3 أسباب تُعجل بعودة «التربية النفسية» للمدارس..تقرير
وضعت وزارة التربية والتعليم استراتيجية جديدة للتعليم، يبدأ تطبيقها فى 2018، تسعى من خلالها الوزارة إلى تطوير العملية التعليمية، بدءا من المدرسة والمدرس وحتى الطالب نفسه، ووضعت الوزارة ضمن خطتها تنمية مهارات الأخصائيين النفسيين.
المدارس، كما تواصلت مع خبراء تعليم وعلم نفس لمعرفة الدور الحقيقي للأخصائيين النفسيين في المدارس.
وقال كمال مغيث الخبير التربوى، إن الأخصائي النفسي لم يعد له دور واضح فى العملية التعليمية الآن مقارنة بالسنوات الماضية.
وأوضح فى تصريحات خاصة، أن العملية التعليمية تمر بفترة عصيبة، لأن المدارس لم تعد فعالة كالسابق، وأغلب الطلبة فى الشهادات المختلفة لا يذهبون إلى المدرسة، ويكتفون بالدروس الخصوصية، وبذلك لم يعد هناك دور واضح للمدرسين عموما، وليس الأخصائيين النفسيين فقط.
وحول الدور الحقيقي للأخصائيين النفسيين فى المدرسة، قال «مغيث» إن دور الأخصائي النفسي هو التعامل مع الاضطرابات الموجودة لدى الطلاب وتقويم سلوكهم النفسي، ومساعدتهم على تجنب الوقوع في المشكلات السلوكية، وتقديم معلومات تساعدهم على حل المشكلات والوقاية منها مثل التدخين والإدمان والفوضى، وعدم الالتزام باللوائح المدرسية.
فيما رأت بسمة سليم خبيرة علم نفس، أن دور الأخصائي النفسي غير مفعل، والدليل على ذلك العنف الذي تشهده المدارس، والذي أصبح فى تزايد مستمر، موضحة أن وسائل الإعلام تنقل دائما أخبار عن استخدام الطلبة داخل المدارس لأسلحة بيضاء فى المشاجرات وهذا لم يحدث قديما، وبالتالى هناك عنف واضح داخل المدرسة، وغياب لدور الأخصائيين النفسيين.
وأضافت فى تصريحات لـ«الدستور» أن دور الأخصائي النفسي هو البحث عن الطلاب الإنطوائيين، والذين يعانون من تأخر فى التحصيل الدراسي ووضع برامج متخصصة تساعدهم فى الإندماج مع زملائهم.
وأشارت إلى أن الأخصائي النفسي لابد أن ينظم ندوات تثقيفية للطلاب، بالتعاون مع بعض الأطباء النفسيين، كما يقوم بعمل مجلة تتضمن معلومات فى علم النفس والأخطاء السلوكية التى من الممكن أن يقع فيها الطالب.
وسعيا من وزارة التربية والتعليم لتطوير دور الأخصائيين النفسيين فى الوزارة، عقدت فاطمة محمد، مدير الإدارة العامة لتنمية مادة علم النفس والتربية النفسية، اجتماعا مع موجهى عموم التربية النفسية بالمديريات التعليمية المختلفة، لمناقشة بنود خطة عمل الأخصائيين النفسيين، والمقترحات الجديدة لاستراتيجية العمل طوال العام.
وأكدت فاطمة محمد خلال الاجتماع، أهمية التركيز على أنماط السلوك الإيجابى وتنميتها لدى المتعلمين فى المراحل المختلفة، بهدف تنمية شخصيات المُتعلمين، وبناء أبعادها المختلفة (النفسية والجسمية والعقلية والاجتماعية والخلقية والمهنية)، لتحقيق أفضل مستوى من التوافق والصحة النفسية للمتعلمين، ويتم ذلك من خلال تنفيذ جلسات إرشادية تتضمن بعض القيم والمهارات اللازمة مثل (مهارة التخطيط، ومهارة حل المشكلات، وتنمية القيم كالانتماء والتعاون والابتكار وإدارة الوقت والصدق)، كما تهدف خطة التربية النفسية للوقاية من بعض السلوكيات السلبية مثل (الوقاية من التدخين وإدمان المخدرات، والميل نحو التطرّف والعدوانية والإرهاب).
وعن الدور الذي يلعبه الأخصائيون النفسيون فى حياة طلاب المدارس، قالت نوران أحمد طالبة فى الصف الثالث الثانوي، إن الأخصائي النفسي فى المدرسة يقوم بعقد بعض الندوات طوال العام، وتوجهنا إدارة المدرسة إلى حضورها، وغالبا ما تتحدث الندوات عن العنف والتفكير العدوانى وأضرار العنف الجسدي.
وأضافت فى حديثها، أن الأخصائي النفسي يشارك غالبا فى الإذاعة المدرسية، ويلقى كلمة حول موضوعات تتعلق أيضا بالعنف وأضراره.
وعن علاقته بالطلاب قالت نوران لا أعرف إذا كان يذهب إليه الطلاب للشكوى أو الحديث معه، فكل ما أعرفه عن دوره هو القيام بالندوات والمشاركة بعض الأوقات فى الإذاعة المدرسية، مشيرة إلى أن المدرسة بها أيضا أخصائية إجتماعية يعد دورها مكمل للأخصائية النفسية، ولكنها مسئولة عن إرسال الانذارات للطلاب والتوقيع على قرارات استدعاء ولى الأمر فقط.
وقال أحمد أحمد طالب فى الصف الثالث الإعدادى، كل ما أعرفه عن الأخصائي النفسي أنه يكون موجود بعد وقوع خلافات بين الطلاب، فيحاول تهدئة الأجواء بينهما فقط، لكن لا أعرف ما هو دوره غير ذلك.