«وزارة التعليم» تُقرّ 5 تغيّرات أملاً في تطوير المنظومة التعليمية..تقرير
لم تُشفع التغيّرات التي تقرّرها وزارة التربية التعليم فى مصر، من انتشال المنظومة من التدهور التام الذي لحق بها منذ سنوات عدّة، فانعدمت قدسية وهيبة الثانوية العامة فى البيوت المصرية، وتسابق الكثير من الطلاب ومعهم الأهل على النبش فى وسائل التواصل الاجتماعي والتكنولوجيا واستخدامها فى كيفية الغش والحصول على أعلى الدرجات.
سنوات بات التعامل مع تسريب الامتحانات والغش على أنها ظواهر عادية، وليست بالكارثة التعليمية والأخلاقية، التي لا بد من حلول جذرية لها مهما تكلف الأمر، سنوات تحاول الوزارة بطرق عدة، عبّر عنها الخبير فى مجال المناهج التعليمية محسن المحمدي، لـ«الدستور» بأنها تبعد عن وجهتها الأساسية فى محاربة الخروج عن النص.
كلمات خبير المناهج التعليمية، تؤكدها اعترافات وزارة التربية والتعليم مؤخرًا، بوجود ما يقرب من مليوني طالب وطالبة فى مراحل التعليم الأساسي يجهلون القراءة والكتابة، على الرغم من انتشار الدروس الخصوصية بشكل فائق فى شتى ربوع البلاد، وهو ما يعد كارثة فعلية فى مجال التعليم فى مصر.
ويشير الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، إلى أنّ الأسر المصرية تنفق على الدروس الخصوصية ٤٢.١٪ من إجمالي إنفاق الأسرة على التعليم.
قبل ساعات نفت وزارة التربية والتعليم ما تم تداوله عبّر مواقع التواصل الاجتماعي والشارع المصري، بعزم الوزارة على تقسيم العام الدراسي إلى ٣ فصول دراسية، مؤكدًا الدكتور رضا حجازى، رئيس قطاع التعليم العام بوزارة التربية والتعليم، أن ما حدث فهم خاطئ لتصريحاته التي أكد خلالها أنه تقرّر إلغاء امتحانات منتصف الفصل الدراسي "الميد تيرم".
وتابع حجازي فى تصريحات صحفية نفى خلالها تقسيم العام الدراسي إلى ٣ فصول، مؤكدًا أنه فى حال الاستجابة لمطالب أولياء الأمور بـ"ميد تيرم منتهي" سيكون العام الدراسي عبارة عن ٤ فصول منتهية وهذا لا يمكن، وإذا تمت الموافقة على هذا المقترح فالأجدر تقسيم العام الدراسي إلى ٣ فصول منتهية ومدّ فترة التعليم، كما هو سائر فى العديد من الدول.
يعود المحمدي ليشير إلى أنّ التعليم المصري بات بالكامل لديه مشكلة كبيرة فى حشو المناهج، والتربية السليمة التي يقوم بها الأستاذ تجاه التلاميذ، وتعليمهم قواعد التعامل قبل قواعد التعليم، منوهًا إلى أنّ المنظومة التعليمية بدأت تتهاوى منذ أواخر فترة الرئيس الأسبق محمد أنور السادات، التي باتت الجماعات تسيطر عليها والتنظيمات الأكثر تطرفًا، ليساهم المناخ العام حينها فى تديّن التعليم، وارتفاع نسبة حشو التعليم بالنصوص الدينية وتزييف التاريخ.
وفقًا لما أكده تقرير منتدى الاقتصاد العالمي على مستوى ١٤٠ دولة فى العالم، تحتل مصر المركز قبل الأخير فى التصنيف العالمي لجودة التعليم لمؤشر التنافسية السنوي لعامي ٢٠١٥ و٢٠١٦.
وتعد كوريا الجنوبية وكندا الدولتين الأوائل فى مجال التعليم على مستوى التعليم فى العالم، حيث حقق طلابهم أقوى نتائج الاختبارات، وحقق الطلاب نتائج غير مسبوقة فى اختبارات الذاكرة، بالإضافة لمهارات حل المشاكل بوضع خطط بنّاءة، وفقًا لمقارنة دولية نفذتها وحدة الاقتصاديات الذكية بمؤسسة "بيرسون" للتعليم والنشر.