدوى والسبب كان الزحام الشديد على شباك التذاكر، والمرة الثانية كانت بتاريخ 21 وكسبقتها لم تتمكن من الشراء والحجة التى سمعتها من الموظف فى الشبك هي نفاذ التذاكر، وأثناء مغادرتها ممر التذاكر نادتها موظفة فى الشباك المجاور للآخر الذي كانت تقف أمامه وطلبت منها العودة بعد يومين لاحتمالية تزويد القطار بعربات أخرى بسبب موسم عيد الأضحى والتزاحم على الحجز.

وبالفعل جاءت هاجر بعدها بثلاثة أيام على أمل تنفيذ ماقالته الموظفة لها، استفسرت عن التذاكر الجديدة وكانت الصدمة بالنسبة لها هى نفاذ العدد مجددًا، ظلت تبحث عن نفس الموظفة لتسأل عن إمكانية الحجز.

أجابتها الموظفة أنها إذا كانت مضطرة للسفر فعليها أن تسلك طريقتين لعلها تجد بهما الحل، أن تبحث عن واحدة فى السوق السّودة أو تأتى فى موعد الرحلة وهنا احتمال وجود أشخاص يرغبون فى بيع تذاكرهم لتأجيل السفر أو إلغائه، وقبل مغادرة المحطة فوجئت بتتبع شخص لها مناديًا:" عاوزة تذكرة يا آنسة"؟ تلتفت وتومئ برأسها بالموافقة لتعلم أنها تخضع لعملية ابتزاز مقابل الشراء فقط بعيدًا عن أعين الرقابة من رجال الأمن.. !

Login

Welcome! Login in to your account

Remember me Lost your password?

Don't have account. Register

Lost Password

Register