لماذا انتشر الإسفاف الفني في مصر؟.. تقرير
ترفع النقابات الفنية في مصر، راية الدفاع عن الآداب العامة ومحاربة الابتذال، ورغم الوعيد والتهديد من قبل النقباء للوسط الفني، ما زالت التجاوزات مستمرة، والأعمال الإباحية تفرض نفسها على الساحة الفنية، وآخرها فيديو كليب المطربة شيما “عندي ظروف”، الذي دفع نقابة الموسيقيين إلى وقف المطربة عن الغناء.
الإباحية دون شك، تفرض نفسها على الفن المصري، ولا تقتصر على مجال الغناء فقط، ولكنها موجودة في الدراما التلفزيونية، حيث باتت الأعمال الدرامية في السنوات الأخيرة، تعتمد على الإيحاءات الجنسية والحوار المبتذل، وفي السينما أيضًا، وأكبر دليل على ذلك، المشهد الجريء الذي يجمع بين الفنانة علا غانم والفنان أحمد كرارة.
ويقول الموسيقار محمد سلطان، في تصريحات خاصة لـ”إرم نيوز”: “سمعت الضجة التي أثيرت حول كليب “عندي ظروف”، ودفعني الفضول إلى مشاهدة الفيديو، والحقيقة شعرت بالصدمة؛ لأن ما شاهدته وسمعته لا يمت للغناء بأي صلة، وأرى أن انتشار مثل هذه الأعمال؛ سببه عدم وجود تشريعات وقوانين رادعة لمروجي الإباحية، ويجب أن يعاقب الفنان أو الفنانة على تقديم عمل رخيص، يحرض على الابتذال، عقابًا رادعًا، لكن بكل أسف، توجد مرونة وميوعة من جانب النقابات؛ لذا الإباحية مستمرة.
وتعلق الفنانة نادية مصطفى، عضو مجلس نقابة الموسيقيين على الموضوع، قائلة: “النقابة تتحرك في ضوء القواعد والمساحة الممنوحة لها، فهي لا تملك إيقاف العضو، أو شطبه في أسوأ الأحوال، وأتصور أن انتشار الإباحية، سببه غياب الرقابة على المصنفات الفنية، فمن الذي يسمح بالتصوير؟ ومن الذى يسمح بالعرض؟ دور الرقابة، مصادرة أي عمل رديء؛ لحماية المجتمع”.
الدراما التلفزيونية
ويرى كثير من صناع الدراما التلفزيونية، أن هناك خللاً طال الدراما، وطالها التشويه، وسيطر عليها الحوار المبتذل والإباحية، ويتبنى هذا الرأي السيناريست مصطفى محرم، الذي تحدث لـ إرم نيوز قائلاً: “الدراما المصرية ابتعدت عن واقع المجتمع، وباتت شركات الإنتاج تلهث وراء الإعلانات؛ ولذا تقدم المشاهد الصادمة والإغراء المبتذل، ويوم بعد يوم، تتراجع الدراما التلفزيونية”.
وفي ذات السياق، تحدث المخرج محمد فاضل، قائلاً: “الرقابة هي الجهة المسؤولة عن الحفاظ على الآداب العامة، وانتشار الأعمال الإباحية، يؤكد أن الرقابة غائبة، فهناك أعمال يتم تصويرها بعيدًا عن عيون الرقابة، وبكل أسف، تحصل على تصريح بالعرض، دون أن يشاهدها العاملون في الرقابة، ولذا تحدث كوارث السينما”.
ويرى المخرج علي عبدالخالق، أن هناك تجاوزات، لكن توجد أعمال جيدة وتحمل أفكار، ونسبتها كبيرة.
وقال في تصريحات لـ إرم نيوز: “بالتأكيد، توجد تجاوزات في الحوار على شاشة السينما، لكن لا توجد أعمال إباحية بشكل فج، ولو أردنا أن نقدم أعمالاً مثالية مئة في المئة، فيجب الرهان على ضمير المبدع نفسه، بمعنى أنه يجب على صناع الفن، إدراك أنهم يقدمون شيئًا يصل إلى الناس، ويؤثر فيهم”.