جاء تعادل المنتخب الأرجنتينى على أرضه وبين جماهيره فجر اليوم فى الجولة قبل الأخيرة من تصفيات أمريكا الجنوبية المؤهلة لنهائيات كأس العالم روسيا 2018 ليؤكد مدى عمق الأزمة التى يعيشها منتخب التانجو وقائده ليونيل ميسى الذى يظهر مع منتخب بلاده كما لو كان شبحا للنجم المتألق والقائد الهداف لنادى برشلونة الاسبانى.

فقد كانت هذه المباراة هى الرابعة على التوالى التى يخفق فيها ميسى ورفاقه فى تحقيق الفوز ودفعت النتيجة جميع عشاق التانجو إلى وضع أيديهم على قلوبهم خشية الغياب عن العرس الكروى فى العام المقبل فى روسيا.

ولكن ورغم هذا التعادل فإن فوز باراجواى خارج ملعبه على كولومبيا بهدفين لهدف ابقى على حظوظ منتخب التانجو فى التأهل للمونديال وباتت المهمة سهلة ومعقدة فى نفس الوقت. ففى حال كانت كولومبيا قد فازت على باراجواى كانت ستواجه الارجنتين وضعا لم يعد مصيرها فى أيديها فحتى الفوز فى المباراة الأخيرة لم يكن ليضمن لها التأهل لكن فى ظل النتيجة التى انتهت بها المباراة بات التعادل ربما يكون كافيا للارجنتين لاحتلال المركز الرابع والصعود مباشرة لنهائيات روسيا.

لكن فى الوقت نفسه فإن التعادل لن يكون كافيا ويتعين على الارجنتين الفوز بلقائها الاخير فى التصفيات على اكوادور فى كيويتو على ارتفاع اكثر من 2800 متر فوق سطح البحرولكن يبقى بعد 17 جولة وثلاثة مدربين و16 هدفا فقط مصير المنتخب الارجنتينى فى يده.

وفى مباراة الأمس عجز المنتخب الارجنتينى عن التسجيل من العديد من الفرص التى سنحت له وواجه فريقا منظما قادر على غلق المساحات واللعب بهدوء دون تأثر بالجماهير التى احتشدت فى مدرجات استاد بوكا جونيورز الذى تم نقل المباراة اليه لسعته الاكبر من ستاد ريفر بلات. بل أن الحماس الجماهيرى جاء بأثر عكسى على بعض لاعبى منتخب التانجو الذين كانوا تائهين فى الملعب.

ومرة أخرى ظهر ميسى رغم صنعه بعض الفرص ومحاولاته استغلال مهاراته لاحداث الفارق لمنتخب بلاده فى صورة مغايرة لذلك اللاعب المتالق فى صفوف نادى برشلونة الذى سجل تسعة اهداف فى سبع مباريات فى الدورى .وبات اداء ليو ميسى مع منتخب الارجنتين لغزا عجز الجميع عن فك طلاسمه.

كما كان فكر سامباولى غريبا فى التشكيل والتبديل واصر على ابقاء أيكاردى و النجم المتالق فى صفوف يوفينتوس الايطالى باولو ديبالا على مقاعد البدلاء بدعوى أن المعلب لايتحمل ميسى وديبالا معا وهو فكر أثر سلبا على فعالية منتخب الارجنتين طوال المباراة. وبدلا من ديبالا أو إيكاردى اشرك نجم بوكا جونيورز الذى لم يثبت أى قدرة على تسجيل الاهداف واهدر القليل مما سنح له من فرص أمام المرمى.

وعلى الرغم من أن منتخب بيرو اوضح منذ اللحظة الأولى أنه لن يخاطر بفتح الملعب عجز المنتخب الارجنتينى عن إيجاد الحلول لاصراره على اللعب من العمق المغلق تماما بغابة من السيقان ولم يظهر اى خطورة من الاطراف التى كان يمكن أن تفك التكتل الدفاعى لمنتخب بيرو.

وعلى الرغم من احتفال لاعبى منتخب بيرو بالتعادل الذى أبقاهم متقدمين على الارجنتين بفارق الاهداف فى المركز الخامس انتظارا لخوض اللقاء الاخير على ملعبهم ووسط جماهيرهم أمام كولومبيا التى ضاع منها الفوز فى الرمق الاخيرأمام باراجواى .

ويمكن لبيرو ان تحسم الامر لصالحها فى حالة الفوز على كولومبيا ولكن يبقى للارجنتين فرصة شريطة تحقيق الفوز والانتظار لما تسفر عنه مباريات المرحلة الأخيرة.