موجه استنكار واسعة في العالم بسبب تصريحات نبيه الوحش باغتصاب الفتيات..تقرير
"نبيه الوحش".. من لا يعرف اسم هذا الرجل المثير للجدل، والذى كان نجم "الصحافة الصفراء" فى التسعينات والألفينيات عبر البلاغات التى طالما تقدم بها ضد الفنانات بعد أعمالهن السينمائية ساعيًا خلف شهرة نالها، يبدو أنها انتقلت اليوم من "المحلية" إلى "العالمية" بعد أن نقلت الصحافة الغربية تصريحاته الأخيرة التى قال فيها إن "اغتصاب الفتاة التى ترتدى ملابس تكشف جزءا من جسدها هو واجب وطنى!".
ورغم أن التصريحات مضى عليها نحو أسبوع، إلا أنها عادت من جديد فى الصحافة الغربية أمس، لتصبح بمثابة "حمى" تتناقل فيها وقائع هذا التصريح المؤسف، فنقلتها كل من جرائد "الإندبندنت" و"الإكسبريس" و"الديلى ميل"، و"الميرور" و"مترو" و"صن" البريطانيين، وكذلك موقع قناة "روسيا اليوم" الإنجليزى، وموقع "نيويورك بوست" الأمريكى، وغيرها من المواقع العالمية، التعليقات للقراء على المواقع الأجنبية جاءت صادمة ومسيئة، فبعضها احتوى خلطا بين الإسلام وما قاله الوحش، وآخرون قالوا إنها "ثقافة عربية"، فيما قال البعض إن شخص مثل هذا يجب حبسه بتهمة التحريض وعزله من وظيفته.
المواقع لم تكتف بمجرد نقل نص الحوار الذى دار، بل نقلت مقاطع فيديو من الحلقة، وكذلك سردت بعضا من تاريخ نبيه الوحش حين اعتدى على أحد المشايخ على الهواء مباشرة بالحذاء العام الماضى لأنه دافع عن حق المرأة فى ارتداء الحجاب من عدمه، لم تكتف الصحف العالمية بمجرد النقل، بل قالت إن مثل هذه الآراء هى التى تجعل من التحرش جريمة منتشرة فى مصر!.
لا يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل إن قناة خاصة أخرى، حاولت استغلال هذا الزخم فدشنت له برنامجا جديدا باسمه، يظهر فيه مهاجما سياسيين ومثقفين، آخرهم على سبيل المثال وزير الأوقاف، والذى يتهمه الوحش باتهامات خطيرة يعاقب عليها القانون.
كان من المفترض أن الفوضى الإعلامية قد انتهت بصدور القوانين المنظمة للصحافة والإعلام، وتأسيس الهيئات الإعلامية الثلاث، لكن فيما يبدو أن تلك الفوضى ستلازمنا فترة طويلة، والثمن باهظ.
وللقارئ أن يتخيل ما الذى ستفعله سائحة تفكر القدوم إلى زيارة مصر، فتقرأ مثل هذه التصريحات والإشارة إلى معدل التحرش فى مصر، هل ستطمئن مثلا للقدوم إلى بلادنا من أجل رحلة سياحية؟.
وللقارئ أيضًا أن يتخيل أن هذا الرجل استطاع التنقل فى المواقف السياسية يمينا ويسارا، فهو مرة ثائرا من أبناء ثورة يناير، ثم مهاجما للثورة ومتهما القائمين بها بأنهم عملاء ومجرمين، ثم إخوانيا مهاجما أعداء الإخوان على قنوات الحافظ والرحمة، ثم عدوا للإخوان وكارها لهم.
ويبقى السؤال الأهم، لماذا يظل شخص مثل "نبيل الوحش" يلقى حفاوة وظهورا إعلاميا بتصريحاته المسيئة لا للنساء فقط بل للإنسانية كلها، بل ويصبح له برنامجا باسمه، فيما تتناقل الصحافة الأجنبية مثل هذه التصريحات لتسىء لكل مصرى فى هذا البلد، وتعكس صورة مسيئة عن بلادنا وغير مستحقة.